الطاقة- النفط

تباين في أسواق النفط .. المستثمرون يوازنون بين انحسار أزمة الدين الأمريكية والتضخم

تباين في أسواق النفط .. المستثمرون يوازنون بين انحسار أزمة الدين الأمريكية والتضخم

ارتفعت أسعار النفط بعد انخفاضها أمس، بأكثر من 1 في المائة في اليوم السابق مع تفاؤل المستثمرين الحذر بشأن تلاشي مخاطر تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 73 سنتا، أو 1 في المائة، إلى 76.59 دولار للبرميل بحلول الساعة 0650 بتوقيت جرينتش، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 62 سنتا، أو 0.9 في المائة، إلى 72.48 دولار.
وقال يب يون رونج خبير الأسواق في "آي.جي"، "أعتقد أن الأسواق تستبعد مخاطر تخلف الولايات المتحدة عن سداد الديون، وهو ما يترجم إلى زيادة إقبال المستثمرين على المخاطرة"، وفقا لـ"رويترز".
وجدد الرئيس الأمريكي جو بايدن وكيفن مكارثي رئيس مجلس النواب الأسبوع الجاري عزمهما التوصل إلى اتفاق قريبا لرفع سقف الدين الاتحادي البالغ 31.4 تريليون دولار، واتفقا على إجراء محادثات بحلول غد.
ولا تزال المعنويات متباينة إذ يوازن المستثمرون بين التفاؤل بشأن تحاشي الولايات المتحدة أزمة تخلف عن سداد ديونها وبين بيانات التضخم التي قد تنذر بأن البنوك المركزية في العالم سترفع أسعار الفائدة.
كما يبدو أن التضخم في الولايات المتحدة لا ينخفض بالسرعة الكافية التي تسمح لمجلس الاحتياطي الفيدرالي بوقف تحركاته لرفع أسعار الفائدة، وفقا لاثنين من صناع السياسات الاتحاديين.
وأظهرت بيانات حكومية أمس، أن أسعار المستهلكين الأساسية في اليابان ارتفعت 3.4 في المائة في أبريل على أساس سنوي.
وارتفع الدولار إلى أعلى مستوياته منذ 17 مارس مقابل سلة من العملات على خلفية بيانات تظهر قراءة أقل من المتوقع للطلبات الجديدة للحصول على إعانة البطالة ووسط تفاؤل بشأن اتفاق محتمل على سقف الديون.
ويمكن أن يحد ارتفاع الدولار من الطلب على النفط إذ يجعله أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى. وتزيد أسعار الفائدة المرتفعة من تكاليف الاقتراض، ما قد يؤدي إلى إبطاء الاقتصاد وتقليل الطلب على النفط.
وأدى تراجع أسعار الطاقة "الغاز، والنفط أيضا، الذي انخفض بأكثر من 10 في الائة منذ بداية العام لخام برنت" إلى خفض معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو من نوفمبر إلى مارس، لكنه عاد وارتفع قليلا مسجلا نسبة 7 في المائة في أبريل.
وعلى الرغم من انخفاض الأسعار، رأى ادوارد مويا المحلل في مجموعة "أواندا" أنه "تصعب السيطرة على التضخم الأوروبي على ما يبدو".
وأطلق الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي أول مناقصة دولية لشراء الغاز بشكل جماعي، من أجل الحصول على أسعار أفضل لتجديد المخزون قبل شتاء 2023 - 2024.
ومن شأن "المشتريات الجماعية" الأوروبية أن تتيح تجنب الوضع الذي كان سائدا في صيف 2022، عندما هرعت الدول والشركات إلى سوق الغاز في الوقت عينه لملء مخزونها، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار.
وتعد هذه الآلية جزءا من إجراءات اتخذتها الدول الـ27 للاستجابة لأزمة الطاقة الناجمة عن ارتفاع أسعار الغاز بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، وانخفاض إمدادات الغاز الروسي بشكل كبير.
وواصلت أسعار الغاز الأوروبي تراجعها لتبلغ أدنى مستوى منذ عامين البارحة الأولى بسبب أسواق ممونة بشكل جيد بمخزونات مريحة في أوروبا وارتفاع في درجات الحرارة يؤدي إلى تراجع الطلب.
وأكد بيراج بورخاتاريا المحلل في "آر بي سي كابيتال ماركتس" أن "الشتاء المعتدل، وصادرات الغاز الطبيعي المسال بمستويات غير مسبوقة من الولايات المتحدة، وطلب القطاع السكني والصناعة غير المرتفع، أدت إلى تراجع أسعار الغاز الأوروبي".
ويُعد الطلب على التدفئة السبب الرئيس لاستهلاك الأفراد للغاز. ولفت بيارن شيلدروب المحلل لدى شركة "إس أي بي" إلى أن "الاحتباس الحراري يقلل الطلب على الغاز للتدفئة".
وأكد أن مستويات التخزين في أوروبا "قريبة من المستويات القياسية خلال هذه الفترة من العام". وبالتالي ستتمكن أوروبا من إعادة تعبئة خزاناتها قبل الشتاء المقبل.
وتتعرض أسعار النفط لضغوط من بينها القفزة غير المتوقعة التي شهدتها مخزونات النفط الأمريكية الأسبوع الماضي بسبب سحب جديد من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي.
وزادت المخزونات خمسة ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 12 مايو إلى 467.6 مليون برميل مقابل توقعات بتراجع بواقع 900 ألف برميل في استطلاع لـ"رويترز". كما يراقب المستثمرون من كثب التطورات المتعلقة بمفاوضات سقف الدين في الولايات المتحدة.
في غضون ذلك، أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن وكيفن مكارثي رئيس مجلس النواب الجمهوري عزمهما التوصل إلى اتفاق قريبا لرفع سقف دين الحكومة الاتحادية البالغ 31.4 تريليون دولار وتجنب تخلف الحكومة عن سداد التزاماتها، لما سيكون لهذا من تداعيات كارثية.

إنشرها

سمات

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط