طيران الرياض

عرضت شركة طيران الرياض باكورة تجهيزاتها للتشغيل في وقت لم يكن أحد يتوقع أن تبدأ فيه مناقشات المقر والتسهيلات والتوظيف وغيرها من جزئيات التأسيس التي تشغل الحيز الأهم من سنوات التخطيط للبدء الفعلي للعمليات.
ما استنتجته من مشاهدة صور الطائرة الأولى لطيران الرياض هو انطباع بأن الشركة ستكون فعلا رائدة ومتفاعلة من المتطلبات التي ستفرضها المرحلة المقبلة بكل تعقيداتها. فمع نمو عدد السكان في المراكز الرئيسة خصوصا الرياض، وانتقال المقار الرئيسة للشركات في الشرق الأوسط للمملكة وتعدد المناطق والمدن الصناعية والمشاريع العملاقة التي تبشر بها "رؤية 2030"، أكدت طيران الرياض أنها تسير على الوتيرة نفسها أو أسرع.
لعل ما يدفع المسؤولين في الشركة نحو استعجال التشغيل الفعلي هو تلك العوامل وأهم منها الدعم الذي تلقاه الشركة من صندوق الاستثمارات العامة للبدء بتغطية الاحتياج. يعلم الجميع أن هناك حاجة ماسة لتوفير خدمات النقل الجوي خصوصا في مدينة الرياض، سواء في الرحلات الداخلية أو الدولية وهذا أحد أهم العوامل التي ستحقق الربحية للشركة ما دامت ستعمل بالوتيرة نفسها التي شاهدناها في تعاقدات الشركة وتدشين أولى طائراتها.
يطمح المسافرون إلى أن تضمن الشركة تنافسا أكبر خصوصا في الوجهات الدولية بما يضمن خدمات وأسعارا أكثر مراعاة مما نشاهده اليوم، فحتى شركات الطيران الاقتصادي تسعر رحلاتها الدولية بمبالغ غير مقبولة مقارنة بالخدمات المقدمة، وما دمنا نريد أن تكون الرياض مركزا للحركة الجوية بين آسيا والقارات الأخرى، ومع المنافسة الشديدة من قبل مطارات أخرى في المنطقة، هناك تحد مهم وفرصة للمنافسة بحكم توفير الرحلات المباشرة التي لا تضطر المسافر لعبور أو البقاء في مطارات ليست مقصدهم بسبب قلة عدد الرحلات أو ارتفاع الأسعار.
يمكن أن تحقق الشركة إنجازات مهمة في دعم السياحة بالتوازي مع تحقيق الدعم الاقتصادي الذي ذكرته هنا، فجاذبية مناطق المملكة المختلفة بيئيا وترفيها، ستؤثر بلا شك في استقطاب نشاط سياحي مهم ومع افتتاح المشاريع الكبرى مثل القدية ونيوم والدرعية سنشاهد أعدادا أكبر من القادمين لأغراض السياحة فقط.
كلنا أمل أن تكون الشركة الجديدة متفاعلة وبالقدر نفسه من الحماس وناجحة في استقطاب أكبر عدد ممكن من الركاب من مختلف دول العالم ليكون للرياض حقها المستحق في سوق النقل الجوية الجاذبة للمسافرين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي