بدء تطبيق تخفيضات «أوبك +» الإضافية .. الطلب الصيني المتقلب يربك حسابات السوق
بدأت "أوبك +" بدءا من أمس، تطبيق التخفيضات الإضافية التي تبلغ 1.16 مليون برميل يوميا، لتضاف إلى تخفيضات سابقة بنحو مليوني برميل يوميا مطبقة منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، الماضي، وذلك في إطار خطة لتقليص المعروض النفطي لمواكبة المخاوف الخاصة بالركود والتباطؤ الاقتصادي.
ومالت الأسواق إلى الهدوء بسبب يوم العمال، مع ميل إلى التراجع بسبب توقعات رفع وشيك لأسعار الفائدة الأمريكية في اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبل، وتزامن ذلك مع بيانات أنشطة التصنيع الضعيفة في الصين.
ويقول لـ"الاقتصادية" محللون نفطيون، إن أسعار النفط الخام وقعت تحت ضغوط واسعة وسط توقعات برفع آخر لسعر الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، جنبا إلى جنب مع بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع من الصين لمحو المكاسب السابقة.
وأوضح المحللون، أنه من المتوقع أن يعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الأسبوع، حيث يواصل محاولة ترويض التضخم الذي ترك الإنفاق الاستهلاكي في الولايات المتحدة ثابتا في آذار (مارس) الماضي مع انخفاض الإنفاق على السلع على الرغم من ارتفاع الإنفاق على الخدمات.
وفي هذا الإطار، يقول روبرت شتيهرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية: إن وضع تعافي الطلب الصيني المتقلب أربك حسابات السوق النفطية، مشيرا إلى أن الأخبار الواردة من الصين أفادت بانخفاض مؤشر مديري المشتريات في البلاد لآذار (مارس) إلى 49.2 من 51.9 نقطة في آذار (مارس)، ما أثار القلق بشأن انتعاش القوة الآسيوية، ما جعل المستثمرين حذرين وسط إشارات اقتصادية متباينة.
من جانبه، يقول ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المتخصصة: إن الطلب على النفط ما زال قويا رغم بعض المعاناة من حين إلى آخر، مشيرا إلى تأكيد بنك "باركليز" أن أسواق النفط الخام تجاوزت التعزيز الناجم عن التخفيض المفاجئ لـ"أوبك+" في وقت سابق من الشهر الماضي.
وأضاف أن تحالف "أوبك+" يدير المعروض النفطي بكفاءة وفقا لمعطيات الاقتصاد العالمي، ويحكم بالفعل قبضته على إمدادات النفط، لافتا إلى أنه على الرغم من كل المؤشرات الاقتصادية الهبوطية منذ وقوع الأزمة المصرفية العالمية، إلا أن بعض تقارير البنوك والشركات الدولية تشير إلى أن الأسعار قد ترقى إلى مستوى التوقعات السابقة التي شهدت اختراق خام برنت 100 دولار مرة أخرى قبل نهاية هذا العام.
من ناحيته، يقول ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات: إن القلق بشأن النمو الاقتصادي قد اكتسب الزخم والغلبة بين تجار النفط، ما كبح صعود الأسعار على نحو ووتيرة ثابتة وصعودية، لكن معنويات السوق ما زالت قوية وإيجابية خاصة بعد تسجيل النتائج الربعية القوية والكبيرة لشركات النفط الخام العملاقة.
ولفت إلى أن تطبيق السقف السعري على النفط الخام الروسي يواجه صعوبات في التطبيق بعد ارتفاع الأسعار أخيرا، مشيرا إلى أن أسعار الخام الروسي كانت أعلى من 60 دولارا لبرميل النفط في الآونة الأخيرة، حيث لا تستطيع شركات التأمين الغربية التأكد ما إذا كانت قد غطت شحنات النفط الخام التي بيعت فوق 60 دولارا للبرميل، موضحا أن سقف السعر أدى أيضا إلى ارتفاع في أسطول ناقلات النفط التي تعمل بعيدا عن التتبع والمراقبة أو ما يعرف بـ"تجارة الظل".
بدورها، تقول مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية: إن نقص الاستثمارات النفطية في مشاريع المنبع قد يهدد استقرار أمن الإمدادات النفطية على المدى الطويل، مشيرة إلى تأكيد بنك إنجلترا أن هناك حاجة لمزيد من الاستثمار في إنتاج النفط والغاز.
وأوضحت أن العالم يعمل على تعزيز الاستثمارات في الطاقة النظيفة، لكنه سيحتاج أيضا إلى مزيد من النفط والغاز لتلبية الطلب العالمي على الطاقة، منوها إلى أهمية التحول المنظم للطاقة الذي يحافظ على الاستثمار في النفط والغاز.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار، تراجعت أسعار النفط أمس وسط مخاوف إزاء التأثير الاقتصادي لرفع أسعار الفائدة المحتمل من جانب مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي)، وبيانات التصنيع الصينية الضعيفة، وهما عاملان كافيان للتغطية على تأثير دعم أسعار النفط جراء تخفيضات الإنتاج الجديدة لـ"أوبك+" التي دخلت حيز التنفيذ هذا الشهر.
ومن المتوقع أن يرفع الاحتياطي الاتحادي، الذي يعقد اجتماعا اليوم وغدا، أسعار الفائدة 25 نقطة أساس أخرى. وارتفع الدولار مقابل سلة من العملات، ما جعل النفط أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.
وهبط خام برنت 97 سنتا أو 1.2 في المائة إلى 79.36 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:42 بتوقيت جرينتش، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.44 دولار أو 1.9 في المائة إلى 75.34 دولار.
وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك: "يشير عدم وصول برنت إلى مستوى أكثر قوة يزيد على 80.50 دولار (للبرميل) إلى استمرار الاهتمام بالبيع وسط مخاوف النمو والطلب المعروفة".
وأشارت جهات تنظيمية في الولايات المتحدة إلى أن المخاوف المرتبطة بالقطاع المصرفي ألقت بظلالها على النفط في الأسابيع الأخيرة، كما صودرت أصول بنك فيرست ريبابليك وأبرم اتفاق لبيعه إلى جيه.بي مورجان ليصبح بذلك ثالث بنك أمريكي كبير ينهار خلال شهرين.
كما تركزت الأنظار على البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين. وانخفض مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي في الصين إلى 49.2 نقطة من 51.9 في آذار (مارس)، حسبما أظهرت بيانات رسمية الأحد، متراجعا إلى ما دون علامة 50 نقطة التي تفصل بين التوسع والانكماش في النشاط على أساس شهري.
وفي المقابل حصل النفط على بعض الدعم من تخفيضات إنتاج النفط بنحو 1.16 مليون برميل يوميا بناء على قرار مفاجئ اتخذه الشهر الماضي تحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، التي تدخل حيز التنفيذ بدءا من أمس.
من ناحية أخرى، انخفض مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي في الصين إلى 49.2 نقطة من 51.9 في آذار (مارس)، حسبما أظهرت بيانات رسمية الأحد متراجعا إلى ما دون علامة 50 نقطة التي تفصل بين التوسع والانكماش في النشاط على أساس شهري.
وبدءا من أمس، بدأ سريان تخفيضات إنتاج النفط بنحو 1.16 مليون برميل يوميا بناء على قرار مفاجئ اتخذه الشهر الماضي تحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا.