Author

التكافل الاجتماعي بسخاء وابتكارات

|

تتميز المملكة العربية السعودية عبر تاريخها الطويل بتلاحم قادتها مع القضايا التي تهم المجتمع السعودي، بالمبادرات العاجلة والوقوف بجانبها بمعايير إنسانية وطنية، ودعمها بكل قوة في كل الجوانب، لتأصيل مبدأ تحسس ما يهم المواطن في أمور حياته المعيشية اليومية. ومن هذا المنطلق كان أهم عامل من عوامل نجاح حملة "اكتتاب جود الإسكان الخيري"، أنها تمت برعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. وهذه الإشارة الأساسية، لا تحتوي فقط على تبرعهما البالغ 150 مليون ريال لهذه الحملة، بل تتضمن حوافز لا تنتهي للأشخاص والجهات التي ترغب في أن يكون لها دور في هذا العمل العظيم، بأهدافه السامية. وإذا كانت القيادة في المملكة لا تتوانى ولو لحظة عن توفير المساعدة وتقديم يد العون لأسباب إنسانية خارج نطاق البلاد، فكيف الحال بمشروع وطني إنساني محلي، يصون كرامة أولئك الذين يحتاجون بالفعل إلى العون، بصرف النظر عن طبيعة كل حالة فيها. فالضغوط الحياتية تسهم في وضع مزيد من الأعباء على كاهل الأسر في كل الدول، وهذا أمر طبيعي، لكن القيادة العليا السعودية، تضع على رأس أولوياتها تخفيف حدة هذه الضغوط، وتوفير ما يدعم مسار العيش الكريم للمواطن.
وحملة "اكتتاب جود" هي في الواقع حراك وطني خالص، يشترك فيه الأفراد، ومعهم المؤسسات والجمعيات الخيرية المنتشرة في البلاد. وهذا يعني أنها مشروع متكامل من الناحيتين العملية والاجتماعية، ما يوفر كل الروافد لها لتحقيق أهدافها، في مجال توفير المساكن اللائقة لمن يحتاج إليها حقا، ولأولئك الذين طرأت على حياتهم العملية متغيرات، رفعت حدة بعض المصاعب.
فكل شيء تم حسابه ضمن نطاق تنفيذ هذه الحملة، بما في ذلك تحديد الأفراد الذين يستحقون المساعدة، والوقوف معهم لرفع كل العقبات أمام حصولهم على المسكن اللائق بهم. ومن أقوى دعائم هذه المبادرة المبتكرة، أنها تأتي نتيجة تكامل أدوار الجهات الحكومية والخاصة وغير الربحية. وتصب في خانة أنها وطنية 100 في المائة.
كل تقييم في منصة "جود" يستند إلى أسس عملية وعلمية في آن معا. وهذا يوفر أعلى معايير الشفافية التي تمثل المحور الأهم في الاستراتيجية العامة الكبرى للمملكة العربية السعودية، ممثلة في رؤية المملكة 2030. وهذه الأخيرة، شملت كل شيء من أجل الوصول بالمملكة إلى المستوى الذي يليق بها، من حيث قدراتها ومقدراتها وابتكاراتها ومشاريعها وبرامجها، وآفاق ضمانها المستقبل بكل متغيراته واستحقاقاته. والجانب الاجتماعي في رؤية المملكة هو محور رئيس فيها، ليس فقط لارتباطه مباشرة بالمواطن، بل لأهميته القصوى في الوصول إلى أعلى معايير التنمية في البلاد. فالبناء الاقتصادي جزء أساس من البناء الاجتماعي. ومن هنا يمكن النظر إلى مشروع مثل منصة "جود"، كجزء من معالجة قضايا تطرأ عادة بفعل متغيرات أو تطورات ما.
القدرة المادية للشخص الذي يستحق أن يحصل على المسكن عبر "جود"، تبقى أساس التقييم، وقد وضعها المشرفون عليها عند حدود 60 في المائة أو أقل. وهذه القدرة تقاس عبر خمسة أبعاد، اقتصادية وديموغرافية وسكنية واجتماعية وصحية أيضا. كل شيء يخضع لمعايير عالية الجودة في الأداء. ومع تشجيع القيادة العليا على دعم "جود" من قبل المؤسسات والأفراد على الساحة المحلية، وتكريس التكافل الاجتماعي على أرض صلبة، فإن "جود" ستمضي قدما من أجل بلوغ غاياتها. وهي تتلقى الدعم المادي إلى جانب دعم معنوي واجتماعي يكفل النجاح لكل مشاريعها، سواء عبر التبرعات الوطنية الخاصة، أو على صعيد المستفيدين منها من المواطنين.
ومن هنا، يمكننا أن نشهد في المستقبل القريب عوائد جمة من منصة اجتماعية إسكانية، مشمولة برعاية واهتمام القيادة العليا، التي وضعت مصلحة المواطن والأجيال القادمة فوق كل حساب.

إنشرها