الثروة الخفية .. اقتصادات المياه الجوفية «2 من 3»

يكتسي هذا المورد المائي الجوفي أهمية خاصة بالنسبة إلى القطاع الزراعي، حيث يمكنه خفض ما يصل إلى نصف الخسائر الناجمة عن تقلبات هطول الأمطار في إنتاجية هذا القطاع. وهذا يعني بدوره توفير الحماية من سوء التغذية. وفي تناقض صارخ، يؤدي نقص إمكانية الحصول على المياه الجوفية الضحلة إلى زيادة فرص الإصابة بالتقزم بين الأطفال دون سن الخامسة بنسبة قد تصل إلى 20 في المائة.
وعلى هذا النحو، يمكننا استخدام هذا المورد في السعي لتحقيق أهدافنا الإنمائية الجماعية. فعلى سبيل المثال، يمكن للمضخات التي تعمل بالطاقة الشمسية ويتوافر لها ضمانات وقائية كافية أن تزيد من الري باستخدام المياه الجوفية في إفريقيا جنوب الصحراء، وبالتالي الحد من الفقر وحماية المجتمعات المحلية من الصدمات المناخية.
وعلى نطاق أوسع، ومع ازدياد آثار تغير المناخ، يمكن للمياه الجوفية أن تستمر في لعب دور بالغ الأهمية في الحفاظ على النظم الإيكولوجية الحساسة التي تحجز الكربون، وفي حماية المجتمعات المحلية المعرضة للخطر من الظواهر المناخية القاسية.
لكن استنفاد منسوب المياه الجوفية وتدهور نوعيتها والمنافسة المتزايدة على هذا المورد يهدد استدامته. وهذا يعني أن المجتمعات يمكن أن تصبح أكثر عرضة للصدمات المناخية.
رغم عدم كفاية استخدام المياه الجوفية في بعض الدول، فإن دولا أخرى أصبحت تعتمد عليها اعتمادا مفرطا. وبالفعل، فإن ما يصل إلى 92 في المائة من مكامن المياه الجوفية العابرة للحدود في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا تظهر مؤشرات على نضوب المياه الجوفية. وفي جنوب آسيا، وفرت المياه الجوفية ميزة في الإيرادات الزراعية تراوح بين 10 و20 في المائة، لكن هذه المنافع آخذة في التراجع مع نضوب الموارد.
وعلى الطرف الآخر من المعادلة، لا يتم استخدام المياه الجوفية في إفريقيا جنوب الصحراء. ويعيش أكثر من 255 مليون شخص في المنطقة في فقر في مناطق يمكنها التوسع في نطاق استخدام المياه الجوفية الضحلة. وعن طريق استخدام هذا المورد على نحو مسؤول ـ وتقديره على نحو ملائم ـ يمكن لهذه المنطقة تحسين غلاتها الزراعية والنهوض بالجوانب الإنمائية فيها.
وحول دعوة إلى اتخاذ إجراءات سياسية عاجلة لإعطاء الأولوية للمياه الجوفية.
تتمثل إحدى الرسائل الرئيسة للتقرير في ضرورة قيام واضعي السياسات بإعطاء الأولوية للمياه الجوفية لضمان استخدامها بطريقة تعود بالنفع على المجتمع والاقتصاد والبيئة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي