Author

تنقل بين الفصول

|

عاشت البلاد عموما فترة ربيع تاريخية قل أن نشاهد مثلها في العقود الماضية، بل إن أحد كبار السن الذي ناهز عمره الـ100 عام قال إنه لم يشهد في حياته استدامة الأمطار وانتشارها كما حدث هذا العام. يأتي كل هذا في تذكير بجمال المملكة واتساع رقعتها الجغرافية التي عاشت كل منطقة فيها أجمل الأيام.
مر الربيع وها قد أطل الصيف بسخونته على أغلب مناطق المملكة، ولا تزال تباشير الأمطار حولنا، ولئن كنا قد استمتعنا بفترة الربيع، فلا بد أن نحاول الربط بين الصيف وأي ميزة يمكن أن يقدمها لنا هذا المارد المقبل. أقول إن أهم المزايا التي تأتي مع الصيف هي مزايا صحية، فالجسم يتخلص من كثير من السموم نتيجة التعرق كما أن الخلايا تعمل بشكل أفضل وهي تتفتح وتقاوم الحرارة بمختلف الوسائل المتوافرة في الجسم التي أودعها الخالق سبحانه فيه.
إلا أن كثيرا من المزايا التي يحققها الصيف على صحة الأفراد، يندثر بمجرد تشغيل المكيفات التي تتواطأ مع إغلاق المنازل لتحرم الجسم من تلك الفوائد، هذا يعني أن ما سنعانيه من صعوبات في الجهاز التنفسي والعصبي وبعض صعوبات الجهاز الهضمي ستكون مرتبطة بكم الاختلاف بين درجات الحرارة بين المنازل والشوارع، وهو ما يدفع كثيرين نحو سلوك غير مفيد وهو البقاء تحت المكيفات بعيدا عن الحركة الخارجية التي يمكن أن تحقق من المكاسب الصحية كثيرا.
هذه الميزة موجودة بشكل أكبر في المناطق الصحراوية وهو ما يجعلني أتأمل في حال سكان المناطق المجاورة للسواحل التي يغلب على مناخها الرطوبة وهي إشكالية أخرى قد تتفاعل بكفاءة مع التكييف إلا أنها مضرة على الصحة ومانعة للحركة. يستدعي مثل هذا الأمر بقاء كثير من السكان داخل منازلهم، وتحول الحركة عموما نحو الليل بدلا من النهار الذي هو معاش كما قال الله جل وعلا.
ثم إن الصيف يأتي بكثير من المزايا لمناطق أخرى، وهي التي تتميز بالارتفاع وتصبح ملاذا لكثير من سكان المدن بل هي جاذبة سياحيا للمواطنين والأجانب والعمل الجاري على دعم السياحة فيها.
إذن: فالأمر كله خير ولا يأتي موسم إلا بمزاياه وعيوبه وأهم ما يمتلك الواحد منا هو صحته التي يهون بعدها كل شيء، ويبقى الاستمتاع بكل الأوقات رهنا بفكر ونضوج الواحد منا.

إنشرها