لا يوجد ما يقلق القادة في المنظمات مثل إدارة الموارد البشرية فهم ـ أي القادة ـ يسعون جاهدين للبحث عن أهم السبل التي من شأنها أن تحقق الحد الأدنى من الرضا من أجل تحقيق أهداف المنظمات، وهذا يتطلب مهارات عالية وخبرات كافية لضمان سيرورة العمل دون تعطيل أو تأخير.
إن بناء فرق العمل وفتح قنوات الحوار وتشجيع التعليم والتدريب وتوطيد أوصال الثقة بين الموظفين والتواصل البناء بين الأفراد يمثل لب رأس المال الاجتماعي في العمل. ويعرف مجموعة من الباحثين رأس المال الاجتماعي على أنه "يتمحور في عدد من المعايير أو الأبعاد أبرزها الثقة والأخلاق والولاء والعلاقات الحميمية التي منشؤها العمل الجماعي، التي من شأنها أن تسهل عملية التناسق والتكامل في تحسين كفاءة الأداء داخل المنظمة وتفشي روح العمل الجماعي لدى كافة أعضاء المنظمة".
ما يميز رأس المال الاجتماعي أنه أصبح ضرورة لا يمكن التنازل عنها، خصوصا في ظل التقلبات العالمية من عدة جوانب اقتصادية واجتماعية وسياسية. فهو يساعد على تخفيض معدل دوران العاملين ونسبة الغياب. وأيضا يدعم وجود ثقافة عمل مبنية على الثقة والتعاون وروح المحبة. وبطريقة ما، يسهم في زيادة نسبة التعاون المعرفي من خلال تبادل المعلومات، ما يزيد من مخزون رأس المال الفكري والمعلوماتي للعاملين. كما أنه يحقق التوازن التنظيمي لفهم القضايا المشتركة، ما يساعد على التماسك وذوبان لغة الأنا.
بالمختصر المنظمات ذات السمعة الجيدة بين العاملين والبيئة الحاضنة للمتميزين، لديها برامج نوعية وخطط مدروسة وميزانيات مخصصة وقادة مؤمنون أن دعم ممكنات رأس المال الاجتماعي في العمل تعزز من قوة رأس المال البشري، ما يوجد بيئة عمل يتسابق عليها الجميع.
