نظريات علمية خادعة

نتعجب من التطور العلمي الذي وصل إليه العالم في شتى المجالات ونسلم بكثير من النظريات والمعارف العلمية، ونعتقد أنها اكتشفت فجأة من قبل علماء أفذاذ، لكن الواقع أن هذه المعارف عبارة عن نتائج قرون من التفسيرات والتجارب التي قام بها أناس عاديون وأطباء وعلماء، ارتكز معظمهم في نظرياتهم العلمية على المعتقدات وليس البراهين العلمية!
فقبل التوصل إلى نظرية جرثومة المرض، أعتقد الأطباء والعلماء لقرون عديدة أن السبب المحتمل لوجود الأمراض مثل الكوليرا والطاعون هو "الميازما" الملوثة، ووفقا لتلك النظرية، فإن الأمراض والأوبـئة ناجمة عن الهواء الملوث المنبعث من المواد المتعفنة، حتى تم دحضها نهائيا في 1876 عندما أثبت روبرت كوخ أن بكتيريا الإنثراكس هي المسبب لمرض الجمرة الخبيثة، وبذلك ظهرت نظرية الجراثيم المسببة للأمراض على السطح!
وقديما عندما لاحظ علماء الجيولوجيا تشابه الأحافير والكائنات الحية والنباتات وتطابق السمات الجيولوجية بين قارتين أو أكثر رغم وجود المحيطات الشاسعة التي تفصل بينهما، لجأوا إلى نظرية أن القارات متصلة مع بعضها بعضا عن طريق جسور برية ممتدة، لكنها الآن مغمورة تحت الماء لتفسير ذلك التشابه! حتى تبينت لهم حقيقة أن سطح الأرض ليس كتلة صلبة واحدة، بل يتكون من عديد من الصفائح الساكنة والمنزلقة فوق طبقة الوشاح في الكرة الأرضية تعرف بالـ"صفائح التكتونية".
وقبل اختراع القطارات والسيارات كان لدى الناس اعتقاد بأن أي شخص سيختنق إذا سافر بسرعة أكثر من 30 ميلا في الساعة أي نحو 50 كيلو مترا، كما ظنوا أن الحركة المتقطعة للقطار قد تدفع الناس إلى الجنون وصوته المزعج يدمر الأعصاب، ولو صدق هذا الاعتقاد لتحول العالم إلى مجموعة من المجانين!
وفي أوائل القرن الـ20 اعتقدوا ولفترة طويلة بأن الإشعاع مفيد للإنسان، لذلك راج استخدام عديد من المنتجات المشعة على اعتبار أنها مفيدة للصحة، فانتشر بين الناس تناول الماء المشع، وتنظيف الأسنان باستخدام معجون الأسنان المشع، ليجعل الأسنان تتلألأ والاستلقاء على الرمال الغنية باليورانيوم لتهدئة الآلام والأوجاع المزمنة!
ومن الغريب أن أشهر مؤيدي هذا التوجه العالمة ماري كوري مكتشفة عنصر اليورانيوم المشع، حيث رفضت الاعتقاد بمخاطر الإشعاع، على الرغم من أنها عانت عديدا من الأمراض المزمنة التي سببها الإشعاع وكان سببا في وفاتها. فقد كانت تخزن الأنابيب المحتوية على مواد مشعة في كل مكان حولها حتى في جيوب معطفها!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي