FINANCIAL TIMES

مديرو الأصول يعودون إلى السندات بعد عام كارثي

مديرو الأصول يعودون إلى السندات بعد عام كارثي

بدأ كثير من مجموعات إدارة الأصول الكبرى الاحتشاد مرة أخرى في سوق الدخل الثابت لحبس عوائد أعلى معروضة بعد فترة كارثية عاشتها السندات العام الماضي.
أدى الارتفاع الحاد في أسعار الفائدة الأمريكية على مدى الـ12 شهرا الماضية إلى انخفاض أسعار السندات، لكنه ترك عوائد سندات الخزانة أعلى مما كانت عليه في الجزء الأكبر من العقد الماضي. ومع اقتراب الاحتياطي الفيدرالي من نهاية دورة التشديد، أقبل المستثمرون من المؤسسات والأفراد على شراء السندات السيادية وسندات الشركات.
سيباستيان بيج، رئيس قسم الاستثمار في استراتيجية الأصول المتعددة العالمية لشركة تي رو برايس، قال لفاينانشيال تايمز: "أصبحت السندات مثيرة مرة أخرى لأول مرة منذ فترة طويلة. لقد كانت مملة بأسعار فائدة صفرية لعدة أعوام".
أضاف بيج، الذي يحب سندات الشركات ذات العائد المرتفع: "الأمر بسيط للغاية - العوائد أعلى بكثير مما كانت عليه، وهذا يعني فقط أن لديك عوائد متوقعة أعلى".
وفقا لبيانات شركة مورنينجستار، تدفق أكثر من 332 مليار دولار خارج استراتيجيات الدخل الثابت النشطة في الولايات المتحدة العام الماضي، لكن المد انقلب الآن وتدفق أكثر من 100 مليار دولار في صناديق الدخل الثابت خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام.
يوازن المديرون التحول في رؤوس الأموال إلى الدخل الثابت مع حجم حركة الأصول من الصناديق النشطة إلى الصناديق السلبية منخفضة التكلفة التي تتبع أحد المؤشرات، وهو تحول أعاد خلال العقد الماضي تشكيل قطاع إدارة الأصول بشكل جوهري.
يي-سين هنج، الرئيس التنفيذي لشركة ستيت ستريت جلوبال أدفايزرز، التي تدير أصولا حجمها 3.6 تريليون دولار، قال في مؤتمر معهد ميلكن في وقت سابق من هذا الشهر: "إننا نشهد تحركات ضخمة إلى الدخل الثابت"، مشيرا إلى التدفقات الكبيرة الداخلة إلى الصناديق المتداولة في البورصة، الخاصة بالسندات، والصناديق السلبية. أضاف: "يبدو الأمر وكأنه المراحل الأولى لما حدث في الأسهم، الانتقال أكثر بكثير إلى الصناديق السلبية".
مايك جيتلين، الرئيس العالمي للدخل الثابت في كابيتال جروب، التي تدير 2.2 تريليون دولار، قال في المؤتمر نفسه، بالنظر إلى بيئة أسعار الفائدة المرتفعة "نشهد ما متوسطه 500 مليون دولار صافي تدفقات جديدة إلى أسواق السندات في كابيتال جروب أسبوعيا". أضاف: "أعتقد أنك ستشهد عودة تريليون دولار إلى سوق السندات في الأعوام القليلة المقبلة".
يعود جزء من التحول في الحماس إلى حقيقة أن أداء السندات كان سيئا للغاية العام الماضي. فقد ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لمدة عامين ـ الذي يتحرك، وفقا لتوقعات أسعار الفائدة ـ من 0.7 في المائة إلى 4.4 في المائة، بينما قفز العائد على السندات ذات الأعوام العشرة من 1.5 في المائة إلى 3.8 في المائة. وتبلغ العوائد الآن 4.2 في المائة و3.6 في المائة، على التوالي. وتنخفض الأسعار مع ارتفاع العوائد.
قال بيج، من شركة تي رو برايس: "لقد كان 2022 كارثيا بالنسبة إلى الدخل الثابت. كان ببعض المقاييس، أسوأ عام مسجل على الإطلاق".
يتوقع للقدرة على توليد عوائد عالية مع اتخاذ مستويات منخفضة نسبيا من المخاطر أن تسمح للمستثمرين الذين يكرهون المخاطرة بشكل تقليدي - كأولئك الذين يتعاملون مع مدخرات التقاعد – بتخصيص موارد في هذا القطاع. قالت جيني جونسون، الرئيسة التنفيذية لشركة فرانكلين تمبلتون، في مكالمة أرباح في وقت سابق من هذا الشهر: "أخيرا، يمكن للناس تخصيص الموارد للدخل الثابت والحصول على عائد. يمكن أن تستثمر ثلث صندوق معاشاتك التقاعدية في الدخل الثابت وأن تحقق أهدافك".
يراهن المستثمرون على أن الاحتياطي الفيدرالي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة هذا العام. ولدى مديري الأصول أكبر مركز دائن – وهو رهان على أن الأسعار سترتفع وأن العوائد ستنخفض - في سندات الخزانة لمدة عامين هذا العام، وفقا لبيانات من لجنة تداول العقود الآجلة للسلع.
قالت جونسون: "مع هدوء أسعار الفائدة في السوق ستكون هناك زيادة أخرى، ثم يبقى الحال كذلك خلال 2023. ربما لن يكون هناك انخفاض وسيحاول الناس جني تلك الأسعار الأعلى"، لكن لن يتسنى للجميع، كما قالت، تحقيق عوائد ضخمة من الدخل الثابت هذا العام، مشيرة إلى أن الانتقاء النشط للسندات سيصبح أكثر أهمية. "هذا وقت مهم لأن تكون نشطا في مجال الدخل الثابت. وليس وقتا رائعا لتكون سلبيا".
أشار مديرو الأصول إلى أن الدخل الثابت المدار بشكل نشط أصبح أيضا شاغلا لعملائهم بعد أعوام من الائتمان الذي شكل جزءا هادئا نسبيا من محافظهم الاستثمارية. قال إريك بيرل، رئيس السلطة التقديرية في شركة مان جروب في المملكة المتحدة: "لقد شهدنا ارتفاعا ملحوظا في الاهتمام من قبل العملاء". أضاف: "تغيرت فائدة الدخل الثابت في محفظتك بالكامل (...) لا يتعلق الأمر فقط بقدرتك على جني عوائد شبيهة بتلك التي تحصل عليها من الأسهم، لكن من الواضح أن هذا جزء منها. لقد حان الوقت لتكون أكثر نشاطا وليس أقل".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES