Author

أرقام الترفيه .. رافد بصناعة الرؤية

|

يعد الترفيه اليوم أحد أهم أشكال النشاط الإنساني الذي يوفر الرفاهية، ويحظى باهتمام متزايد في كل دول العالم، ولم تعد صناعة الترفيه صناعة هامشية، بل أصبحت محورا أساسيا، لما تقدمه من دعم مميز للناتج المحلي والتوظيف. فهي مجموعة تمثل صناعات فرعية متعددة مثل الرياضة والتلفزيون والمتنزهات والألعاب والفنون بشتى صورها الجميلة، ولعب الأطفال والأفلام وعالم الألعاب الرقمية، حتى المطاعم والتسوق أصبحت اليوم من عناصر الترفيه، ولا يزال البشر قادرين على إبداع أشكال أخرى من الاستغلال خلال أوقات فراغهم. فالترفيه صناعة تتسم بالتحول المستمر والابتكار والإبداع الذي لا نهاية له. وتشير الإحصاءات العالمية إلى أن قيمة سوق الإعلام والترفيه قد وصلت في 2021 إلى 2.34 تريليون دولار محققة نموا 10.4 في المائة مقارنة بـ2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 2.93 تريليون بحلول نهاية 2026.
وعلى هذا الصعيد تسير السعودية بوتيرة ناجحة ومتقدمة في دعم صناعة الترفيه، بما يحقق رفاهية المجتمع ويعزز الاقتصاد، حيث يمثل هذا القطاع حاجة إنسانية ومتطلبا اجتماعيا، إضافة إلى كونه نشاطا اقتصاديا مهما ومصدرا من مصادر الدخل للدول وللقطاع الخاص، ومحركا رئيسا للأنشطة الاقتصادية الأخرى. وقد أولت رؤية المملكة 2030 هذا القطاع عناية، من خلال العمل على دعمه وتعزيزه، وتشجيع القطاع الخاص على تقديم مساهماته فيه، ومن المتوقع أن تصل مساهمة قطاع الترفيه مع الجهات المرتبطة به بحلول 2030 إلى 4.2 في المائة من الناتج المحلي. ويأتي قطاع الترفيه كأحد أهم التحولات التي يعيشها المجتمع السعودي، اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، مع تسارع النمو الذي يشهده القطاع وكثرة وزخم المواسم والفعاليات، يتصدرها "موسم الرياض"، الذي جاء خليطا من الفن والطرب والتراث والثقافة والسياحة والتنوع والتعايش والمتعة، ليتجاوز حدود البلاد، جاذبا الزوار من دول مجاورة، بما يفتح آفاقا جديدة لكل الزوار والعاملين في هذا الموسم، الذي تديره كوادر وطنية بالكامل.
فقد تم تنبي الترفيه كجزء من رؤية المملكة، ضمن محور مفهوم جودة الحياة، الذي يلقى اهتماما واسعا من قبل الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. وقد أشار رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه إلى هذا الدعم السخي من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن سلمان ولي العهد، لهذا القطاع، ومن المتوقع أن يبلغ الإنفاق الإجمالي على الترفيه في البلاد نحو 36 مليار دولار أي ما يعادل 135 مليار ريال بحلول 2030، كما أنه من المتوقع أن يوفر أكثر من 224 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة. وتسعى الهيئة من خلال الترفيه إلى فتح آفاق جديدة لجودة الحياة التي تمس المواطنين بشكل مباشر، مثل الرياضة والثقافة والتراث والفنون والترفيه والترويح ونحوها، وتنويع الفرص الترفيهية، كما تم تأسيس هيئة الترفيه لتتولى مهمة تطوير وتنظيم قطاع الترفيه، بما يتلاءم مع كل شرائح المجتمع من المواطنين والمقيمين، وفي جميع مناطق السعودية. واستطاعت الهيئة منذ نشأتها أن تقفز بصناعة الترفيه بشكل غير مسبوق.
ومن الجدير بالذكر أن الهيئة العامة للترفيه قد أصدرت دليلا متكاملا للمستثمرين في هذا القطاع المهم بما يسهل رحلة المستثمر ويقدم تعريفا للأنشطة الترفيهية والمساندة، واشتراطات الحصول على الترخيص المناسب للتقديم عليه إلكترونيا، كذلك ضوابط الأنشطة الترفيهية والمساندة التي يجب على المرخص له ـ المستثمر - الالتزام بها، وذلك بهدف التنظيم والرقابة والإشراف على قطاع الترفيه، بما يساعد المستثمر على فهم أنواع التراخيص للأنشطة الترفيهية، كما يسهم في توفير حزم الحلول الاستثمارية والتمويلية، ونتيجة لكل هذه الجهود الضخمة فقد أعلنت الهيئة العامة للترفيه أن الفعاليات التي أقامتها منذ 2019 حتى الربع الأول من العام الحالي، قد بلغت 8732، ما بين فعاليات وعروض ترفيهية، وبلغ عدد أيام الفعاليات أكثر من 76 ألف يوم، شملت أكثر من 1381 حفلة غنائية، واستقبلت أكثر من 120 مليون زائر، وهو رقم قياسي في هذا القطاع الحيوي، كما أصدرت 11،1 ألف ترخيص لمختلف الأنشطة الترفيهية، والأنشطة المساندة، بعد إطلاق منظومة التراخيص الجديدة في 2019 لتسعة أنشطة ترفيهية ومساندة، في حين تم الترخيص لـ470 وجهة ترفيهية في أكثر من 42 مدينة ومحافظة في المملكة، والتصريح لأكثر من 1402 مطعم في 50 مدينة ومحافظة بأكثر من 3728 تصريحا، إضافة إلى الترخيص لأكثر من 3738 منشأة في مجالات الأنشطة الترفيهية والمساندة، كما أقيمت منذ 2019 حتى الربع الأول من العام الحالي، أكثر من 82 مسرحية بما يقارب 350 عرضا مسرحيا، كما تم تمكين أكثر من 6610 مواهب من المؤدين للمشاركة في الفعاليات والعروض الحية في المطاعم والمقاهي، وتمت إقامة أكثر من 12 أمسية شعرية، وتنظيم أكثر من خمسة عروض للمصارعة الحرة WWE.
ومع هذه الأرقام والإحصائيات المميزة والتنوع الكبير، وبخلاف ما يسهم فيه قطاع الترفيه من توظيف وجذب للاستثمارات ودعم فرص تنويع الاقتصاد الوطني، فقد وفرت صناعة الترفيه على كثير من المواطنين والمقيمين فرص حضور هذه المناسبات داخل المملكة، دون تكبد عناء السفر، وما شهده "موسم الرياض" من تنوع في الأنشطة ودعم للإبداع والمبدعين والموهوبين. وتشير النتائج التي تحققت حتى اليوم وفي وقت قياسي إلى أن الترفيه سيكون أحد أركان التنوع الاقتصادي ومن أهم الصناعات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في المملكة، ويحظى بمستقبل مشرق في تحقيق الأرقام المميزة. ولا شك أن قطاع الترفيه - بعد التطويرات والإبداعات في الأعوام الأخيرة - يعد أحد الروافد الاقتصادية المهمة بإسهاماته التي تنمو بشكل متسارع في الناتج المحلي.

إنشرها