default Author

أعضاء بشرية فريدة

|

لأعوام اعتقد البعض أن بصمات الأصابع أكثر شيء متفرد في الإنسان ويميزه عن بقية البشر ويفيد في التحقيقات الجنائية، وبعض حالات الوفيات وغيرها من القضايا، ولكن الواقع يقول غير ذلك فبدنك مليء بالمعجزات ومنها صفات ومميزات خلقية معينة، وضعها الله في جسدك تفرقه عمن سواه من البشر، ومن المدهش عدم وجود تشابه أو تطابق أي شخصين من بين مليارات البشر في العالم بأكمله، هناك عديد من البصمات للشخص لا تتشابه مطلقا مع شخص آخر حتى لو كان توأمه المتماثل!
نبدأ من رأسك حتى أخمص قدميك، فقزحية العين وهي عضلة تفتح وتغلق الحدقة للتحكم في كمية الضوء الداخل إلى العين، لها أنماط نسيجية دقيقة للغاية يحدد الحمض النووي لون القزحية وهيكلها، ولكن حفرها وشقوقها ودواماتها وانشقاقاتها العشوائية التي تكونت أثناء نمو الجنين، ونمط فتحه لعينيه وغلقهما، يجعل كل قزحية فريدة من نوعها حتى إن قزحية كل عين من عينيك لا تتطابق مع بعضها بعضا. وعندما تدخل إلى عمق العين حيث الشبكية التي تكشف لطبيبك عن مجموعة من الأمراض التي قد تعانيها مثل السكر والضغط وحتى صحة دماغك، يستخدمها المختصون في عالم الحيوان للتأكد من أصالة الماشية والخيول وتتبع تفشي الأمراض لتفردها.
وبإلقاء نظرة سريعة على أذنيك أو تحسسهما سترى المنحنيات والمرتفعات والتلال في صوان أذنك، ولكنك لن تجد أي شخص في العالم يتطابق مع الآخر في شكل الأذن. استخدمت الأذن للتعرف على هوية البشر منذ زمن سحيق، وقد توصلت دراسة بريطانية إلى إمكانية تحديد هوية الشخص من خلال منحنيات الأذن بمعدل دقة 99.6 في المائة، وهو ما يفتح الباب في المستقبل إلى استخدام بصمة الأذن في عديد من المجالات والتطبيقات.
وكشفت دراسة أن نمط الارتفاعات والانخفاضات في الشفاه فريد ومميز لكل شخص، ما يمكن رجال المباحث من التوصل إلى الجاني من خلال بصمة الشفاه المطبوعة على كوب أو سيجارة!
واليوم يعمل الباحثون على تطوير أجهزة ثلاثية الأبعاد لتصوير اللسان الذي تتوزع نتوءاته وحوافه الصغيرة بطريقة فريدة لا تتشابه بين شخصين، وتتميز عن بصمات الأصابع بأنها لا تتغير مع الوقت فهي محفوظة داخل الفم.
وحتى طريقة مشيتك وبصمة قدمك تعد فريدة خاصة بك، ولا يمكن أن يتشابه شخصان في طريقة المشي، حيث درس الباحثون أنماط ضغط القدم لأكثر من 100 شخص وكانت نسبة الدقة في التعرف على الأشخاص، نحو 100 في المائة وسبقهم إليها مقتفو الأثر.

إنشرها