Author

إزالة «مكياج» الإدراج

|

كلما زادت الحوكمة ارتفع سقف طمأنينة المستثمر المحلي والأجنبي، وزادت أو استقرت استثماراته، ويوما بعد يوم نرى خطوة جديدة في كثير من المجالات لتطبيق الأنظمة والقوانين التي تحمي البيئة الاستثمارية، وتترك القرار لصاحب المال أين يضع أمواله شراء أو اكتتابا.
نلمس أحيانا قيام بعض الشركات التي تزمع طرح نسبة منها في إحدى السوقين لدينا بتلميع صورتها، التلميع الذي يمكن عده من حقها إذا ارتكز على حقائق محاسبية سليمة، وإذا كان ما يعلن من خطط واستراتيجيات نمو وتوسع صادقا وسيتم تنفيذه.
يمكننا تسمية هذه الممارسة بالتجميل، أي وضع "المكياج"، مكياج الإدراج، والتجميل مثله مثل صبغ الأشياء يتم عبر عدة مراحل أو خطوات مثل تنظيف البشرة، ثم وضع دهان أو مساحيق الأساس، ومن ثم وضع الطبقة النهائية.
الأسبوع الماضي، أعلنت هيئة السوق المالية خبرا مهما في هذا الشأن، إذ أصدر مجلسها قرارا بعدم قبول أي طلبات تسجيل للأوراق المالية وطرحها إذا كانت القوائم المالية المعدة لهذا الغرض، تمت مراجعتها من قبل أربعة محاسبين قانونيين أعلنت أسماء مكاتبهم، مبينة أن ذلك يسري على الطلبات التي تقدم للهيئة منذ تاريخ القرار ولمدة 24 شهرا.
لقد قامت الهيئة بإزالة الأساس الذي يتم من خلاله تجميل الأرقام، أو ربما المبالغة في تقييم الأصول، إن وجدت، أو رفع رأس المال دون الحاجة إليه، أو أي شي آخر يخطر في البال، فنحن لا نعلم يقينا كيف جملت هذه المكاتب القوائم المالية، لكننا اليوم نعلم أن الهيئة وقفت لما حدث أو سيحدث عبر إيقافهم.
يأتي الدور على الرتوش أو الطبقات النهائية، وهذه تتم في الأغلب عبر وسائل إعلام ليست رسمية أو ليست رصينة، أو عبر أشخاص يتم تصنيفهم على أنهم "خبراء" أو مؤثرون ومشاهير، ورأينا ذلك يحدث في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي لشركات وتطبيقات استثمار ومخططات عقارية وغيرها، والحمد لله أن الإعلام الرسمي أو الرصين والصحف المحترمة لا تشارك في ذلك إلا فيما ندر.
على من يسهم في تضليل عامة الناس بهذا التجميل أن يتقي الله أولا، ثم يستشعر الأمانة تجاه مواطنين أو مقيمين ربما يكون ما يضعونه في هذه السلة الاستثمارية أو تلك جزءا غير يسير من أموالهم، وربما تكون خسارته أو تلاشيه عند الإدراج أو البيع قاسية وموجعة عليهم وعلى حياتهم ومن يعولون.
شكرا لهيئة السوق، ولعلنا قريبا نشكر كل من يرفض إعلانا يسهم في غش الناس.

إنشرها