سهم للربح وآخر للعشق

قلما أكتب في الشأن الرياضي لقلة الخبرة وضعف المتابعة، وإذا حدث وكتبت فعادة ما يكون ذلك من زاوية اقتصادية لأن هذا القطاع مليء بالفرص والتحديات ولا يزال كمنظومة استثمارية بكرا إلى حد ما.

تداعت بعض الذكريات مع صدور القرار التاريخي لولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بإطلاق مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، القطاع الجديد الذي تشمله رؤيته الفذة التي تتناول قطاعا بعد آخر بالتطوير والتحديث والحوكمة وتغيير طريقة التفكير لتتغير النتائج وتتحقق الأهداف.

في عام 1997 نشرت عملا صحافيا عبارة عن ندوة عن تخصيص الأندية، استضفت مصرفيين بارزين، وكاتبا رياضيا، ومسؤولا في أحد الأندية -إن لم تخني الذاكرة- وخلص النقاش إلى أهمية الفكرة، والاحتياج إلى كثير من الخطوات ليمكن البدء في هذا المشروع من الناحية الاستثمارية.

في الفترة من عامي 2008 إلى 2010 تزاملت في أحد المصارف السعودية مع خالد الربيعان الذي أصبح اليوم أحد المختصين السعوديين المحترفين في الاستثمار الرياضي، بعد مغادرتي المصرف إلى مصرف آخر تواصل الزميل العزيز معي يستشيرني ضمن من استشارهم في إصدار كتابه الأول، وشجعته على ذلك، وقد فعل ونجح، وهو اليوم ضمن من استطاعوا أن يتناولوا الجوانب الاقتصادية في كرة القدم بمهنية وأحسبهم قلائل.

تحرك ملف الاستثمار الرياضي أكثر من مرة لكن فيما يبدو لي لم يصل إلى النضج والجاهزية والجاذبية المطلوبة، وهو اليوم ضمن منظومة الحراك السعودي على كل الأصعدة أصبح فرصة ذهبية للمستثمرين السعوديين وربما الأجانب لاحقا، ولعل إطلاق المشروع على مراحل سيعمق من عوائد التجربة.

صندوق الاستثمارات العامة له استراتيجية واضحة ومعلنة، ينشئ أو يستحوذ أو يتحالف، وإذا نضج الاستثمار طرح جزءا منه للاكتتاب العام، وهذا ما سيحدث في القطاع الرياضي مستقبلا، وهذا ربما ما جعل الزميل عبدالعزيز السويد يطرح سؤالا استثماريا وعاطفيا في الوقت نفسه على حسابه في "تويتر": إذا طرحت شركات الأندية الرياضية للاكتتاب، هل تكتتب حسب ميولك أم حسب ربحية الشركة؟

للوهلة الأولى أجبت: حسب الربحية، وأظن أني سأبقى على رأيي، ما لم يطغ العشق الذي سيؤثر في قرار كثيرين عند الاكتتاب والاستثمار، وسيصبح حال العقلاء أن لديهم سهما للربح وآخر للعشق خاصة إذا كان الأخير أقل ربحية من الأول. هذا المشروع المهم لن يغير فقط ملامح القطاع الرياضي، إنه سيضيف كثيرا إلى قطاعات أخرى وسيصنع فرصا جديدة للعمل لعل الحديث يتواصل عنها.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي