فرص للشركات وللشباب
وجود الطلب العالي على الصناعات العسكرية هو حافز كبير للقطاع الخاص السعودي لأن يتوجه أكثر إلى هذه الصناعة المهمة، ووجود هدف حدده ولي العهد، بوصول نسبة توطين هذه الصناعات إلى 50 في المائة بحلول 2030، هو أيضا حافز مهم. ولان الهدف كبير والقطاع استراتيجي، أنشأت المملكة 2017 الهيئة العامة للصناعات العسكرية، التي استطاعت في فترة وجيزة، استثمار الحافزين أعلاه، وخلال أربعة أعوام فقط من 2018 إلى 2022 ارتفعت نسبة التوطين في هذه الصناعة من 2 إلى 13.7 في المائة، أي أننا نتحدث عن ستة أضعاف تقريبا.
صباح الإثنين الماضي، أطلقت الهيئة ممكنات جديدة لهذه الصناعة، ممكنات تقول إن الطموح كبير رغم ما تحقق، وما تحقق ليس قليلا، فهناك اليوم 349 تصريحا لـ194 منشأة، وهناك تحسين لرحلة المستثمر وتسهيل لها.
الممكنات مهمة وتفاصيلها كثيرة كان من أبرزها الاتفاقيات الإطارية لتسريع إصدار أوامر الشراء، وخطط واتفاقيات شراء طويلة الأمد، وقروض ميسرة دون فوائد للمنشآت المرخصة وهذه مهمة جدا لتحفيز توسع القطاع، وضريبة القيمة المضافة الصفرية على المنتجات الموردة للقطاعات العسكرية وقطاعات الأمن الداخلي، وزيادة الدفعة المقدمة، وتقديم الأراضي الصناعية بنصف القيمة الإيجارية.
إننا في إزاء جعل الاستثمار في هذا القطاع مغريا وجذابا ومعقول المخاطر، وهو إضافة إلى كون المستثمر الصناعي هنا يتعامل مع جهات تبحث عن الجودة والإتقان، لأنها تتعامل مع منتجات حماية الوطن واستمرار توفير الأمان لمواطنيه وساكنيه.
أورد أحمد العوهلي، محافظ هيئة الصناعات العسكرية، في كلمته، أرقاما مهمة، لفتني منها أن هناك 74 فرصة استثمارية عبر سلاسل الإمداد في ستة مجالات دفاعية وأمنية، وما أسعدني أكثر هو أن الفرص أمام بنات وأبناء وطننا الغالي، فهناك في قطاع الصناعات العسكرية 800 مهارة مطلوبة ينبثق منها 172 وظيفة، وهذا رقم مهم جدا.
جل شبابنا وبناتنا يحلمون بخدمة الوطن في القطاعات العسكرية والأمنية، بعضهم يتاح له أن يكون عسكريا صرفا، وآخرون يخدمون هذه القطاعات من خلال مهنهم، كأطباء وأطباء أسنان ومهندسين ومعلمين، وغيرها من المهن، واليوم ينفتح الباب واسعا أمام خدمة الوطن وأهدافه عبر قطاع حيوي واستراتيجي سيقدم -فيما أحسب وأتمنى- فرصا نوعية ودائمة.
الممكنات ليست للمستثمرين الكبار والشركات الصغيرة والمتوسطة التي نالت وستنال جزءا من هذه الكعكة، إنها أيضا ستطول الشباب من الجنسين، وأصحاب الخبرات المميزة.
عزيزي المستثمر، لا تفوت الفرصة.
الأعزاء المقبلون على الحياة العملية، انتبهوا لهذه الفرص.