عيدكم مبارك .. أيها الشباب

تعودت أن أكتب منذ أعوام بعد إجازة عيد الفطر مقالا بعنوان "عيدكم مبارك .. يا هؤلاء"، حيث أنتقد أصحاب الممارسات السلبية وأدعوهم إلى الإقلاع عنها، حتى من سرق حذائي من المسجد كان من بين هؤلاء، واليوم أوجه مقالي إلى الشباب حيث هم الأكثرية بنسبة تصل إلى 80 في المائة من المجتمع ولهذه الشريحة الغالية أوجه حديثا مخلصا وليس نقدا حول موضوع مهم وهو الادخار في حياتهم.
وأخص الشباب بذلك لأنهم يستعدون إلى بناء أسرة سعيدة ولأنهم يحتاجون إلى مسكن مناسب وكيف يصلون إلى تحقيق هذا الهدف الكبير والصعب في ظل الظروف الحالية؟ وهنا أقول لهم أولا عليكم بالقراءة حول الادخار ومنها سيرة شخصيات بدأوا أعمالهم من الصفر ثم أصبحوا من أنجح وأغنى رجال الأعمال، ومنهم على سبيل المثال الشيخ سليمان الراجحي -متعه الله بالصحة والعافية-، وهذا الرجل بالذات لم يبخل بالنصائح التي وجهها مسجلة في أحاديث تلفزيونية ولقاءات صحافية موجهة مباشرة إلى الشباب.
كما أن هناك كثيرا من الحكم التي أقترح على الشباب والشابات تعليقها في غرف نومهم لتكون آخر ما يقرأون بعد مشوار التعب اليومي، وأول ما ينظرون إليه عند بدء يومهم الجديد ومن تلك الحكم، "القرش الأبيض لليوم الأسود"، وكذلك مقولة إخواننا الحضارم المعروفين بالقدرة العالية على إدارة وتنمية الأموال حتى أصبح معظمهم مثالا للنجاح، حيث تمكنوا من تأسيس كيانات تجارية كبيرة وناجحة، والسبب الأول بعد توفيق الله حكمة "قرش على قرش يقع ريال"، والسبب في توجيه مقالي اليوم إلى الشباب هو أن كبار السن في الأغلب من الحريصين على الادخار، لأن بعضهم قد عاش في زمن صعب ولذا تعود على حفظ المال وترشيد الاستهلاك في كل شيء حتى في زمن الطفرة والرخاء الذي حصل فيما بعد، ومن ذلك تعوده على إطفاء الأنوار في الغرفة عند مغادرتها وللأسف أصبح يعير بهذا الفعل.
وعودة إلى شباب اليوم أقول لهم أنا لا أدعو إلى البخل أو حرمان النفس من الضرورات، وإنما أدعو إلى التقليل من الكماليات وعدم شراء السيارات الغالية والسفر المستمر عن طريق الاقتراض الذي يجب ألا يقدم عليه الشباب إلا لتوفير مسكن مناسب فقط، أما ما عدا ذلك فعليه أن يرتب مصروفاته كي تتناسب مع دخله الشهري، والرواتب الآن لأصحاب المؤهلات والمهارات مناسبة جدا.
أخيرا، إن تركب أيها الشاب أو الشابة سيارة قيمتها 400 ألف ريال وأنت لم تتزوج ولم تسع إلى امتلاك أو بناء مسكن، فذلك نوع من أنواع التفاخر الذي لا لزوم له، وكم من شاب مدبر تدرج في تأمين ما يحتاج إليه لبناء أسرة سعيدة وحياة مستقرة على ضوء جدول أولويات متوازن لا إفراط فيه وبذخ وإسراف ولا شح على نفسه ومن يتولى إعالته. ثم إذا توافرت المادة لديه بعد اكتمال الضرورات فلا بأس من تفقد ما يحتاج إليه من الكماليات من سيارة وسفر، وأضع خطوطا تحت بند السفر فبعض الشباب يقترض كي يسافر للسياحة، وكان بإمكانه أن يجد السياحة المناسبة في بلاده وفق إمكاناته المتواضعة حتى يعتدل الميزان ثم يختار السياحة في أي بلد يريد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي