شهدت السوق الاستهلاكية في الصين تقدما ملحوظا من حيث الحجم والجودة طوال العقد الماضي، بحسب شيوي شينج فنج، مدير قسم ترقية الاستهلاك في وزارة التجارة.

وباتت الصين ثاني أكبر سوق استهلاكية في العالم، بمبيعات تجزئة للبضائع الاستهلاكية تجاوزت 44 تريليون يوان (نحو 6.4 تريليون دولار) في 2022، بزيادة عن مبيعات 2019، التي سجلت 40 تريليون يوان (5.81 تريليون دولار)، ما يعادل أكثر من ضعفي الرقم المسجل في 2012.

ووفقا لوكالة الأنباء الصينية "شينخوا" أمس، أشار شيوي خلال مؤتمر حول الابتكار الاستهلاكي العالمي والتجارة الحرة أيضا إلى تحسن هيكل السوق خلال الفترة المذكورة، حيث ركز الناس بشكل أكبر على نوعية الاستهلاك. وفي 2022، احتل نصيب الفرد من الإنفاق على الخدمات في البلاد 43.2 في المائة من إجمالي الاستهلاك للشعب.

وأكد المسؤول على أهمية الابتكارات المستمرة في أنماط الاستهلاك، إذ مثل تنامي أشكال الأعمال الجديدة البث المباشر، والدفع عبر الهواتف النقالة والبيع بالتجزئة الفوري في السوق على مدار العقد الماضي.

وقال شيوي إن مبيعات التجزئة عبر الإنترنت في الصين سجلت 13.8 تريليون يوان في 2022، لتحتل المرتبة الأولى على مستوى العالم، كما ازداد هذ الرقم بـ9.5 مرة عن الرقم المسجل في 2012.

وأكد أهمية الاستهلاك في تعزيز التطور الاقتصادي، مشيرا إلى أن المساهمة السنوية لنفقات الاستهلاك النهائي في النمو الاقتصادي بالصين سجلت 50.4 في المائة، بارتفاع 7.5 نقطة مئوية عن نظيرتها المسجلة من الاستثمار.

وتوقع صندوق النقد الدولي أن الاقتصاد الصيني سينمو 5.2 في المائة في 2023 وبنسبة 4.5 في المائة في 2024.

قال بيير أوليفييه جورينشا، مدير إدارة البحوث في صندوق النقد الدولي، في مؤتمر بشأن أحدث تقرير عن توقعات الاقتصاد العالمي "إننا نتوقع نموا (للصين) 5.2 في المائة عام 2023. وهذا ارتفاع من نسبة 3 في المائة العام الماضي".

قال جورينشا إنه نظرا لحجم الاقتصاد الصيني، سيكون ذلك الارتفاع في نموه مساهما رئيسا في النمو العالمي العام المقبل، مضيفا أن "أحد أعظم الأخبار لعام 2023" أن الاقتصاد الصيني يشهد إعادة انفتاح سريعة مع انتعاش قوي.

وصندوق النقد الدولي أفاد في تقرير توقعات الاقتصاد العالمي: "مع انحسار موجات كوفيد - 19 (في الصين) في يناير من العام الجاري، عادت إمكانية التنقل إلى طبيعتها، وبدأت المؤشرات الاقتصادية عالية التواتر، مثل مبيعات التجزئة وحجوزات السفر، في الارتفاع".

وأضاف أنه "من المرجح أن يؤدي إعادة انفتاح اقتصاد الصين ونموه إلى آثار إيجابية غير مباشرة، مع آثار أكبر على البلدان ذات العلاقات التجارية الأقوى مع الصين والأكثر اعتمادا على السياحة الصينية".

إلى ذلك، تعامل الميناء الحدودي بين الصين وفيتنام في مدينة دونجشينج في منطقة قوانغشي ذاتية الحكم لقومية تشوانج بجنوبي الصين مع أكثر من 266 ألف مسافر وافد ومغادر خلال الربع الأول من عام 2023، بزيادة 7.2 ضعف على أساس سنوي.

ووفقا لنقطة التفتيش الحدودي المحلية، سجل الميناء عبور أكثر من 51 ألف شاحنة وافدة ومغادرة في الربع الأول من العام الجاري، ما يمثل زيادة قدرها 1.88 مرة على أساس سنوي.

وتقع مدينة دونجشينج على الحدود الصينية - الفيتنامية وعلى الجانب الآخر من مدينة مونج كاي في فيتنام، ونظرا لموقعها الفريد، تجذب المدينة السياح من داخل الصين وخارجها.

وتم إدراج فيتنام في قائمة البلدان، التي يمكن إجراء رحلات جماعية صينية فيها في إطار المرحلة الثانية من البرنامج التجريبي لاستئناف الجولات الجماعية المغادرة، بدءا من 15 مارس.