ثغرة صغيرة ومربحة

في حوار صباحي بين محاسب البقالة وموزع "الفان" انتبهت إلى امتعاض الثاني من عدم دفع كامل المبلغ كالمعتاد ومطالبته بالعودة لاحقا لأخذ دفعة أخرى رغم صغر المبلغ الذي يطالب به، والسبب عدم وجود نقد كاف في الصندوق!
موزع "الفان" هي من المهن الحرة التي يمارسها آلاف المقيمين لحسابهم، معظمهم مقيمون نظاميون، ربما بعضهم يعمل تحت غطاء مؤسسة، لكن أغلبهم يعمل لحسابه في شراء الأشياء بالجملة، وتوزيعها على البقالات الصغيرة والمتوسطة، يشتري الحلويات والعلكة والألعاب الخفيفة والخردوات، تقريبا هو يتخصص في مجموعة سلع رخيصة لا وكيل لها، أو أن وكيلها ليس بالحجم الذي يمكنه من تسيير أسطول توزيع ويعتمد على مبيعات الجملة في متاجره أو من خلال تجار جملة الجملة المعروفين.
حسنا، نقلت لكم في موضوع القهوة أن كسب المال يتأتى من عدة أشياء أحدها سد ثغرة موجودة، والثغرة هنا أن من ملامح تطوير القطاع المالي تعميم الدفع بالبطاقات وتقليص الكاش قدر المستطاع والاعتماد في التعاملات مثل، الحوالات وغيرها على الشبكة السعودية للمدفوعات مدى، وهذا يقلص التعاملات النقدية ويجعل صاحب البقالة لا يستطيع الدفع نقدا كل مرة، وموزع "الفان" ليس لديه حساب خاص بعمله التجاري مربوط بسجله التجاري - إن وجد - وهو من ناحية أخرى لا يريد أن تذهب الحوالات إلى صاحب المؤسسة لأسباب لا تخفى.
الذين يحبون العمل الميداني ويعشقون التجارة يمكنهم البدء في هذه التجربة لأنهم يستطيعون التعامل ماليا بوضوح وباستخدام وسائل الدفع الرقمية أو عبر شبكة المدفوعات، يمكنهم ذلك عبر سجلاتهم التجارية، وإذا كانوا لا يملكونها فهم يستطيعون إصدار وثيقة العمل الحر وهي من أنجع الحلول التي قدمتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية لمن يريد أن يستفيد من وقته أو موهبته.
وثيقة العمل الحر تتيح فتح الحساب المصرفي الخاص بالمهنة أو العمل، وهي تتيح بدايات جيدة للشباب، ودعما معقولا للمتقاعدين، خاصة بعد أن عرفت أنها لا تؤثر في الراتب التقاعدي وفقا لإفادة خدمة العملاء في التأمينات الاجتماعية.
يمكن للراغب البدء في إغراء بقالات محددة بأنه يقدم الخدمة والبضاعة نفسها مع خيارات دفع وتحويل رقمية ونظامية، سيجد صعوبة في البداية فهذا القطاع استعصى على السعوديين فترة طويلة لكن الأنظمة والتشريعات الجديدة والمتطورة ضعضعت من هذا الاستعصاء نسبيا، وربما مبادرات مثل هذه وغيرها من راغبي التجارة تسهم في استفادة الشباب من هذه الفرص.
للعلم معظم هذه البضائع في المعيقلية وسوق أشيقر والبطحاء. "شد حيلك".