أختار أن أعنون للأيام الماضية بالعلوم أو البحث العلمي فالأحداث تقع تحت هذا العنوان من وجهة نظري، فرغم أن قمة جدة تطرقت لأهم القضايا العربية، إلا أن خطابها كان مختلفا عن المكرر والسائد، ومؤتلفا مع الروح الجديدة التي تقودها السعودية عبر رؤى وأفعال ولي العهد التي تركز على البناء والتقدم وازدهار المنطقة، ونحن نعلم أن أهم طريق للتقدم هو العلم والبحث العلمي الذي يجعل أي أمة تتقدم للأمام.
خلال الفترة نفسها حقق المنتخب السعودي للعلوم والهندسة 27 جائزة في معرض ريجينيرون الدولي للعلوم والهندسة "آيسف 2023" من بين أكثر من 1800 موهوب وموهوبة من أكثر من 70 دولة، قوة صلبة أخرى متمثلة في جيل واعد من العلماء والباحثين ألهمهم قائد الرؤية في مدارسهم ومعاملهم ومنازلهم، ودعمتهم عائلاتهم وحكومتهم ممثلة في مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع "موهبة" ووزارة التعليم.
أيضا لدينا رائدا فضاء، امرأة ورجل، لم يذهبا فقط للاستكشاف وتسجيل الملاحظات وهما مهمان في عالم الفضاء، بل إنهما سيقومان بتجارب علمية عن صحة الإنسان، والخلايا والالتهابات والخلايا السرطانية، وتجارب أخرى عن الاستمطار، إضافة إلى تجارب علمية توعوية للطلاب والطالبات في المملكة عن الجاذبية في البيئة الصغرى -ربما المقصود بيئة الفضاء- والجاذبية في الأرض، وتجارب عن انتقال الحرارة، وانتشار الألوان والطائرات الورقية في البيئتين الصغرى وبيئة الكرة الأرضية موجهة للناشئة ولعلي لم أخل بأي اسم أو مصطلح.
حسنا، إن قائمتي أو قراءتي العلمية لم تنته بعد وهناك خبر مهم، وأخيرا كل أخبار السعودية مهمة ومؤثرة، آخرها إسهام صندوق التنمية الوطني في تمويل أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم والمزمع إنشاؤه بمدينة "أوكساچون" في "نيوم"، وهي المبادرة التي تأتي ضمن مساعي صندوق التنمية الصناعية السعودي وصندوق البنية التحتية الوطني -تحت التأسيس- في دفع الحلول الخضراء والمستدامة في المملكة، بتمويل تجاوز 10.3 مليار ريال.
المشروع سيبني أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر الخالي من الكربون في العالم، ويتبنى أحدث الطرق المبتكرة لتوفير قدرة إنتاجية من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح التي ستستخدم بدورها لإنتاج الهيدروجين الخالي من الكربون مع نهاية 2026، وذلك على شكل أمونيا خضراء، وهذا كلام يطرب له العقل، العقل المحب للعلوم والمقتنع بمقولة "إن للكيمياء لسحرا".
العلوم والتقنية والبحث العلمي في الأرض والفضاء وقاعات الاجتماعات، قوة سعودية صلبة، نحتاج إلى تقوية تعاطينا التعليمي والإعلامي والثقافي معها، وربما يكون للحديث بقية.
