Author

فتح البث

|

أصدقكم أني لست من المهتمين بـ "تيك توك" رغم انتشاره الواسع وسيطرته المتعاظمة على وسائل التواصل الاجتماعي. لعل من أهم الأمور التي تدفع الناس لمثل هذا التطبيق هي السهولة، وعدم معرفة المخاطر المحتملة. من نافلة القول أن نتحدث عن تعرض المعلومات الشخصية للخطر في كل التطبيقات المنتشرة اليوم، إلا أن "تيك توك" حصل على سمعة أكثر سوءا من التطبيقات المشابهة.
قد يكون سبب انتشار سوء السمعة لهذا التطبيق هو الحرب التي تمارسها ضده الدول الغربية التي تطالب في الفترة الحالية بأن تكون مواقع تخزين المعلومات للمستخدمين ضمن نطاقها الجغرافي وهو أمر لا يقدم ولا يؤخر إلا من ناحية القدرة على استخلاص المعلومات من قبل هذه الدول أو السيطرة على الأمن المادي في تلك المراكز وهذا لا يمنع خروج البيانات من خلال الذكاء الاصطناعي.
المهم أن استخدام هذا التطبيق انتشر على كل المستويات حتى لدى من لا يملكون أي مستوى تعليمي أو قدرة مهنية في مجال الحاسب، واعتماده على الكاميرا والصوت هو ما سهل هذه الانطلاقة التي طالب حتى كبار السن ومن يعيشون بعيدا عن المراكز السكانية، بل إنني ألاحظ أن مستخدمي التطبيق من المناطق النائية يتجاوز بكثير ما يستخدم من تطبيقات أخرى، ومن ثم تأتي كلمة "فتح البث".
تظهر هذه الأيام مقاطع وصور للمتقاعدين وكبار السن في أيام الشباب، لا بد أن كثيرا منكم لاحظها وقارن الفرق بين تلك الصور والمقاطع وما يتبناه الشخص اليوم من قيم ومفاهيم وما ينتقده من سلوكيات اجتماعية. هنا نذهب لمتابعة الحديث عن موضوع فتح البث أو كشف الذات وهو ما يعنيه مثل هذا الأمر للمتابعين الذين يشاهدون البث وسيرونه بعد عقود من الزمن.
يعني فتح البث البدء بإطلاق العنان للأشخاص كل بحسبه، ويسمح هذا باستخدام كل شيء في التعبير عن الذات، وهو ما لا يستوعبه كثيرون بسبب التفكير المتعاظم في تحقيق الشهرة. ما يهمني أن أذكر به هو أهمية أن يراجع الواحد نفسه قبل أن يتقمص شخصية معينة أو يمارس حركة معينة ويراجع قيمه الشخصية وما يقبله على نفسه بعد عدد من الأعوام لأن مثل هذا سيبقى في المخزون الإلكتروني والذاكرة الشخصية لمن يتابعون البث أو الحديث أو المداخلات التي تبث.

إنشرها