أسعار النفط تتجاهل تراجع المخزونات الأمريكية .. برنت دون 80 دولارا للبرميل
استمرت تقلبات أسواق النفط لتنهي تعاملات أمس على تراجع دولارين إلى أقل من 80 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 31 مارس.
يأتي ذلك رغم ما أظهرته بيانات معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام في الولايات المتحدة تراجعت هذا الأسبوع بمقدار 6.083 مليون برميل، حيث يتوقع المحللون سحب 1.667 مليون برميل، بينما لا يزال العدد الإجمالي للبراميل المكتسبة حتى الآن هذا العام أكثر من 38 مليون برميل.
وأعادت تقارير عن تراجع مخزونات النفط الخام والوقود في الولايات المتحدة تركيز المستثمرين على الطلب القوي في أكبر مستهلك للنفط في العالم.
وتراجعت مخزونات النفط الخام الأميركية بنحو 6.1 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 21 أبريل، وفقا لمصادر السوق نقلا عن أرقام معهد النفط الأمريكي.
وكان محللون يتوقعون انخفاض مخزونات النفط الأمريكية بنحو 1.5 مليون برميل. وقالت المصادر، "إن مخزونات البنزين تراجعت 1.9 مليون برميل الأسبوع الماضي، بينما ارتفعت مخزونات نواتج التقطير بمقدار 1.7 مليون برميل".
وهبطت مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة منذ منتصف مارس، إذ زادت المصافي من تشغيلها لإنتاج مزيد من البنزين قبل ذروة الطلب الصيفية التي تبدأ في مايو.
إلى ذلك قال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون "إن صافي دخل شركات النفط، الذي بلغ ذروته في الربع الثاني من العام الماضي يتوقع -بحسب تقارير دولية- أن يسجل 36.5 مليار دولار خلال الربع الأول من هذا العام لأكبر خمس شركات نفط وغاز على مستوى العالم بانخفاض أقل بقليل من 40 في المائة على أساس سنوي".
وفي هذا الإطار، يقول مارتن جراف مدير شركة "إنرجي شتايرمارك" النمساوية للطاقة "إن مزيج الطاقة العالمي سيظل في حاجة بشكل رئيس إلى الموارد التقليدية من النفط والغاز"، لافتا إلى أن الاتحاد الأوروبي مهتم حاليا وبشكل كبير بالحفاظ على استقرار وأمن الطاقة في القارة في ظل خطة الانفصال عن الإمدادات الروسية من النفط والغاز.
ويرى، سلطان كورالي المحلل الألباني ومختص شؤون الطاقة والمصارف أن الأسواق المالية العالمية تبدو غائمة وتسيطر عليها حالة عدم اليقين، لكن شركة "هاليبرتون" لخدمات حقول النفط ترى أن إنفاق المستثمرين في مشاريع المنبع قد ارتفع بشكل ملحوظ ليس فقط في الأسواق الدولية ذات النمو المرتفع لكن أيضا في أمريكا الشمالية الأكثر اعتدالا.
وأضاف أن "هناك كثيرا من توقعات النمو في مشاريع الطاقة التقليدية في الشرق الأوسط، كما تشهد آسيا انتعاشا في التنمية، في حين أن النمو في أمريكا اللاتينية قوي بشكل خاص في البرازيل"، موضحا أن النفط والغاز يعدان جزءا مهما من اقتصادات أمريكا اللاتينية، وهناك كثير من الدوافع لتقديم مزيد من الإمدادات لأسباب اقتصادية ولتنمية إيرادات الضرائب. ويقول أندريه يانييف المحلل البلغاري ومختص شؤون الطاقة "إن (أوبك +) تواصل سياسات حازمة لضبط المعروض النفطي من خلال الالتزام بخطط خفض الإنتاج التي تبدأ مرحلة جديدة مطلع مايو المقبل بإضافة أكثر من مليون برميل يوميا إلى حجم التخفيضات المطبق منذ نوفمبر الماضي".
ولفت إلى أن جهات بحثية دولية لا تتوقع أي إجراءات أخرى من جانب "أوبك +" في اجتماعها الوزاري المقبل في يونيو، موضحا أنه بالنظر إلى أحدث جولات التخفيضات من مجموعة "أوبك +" الشهر الماضي نرى دعما أساسيا قويا لخام برنت ليصعد إلى أكثر من 100 دولار للبرميل في النصف الثاني من العام.
بدورها، تقول ليندا تسيلينا مدير المركز المالي العالمي المستدام "إن بعض التقارير الدولية تتحدث عن توقعات هبوطية نسبيا لنمو الطلب العالمي على النفط في 2023، وعلى الرغم من ذلك ترى احتمالا ضئيلا لنمو العرض العالمي لملء الفراغ الذي تركته روسيا".
ولفتت إلى توقعات قوية بانخفاض مخزونات النفط الخام العالمية بشكل كبير خاصة في النصف الثاني من العام الجاري، ولا سيما أن قرار "أوبك +" الأخير بخفض الإنتاج بشكل أكبر أغلق الباب فعليا أمام أي إجراء إضافي في اجتماع يونيو المقبل، وذلك حفاظا على توازن الأسواق.