Author

وتتوالى إنجازات الوطن

|

يتحفنا الوطن كل يوم بمناسبة جديدة، من خلال منجزات أبنائه وبناته، فقبل أيام حصد المنتخب السعودي للعلوم والهندسة، 27 جائزة ضمن فعاليات "آيسف 2023"، كما أتحفنا الوطن بإرسال الثنائي القرني، وبرناوي، إلى الفضاء، واستمرارا للمنجزات، اختتم برنامج "ألف ميل" هذا الأسبوع نسخته الأولى بتخريج عدد من المشاريع التي تضمنت ابتكارات نوعية في مجال الصناعة والخدمات اللوجستية. ويعد برنامج "ألف ميل" أحد البرامج التابعة لبرنامج "ندلب" برنامج تطوير الصناعات الوطنية والخدمات. وتم الإعلان عن إطلاق برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية "ندلب" في بداية عام 2019، ويسعى "ندلب" إلى تحقيق مستهدفات عدة ترتقي بقطاعي الصناعة واللوجستيك. ومع أواخر الربع الأول من العام الماضي 2022، أعلنت "ندلب" إطلاق برنامج "ألف ميل" الذي يستهدف تشجيع رواد الأعمال في مجال الصناعة والخدمات اللوجستية، وتقديم المساعدة والدعم لهم، لأجل تحويل أفكارهم إلى مشاريع على أرض الواقع، ما يسهم في تطوير قطاع الصناعة والخدمات اللوجستية.
عند إعلان إطلاق "ألف ميل" نسخته الأولى من البرنامج تقدم أكثر من 1400 مرشح من جميع مناطق المملكة، وفي المراحل الأولية تم فرز 200 مشروع. ويقوم "ألف ميل" بمساعدة رواد ورائدات الأعمال الملتحقين بالبرنامج على تطوير دراسات الجدوى بشكل تفصيلي، وتوفير استشارات نوعية لهم من خلال توفير الخبراء في كل مجال، وتوفير فرص للشراكة من خلال ربطهم بالمستثمرين، ومساعدتهم على توفير الجهات التمويلية وتحقيق متطلباتها. كما يوفر لهم البرنامج أراضي صناعية ومصانع جاهزة، ولا يكتفي البرنامج بما سبق من دعم، بل يقوم بتبني تسويق منتجات رواد الأعمال من خلال قنواته المختلفة، ومع ختام النسخة الأولى، تم اختيار 39 مشروعا، منها 32 في مجال الصناعة، وما تبقى منها يتعلق بالمجال اللوجستي. وتعد هذه المشاريع المختارة من الأفكار القابلة للتطبيق الفوري، كما تم تكريم عشرة فائزين ومنحهم مبالغ مالية بين نصف وربع المليون ريال سعودي كجوائز تحفيزية.
كنت ممن تشرف هذا الأسبوع بحضور حفل تخريج الدفعة الأولى من برنامج "ألف ميل"، والالتقاء برواد ورائدات الأعمال، وفي الحقيقة دهشت من تنوع المشاريع وما وصل إليه أبناؤنا وبناتنا من إنجاز، عندما منحت لهم الفرصة للابتكار، ووجدوا مثل هذا البرنامج ليحتضنهم ويتيح لهم الفرصة للإبداع والابتكار، فمن مشروع صناعة الأنابيب الطبية ومكابح للمركبات، إلى أن تدرجت الأفكار ووصلت إلى صناعة وإنتاج طائرات دون طيار بمواد مصنعة ومنتجة محليا تخدم المجالين العسكري والمدني. كل ما سبق من مشاريع وأفكار كان مما أنتجته عقول أبنائنا وبناتنا، بل استطاعت تحويله إلى منتج على أرض الواقع.
تستهدف مثل هذه البرامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية والارتقاء بها للتنافسية والعالمية والمساهمة في رفع نسبتها من الناتج المحلي الإجمالي، وما رأيناه من نتائج حتى الآن وخلال فترة قصيرة يوحي لنا بأن القادم أفضل، بإذن الله، خلال النسخة الثانية القادمة، وأن مراهنة ولي العهد على الكوادر الوطنية ودعمها ونجاحها عندما تمنح الفرصة كانت رهانا في محله، ولا شك أن كل ما أطلق من مبادرات وبرامج كان ضمن رؤية 2030 التي أثبتت نجاحها وأهميتها، فمبارك للوطن وقيادته وشعبه هذا النجاح.

إنشرها