السيارات الكهربائية تسيطر .. مثلت ربع مبيعات المركبات الصينية في 2022

السيارات الكهربائية تسيطر .. مثلت ربع مبيعات المركبات الصينية في 2022

أشار محللون ومطلعون، إلى أن معرض شنغهاي للسيارات هذا العام تقوده العلامات التجارية المحلية للسيارات الكهربائية، وتترك الشركات الأجنبية في حالة اندثار.

وأكد الدعم الحكومي للمركبات الكهربائية والاهتمام المتزايد من قاعدة مستهلكين واسعة، هيمنة الشركات الصينية على سوقها المحلية، "الأكبر في العالم"، وقد بدأوا الآن في وضع أنظارهم في الخارج.

وأظهرت شنغهاي أن العلامات التجارية الصينية "يمكنها التنافس مع جميع صانعي السيارات القدامى بالأداء والجودة والراحة، ولا يوجد شيء لا يمكنهم فعله" ، كما قال إليوت ريتشاردز المتخصص في المركبات الكهربائية، مازحا أنه رأى الكثير من القلق لدى ألمان يتجولون في المعرض، وأضاف "أعتقد أن هذا العرض يمثل نهاية محرك الاحتراق الداخلي وبداية عصر السيارات الكهربائية".

وتدرك شركات السيارات الكهربائية جيدا أنها تقترب من أسلافها من البنزين، وقال وليام لي الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا الصينية" لفرانس برس "نحن نعتبر سيارات البنزين الفاخرة مثل بي ام دبليو ومرسيدس بنز وأودي منافسينا الرئيسيين". وعلى الرغم من الانكماش في قطاع السيارات العالمي، قال إنه يعتقد أن الحصة السوقية للسيارات الكهربائية في الصين يمكن أن تزيد إلى 40 في المائة هذا العام.

ووفقا للجمعية الصينية لمصنعي السيارات، شكلت السيارات الكهربائية ربع مبيعات السيارات في البلاد في 2022، بزيادة سنوية 94 في المائة.

وفي شنغهاي، تم عرض عشرات من الموديلات الجديدة لشركات صناعة السيارات الجديدة والقديمة على حد سواء، وصرح مايك جونستون، أحد كبار المسؤولين في شركة لوتس البريطانية الفاخرة، أن "المستقبل هنا الآن إلى حد كبير"، قائلا "هناك انتشار كبير للمنتجات المكهربة في الصين، وهذا يغير السوق بالكامل".

الصين تخصص موارد ضخمة لهذه الصناعة

وقال إليوت ريتشاردز "لقد تخطوا تطوير محركات الوقود لأنهم لا يستطيعون التنافس مع بقية العالم، لذلك اعتقدوا أنهم يمكنهم أن يبدوأ السبق أمام أي شخص آخر"

وبدأت الصين في الاستثمار بكثافة في التكنولوجيا المرتبطة بها منذ أوائل العقد الأول من القرن 21، حيث قال زيي يانغ من "ام تي تيكنولوجي" "إنه متأصل في طبيعة النظام الاقتصادي للبلاد .. الحكومة الصينية جيدة جدا في تركيز الموارد على الصناعات التي تريد نموها".

وضخت السلطات المركزية والمحلية مليارات الدولارات في الإعانات والإعفاءات الضريبية، وخصصت عقود النقل العام لشركات السيارات الكهربائية، وتم بناء البنية التحتية الداعمة أيضا، حيث تقول الحكومة إن هناك الآن أكثر من 5.8 مليون ركيزة شحن في الصين.

وتمتلك مقاطعة جوانجدونج وحدها ثلاثة أضعاف عدد أجهزة الشحن العامة في أمريكا بأكملها، وفقا لبيانات بلومبيرج، قال نيو لي "بشكل عام، لا يزال هناك الكثير من السياسات التفضيلية لإنتاج وبيع السيارات الكهربائية"، مستخدما كمثال التنازل عن رسوم لوحة الترخيص الباهظة في بعض المدن.

النظام البيئي للابتكار

وتم تطبيق هذه السياسات على العلامات التجارية الأجنبية أيضا، وساعد هذا التكتيك في جذب شركة تسلا الرائدة في الصناعة إلى الشواطئ الصينية، مما أدى إلى تعزيز سمعة القطاع وإثارة المزيد من المنافسة، وفي الوقت الحاضر، تقدم 94 علامة تجارية 300 نموذجا في السوق الصينية الأكثر حيوية عالميا.

ويقوم البعض بتحطيم الحاجز النقدي الذي يضع المركبات الكهربائية خارج قدرة المستهلك العادي، حيث عرضت في شنغهاي، جيلي الصينية سيارتها الباندا الصغيرة، بما في ذلك لون أصفر لامع مع عبارة "ما البطة" مزخرفة على جانبها، بتكلفة تبلغ 5800 دولار.

وفي المستقبل، يمكن للتكنولوجيا المحلية أن تدفع الأسعار لمزيد من الانخفاض، حيث طورت شركة "كاتل" العملاقة للبطاريات خلية تستخدم الصوديوم بدلا من أيونات الليثيوم، فالأولى أكثر وفرة وأرخص من الثانية، وقبل افتتاح المعرض، أعلنت كاتل أن هذه البطاريات ستدمج في سيارات العلامة التجارية المحلية شيري.

تموجات في الخارج

كل هذا يتم مراقبته عن كثب من المنافسين الأجانب، حيث قال لوتس جونستون إن العلامات التجارية في السوق الصينية تحدد المعيار الآن للآخرين، حيث بدأت شركات السيارات الكهربائية الصينية بالفعل في شق طريقها في الخارج، أكبرهم بي يو دي، التي أقامت متجرا في النرويج ثم توسعت صاعدا، وتبعها آخرين.

وقال سبيروس فوتينوس رئيس شركة زيكر المملوكة لجيلي، "التطور التكنولوجي للمركبات الكهربائية المصنعة في الصين يكافح الصور النمطية القديمة حول الجودة التي قد يأويها المستهلكون الأجانب"، وأضاف "يرى المستهلكون الكثير من تقنيات السلامة المبتكرة، مع أنظمة مساعدة السائق التي تعتبر متطورة".

وعلى الرغم من أن إليوت ريتشاردز قال إن نجاح شركات صناعة السيارات الصينية في الغرب لم يكن "صفقة منتهية"، حيث سيتعين عليهم التكيف مع السوق، وقال "آلات الكاريوكي في السيارات، على سبيل المثال، تحظى بشعبية كبيرة في الصين، وليست شائعة جدا في أوروبا".

فيما أصر لوتس جونستون على أن شركات صناعة السيارات ذات "التراث والتاريخ" اللتين تم الترحيب بهما في عصر الكهرباء ستظل قادرة على المنافسة، وقال "العلامات التجارية التي كانت موجودة منذ عدد من السنوات .. ستستمر في العيش في المستقبل أيضا".

سمات

الأكثر قراءة