دروس للاستفادة من تجارب الأزمات «2 من 2»

اليوم، يتكيف النموذج المالي للمؤسسة مرة أخرى، وهذه المرة من خلال صندوق التمويل الجديد لمواجهة الأزمات الذي سيضاعف كل دولار من إسهامات الشركاء للتصدي لانعدام الأمن الغذائي، والتعامل مع الصدمات الاقتصادية، والتصدي للكوارث الطبيعية التي تزداد تواترا وشدة، والاستجابة لحالات الطوارئ الصحية وتفشي الأمراض الحادة.
وبشأن الاسترشاد بالدروس المستفادة من جائحة كورونا في الاستجابة الحالية والمستقبلية للأزمات فقد تركت لنا أزمة جائحة كورونا عديدا من الدروس المستفادة، يرد كثير منها بالتفصيل في التقرير الجديد المعنون "استعراض منجزات العملية الـ19 لتجديد موارد المؤسسة الدولية للتنمية". فعلى سبيل المثال، تعلمنا أهمية الموازنة بين الاستجابة لحالات الطوارئ والتنمية طويلة الأجل. واستخدمت الزيادة الكبيرة في التمويل في مجموعة واسعة من القطاعات للتخفيف من حدة الانتكاسات وحماية المكاسب الإنمائية في مجالات المناخ والصحة والتعليم والزراعة والبنية التحتية والحماية الاجتماعية وغيرها من الأولويات الإنمائية حاسمة الأهمية.
وتعلمنا أيضا أهمية تدعيم الأنظمة لبناء القدرة على الصمود قبل صدمات الجوائح والأزمات في المستقبل، حيث استفادت المؤسسة في أغلب الأحيان من هذه الأنظمة، مثل شبكات الأمان الاجتماعي التي مكنت الحكومات من التحرك بسرعة لدعم المجتمعات المحلية الأشد فقرا. وبالاستعانة بهذه الدروس المستفادة، سيدمج صندوق مواجهة الأزمات العناصر التي تدعم القدرة على الصمود في وجه الصدمات المستقبلية، وسيساعد على منع وقوع الأزمات في المستقبل، أو يخفف من آثارها الاقتصادية والاجتماعية.
وحول سر النجاح يكمن في التأهب والمرونة في المستقبل لقد أكد لنا السيل المتواصل من الصدمات التي تضرب الدول أهمية كسر حلقة الذعر والإهمال من خلال الاستثمار في جهود التأهب لمواجهة الأزمات في الأحوال الطبيعية التي يسودها السلام. وقد أثبت أيضا ضرورة أن تتسم المؤسسة، أو أي أداة مصممة لمساندة الدول بفاعلية، بما يكفي من المرونة للتكيف مع الأزمات غير المتوقعة، وأن تتمتع بالموارد الكافية للاستجابة للاحتياجات العاجلة وواسعة الانتشار.
إنني فخور بأن أكون جزءا من شبكة عالمية من أصحاب المصلحة الذين يقفون في تضامن لا يتزعزع مع الفئات الأكثر فقرا واحتياجا. ومع تطور صندوق مواجهة الأزمات، أتطلع إلى تطبيق الدروس المستفادة من جائحة كورونا، وبالطبع تعلم دروس جديدة في هذه الأوقات التي لم يسبق لها مثيل.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي