المعنويات الصعودية تعود لسوق النفط .. الخام الأمريكي مرشح لأقوى أداء في 4 أسابيع

المعنويات الصعودية تعود لسوق النفط .. الخام الأمريكي مرشح لأقوى أداء في 4 أسابيع
مخاوف التباطؤ والركود الاقتصادي تقاوم خطط ضبط المعروض النفطي.

سجل الخام الأمريكي أعلى إغلاق منذ أوائل أيار (مايو) الماضي مرتفعا نحو 6.2 في المائة في تموز (يوليو) حتى الآن، وفي حال تم الحفاظ على المكاسب طوال الشهر الجاري يتوقع أن تسجل الأسعار أقوى أداء خلال أربعة أسابيع منذ تشرين الأول (أكتوبر) الماضي التي كان قد ارتفع فيها خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 8.4 في المائة.
وأظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة زادت هذا الأسبوع بمقدار 3.026 مليون برميل بعد انخفاضها بمقدار 4.382 مليون برميل في الأسبوع السابق بينما كانت التوقعات هي حدوث زيادة أقل بكثير بمقدار 200 ألف برميل في مخزونات النفط الخام الأمريكية.
وارتفع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 12.4 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 30 حزيران (يونيو) - وذلك وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة - بزيادة 200 ألف برميل يوميا عن بداية العام.
من جهتها، ذكرت وكالة بلاتس الدولية للمعلومات النفطية أن إنتاج "أوبك+" بلغ 41.34 مليون برميل، وجاء ذلك في أعقاب انخفاض كبير بلغ 670 ألف برميل في اليوم في أيار (مايو) إلى أدنى مستوى له في 19 شهرا مع انضمام سبع دول إلى روسيا في إدخال تخفيضات طوعية، ستبقى سارية حتى نهاية 2023.
وعدت بلاتس أن تحالف "أوبك +" يعمل على خفض الإنتاج في وقت لا يزال يعاني فيه القطاع ضعف المؤشرات الاقتصادية العالمية، موضحة أنه لن يجتمع وزراء "أوبك +" لمناقشة أوضاع السوق وأحجام الإنتاج حتى 26 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل لكنهم قالوا إنهم يظلون على أهبة الاستعداد لعقد أي اجتماع استثنائي في حالة الضرورة.
ويقول لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون إن أسعار النفط تتحرك صعودا ببطء على مدى الأسابيع الأخيرة حيث بدأت المعنويات الصعودية تتراكم على خلفية خفض المعروض من جانب السعودية بنحو مليون برميل يوميا لشهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) وتعهد روسيا بخفض صادراتها النفطية.
وأوضحوا في تصريحات أمس أن محاولات الصين لتعزيز الإنتاج الصناعي المحلي مستمرة بشكل متزايد وذلك في إطار جهود التحفيز الحكومي الاقتصادي وذلك رغم استمرار الوكالات الدولية مثل "أوبك" أو وكالة الطاقة الدولية في المراهنة على نمو الطلب الصيني القوي في النصف الثاني من 2023.
وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة إن مخاوف التباطؤ والركود الاقتصادي تقاوم خطط ضبط المعروض النفطي من خلال الخفض المتوالي للإنتاج في تحالف "أوبك+" بقيادة السعودية وروسيا، مشيرا إلى أن بيانات وتقديرات نمو الطلب متضاربة خاصة في الصين ولا سيما أن مؤشر أسعار المنتجين في الصين انخفض لمدة 11 شهرا على التوالي ما يشير إلى التحفيز المالي لا يعزز الإنتاج الصناعي فعليا.
وأشار إلى أن اعتماد الاقتصاد الصيني على الصادرات الصناعية التي تحولت إلى مستويات سلبية حيث يواجه المشترون عبر حوض الأطلسي المخاوف المتزايدة من الركود.
أما سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف فيرى أن هناك إدراكا متزايدا بأن السوق بدأت تشعر بتأثير تخفيضات إنتاج السعودية وقيود الصادرات الروسية حيث ارتفع صافي مراكز صناديق التحوط في عقود خام برنت بما يعادل 25 مليون برميل في الأسبوع الماضي وهو أكبر بناء أسبوعي في شهرين ما يشير إلى ارتفاع محتمل في الأسعار على المدى القصير.
ولفت إلى ميل أسعار النفط الخام إلى الارتفاع وسط مؤشرات على انخفاض إنتاج الخام الروسي ما يشير إلى أن تخمة المعروض في السوق قد تكون على وشك الانتهاء حيث انخفض متوسط شحنات النفط الخام الروسي إلى أقل من متوسطاتها في شباط (فبراير) وهو تطور رئيس في السوق التي تعثرت هذا العام بسبب صادرات الخام الروسي الأقوى من المتوقع.
ويقول أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة إن المعنويات الصعودية تعود بقوة إلى السوق النفطية عقب توقعات بأن الصين ستتخذ مزيدا من الخطوات لإنعاش اقتصادها بحوافز إضافية.
ونقل عن توقعات صادرة عن محللين أمريكيين وبنك "ستاندرد تشارترد" ترجح حدوث عجز في الإمدادات النفطية خلال الأشهر المقبلة وسط توقعات بارتفاع الطلب العالمي الموسمي في فصل الصيف واستمرار خفض الإمدادات النفطية من جانب كبار المنتجين.
وأكدت ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام أن النفط الخام انخفض بنسبة 6.7 في المائة هذا العام بسبب ضعف الصين والمخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي بسبب تشديد السياسة النقدية من قبل البنوك المركزية وصمود المعروض من المنتجين بما في ذلك روسيا.
ولفتت إلى الدور السعودي المؤثر في دعم السوق حيث تعهدت السعودية وروسيا وحفزت بقية الأعضاء في تحالف "أوبك +" نحو إجراء مزيد من تخفيضات الإمدادات النفطية، لافتة إلى ترقب السوق بيانات التقارير الشهرية من "أوبك" ووكالة الطاقة الدولية اليوم الخميس للحصول على مؤشرات جديدة عن سوق النفط الخام.
ومن ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تجاوزت العقود الآجلة لخام برنت 80 دولارا للبرميل أمس، للمرة الأولى منذ أيار (مايو) بعدما أشارت بيانات التضخم في الولايات المتحدة إلى أن دورة رفع أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد في العالم في طريقها إلى الانتهاء.
وأظهرت بيانات صادرة أمس أن أسعار المستهلكين الأمريكيين ارتفعت بشكل طفيف في حزيران (يونيو) مسجلة أقل زيادة سنوية في أكثر من عامين مع استمرار التضخم في التراجع.
وتتوقع الأسواق رفع أسعار الفائدة مرة أخرى، لكنها ترجح أيضا أن دورة رفع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بلغت ذروتها.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 51 سنتا إلى 79.91 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:56 بتوقيت جرينتش بعدما وصلت إلى 80.05 دولار للبرميل في وقت مبكر. وصعدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس 62 سنتا إلى 75.45 دولار للبرميل.
وتعرضت الأسعار لضغوط من ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بنحو ثلاثة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في السابع من تموز (يوليو)، وفقا لبيانات معهد البترول الأمريكي.
وكان محللون استطلعت "رويترز" آراءهم قد توقعوا زيادة مخزونات الخام بمقدار 500 ألف برميل. وفي الجلسة السابقة، ارتفع النفط بنحو 2 في المائة، مدعوما بهبوط الدولار وتوقعات بزيادة الطلب العالمي على الخام.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام أوبك وسجل سعرها 79.67 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 79.07 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق سادس ارتفاع له على التوالي وإن السلة كسبت نحو ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 76.18 دولار للبرميل.

سمات

الأكثر قراءة