في مطلع هذا العام ظهر ابتكار عظيم قال عنه بيل جيتس "مؤسس شركة مايكروسوفت"، إنه يفوق في أهميته ابتكار الكمبيوتر والإنترنت والهاتف الجوال.

وهو روبوت ذكي يدعى Chatgpt يمكنه القيام بمهام كانت قاصرة حتى الآن على الدماغ البشري. قدمه مختبر الذكاء الاصطناعي OpenAI في سان فرانسسكو بالتعاون مع شركة مايكروسوفت ويعد قفزة نوعية في مجال الخدمات التقنية.

وهذه الأداة يمكنها الإبداع بذاتها في أي مجال يطلبه المستخدم، من تأليف كتاب ورسالة دكتوراه، إلى رسم لوحة زيتية وكتابة قصيدة غزلية.

لا يعتمد في تقديم النتائج على البحث عنها "كما تفعل محركات البحث" بل يبدعها بنفسه ويوجدها من العدم كما تفعل أدمغة البشر. حتى لو كررت الطلب نفسه 100 مرة سيعطيك في كل مرة نتيجة جديدة ومختلفة وغير موجودة على شبكة الإنترنت.

وأعتقد شخصيا أن هذا الابتكار مجرد مرحلة أولى ستنتهي حتما باستقلال الآلات المفكرة وتفوقها على البشر في مجال الابتكار والإبداع وتقديم الحلول. وحتى موعد كتابة هذا المقال ظهر أكثر من 14 تطبيقا وأداة مشابهة يمكنها التفكير والإبداع بذاتها ـ كالتي تحدث عنها بيل جيتس.

وأمر كهذا يدعو إلى القلق بلا شك لأنه منذ خلق الله الإنسان وهو مطمئن على سيادته كوكب الأرض وسيطرته على جميع المخلوقات. فخوفنا من ظهور الآلات المفكرة كان حتى وقت قريب حبيس روايات الخيال وأفلام المستقبل "مثل فيلم التيرمنيتور ورواية حرب العوالم".

غير أن الابتكار الأخير حسم الشك باليقين وأكد للمشككين أن الآلات المفكرة أصبحت حقيقة وواقعا موجودا. بدأت بالتكاثر بشكل تطبيقات ومواقع وأدوات مساعدة يمكننا تحميلها ودمجها مع أجهزتنا وهواتفنا النقالة.

لم يعد السؤال: متى تظهر الآلات المفكرة، بل متى تتحول الآلات المفكرة إلى روبوتات تسيطر على البشر، "كما شاهدنا في فيلم التيرمنيتور". وهذا الاحتمال ليس مستبعدا كما يعتقد البعض، لأن الذكاء الاصطناعي يمكنه التضاعف بمرور الوقت بطريقة غير متوقعة وبعيدة عن سيطرة البشر!

المؤكد بالنسبة إلي أنه بمجرد خروج الآلات الذكية عن سيطرة البشر سيصبح البشر لأول مرة في تاريخهم عـبيدا لجنس آخر. ستنتهي سيطرتهم على كوكب الأرض وستكون الآلات المفكرة آخر اختراعاتهم العظيمة.