العلاج الطبيعي .. زادت المراكز لكن
كتبت قبل نهاية 2021 مقالا في هذه الجريدة حول العلاج الطبيعي وتأهيل الكوادر. ولاحظت خلال الفترة الماضية زيادة عدد مراكز وعيادات العلاج الطبيعي وكثرة المراجعين لها.
وهذا مؤشر جيد ينم عن وعي صحي بعدم إهمال الناس خاصة كبار السن لصحة أجسامهم لاستعادة القدرة على الحركة، والتمتع بجودة الحياة التي يتم التركيز عليها ضمن برامج رؤية 2030.
وللحديث عن العلاج الطبيعي ليس في بلادنا فقط وإنما في دول مشهورة، أذكر روايات لبعض العائدين من هناك، حيث قال أحدهم، لقد كنت أسير بشكل شبه طبيعي ونصحت بالسفر وليتني لم أفعل، عدت وأنا أتوكأ على عصا لضغط غير موفق على ظهري وقدمي. وقال آخر، لم أجد فرقا بين المراكز لدينا وما وجدت في رحلتي وتحملت كثيرا من التكاليف.
وقال آخرون لقد طلبت العلاج الكهربائي فوجد الإخصائي فرصة في أن يضعني على الأجهزة ويختفي ولا يعود إلا بعد سماع جرس النهاية. والأدهى من ذلك قصة المراجع الآخر الذي وضع الفني كمادة ساخنة جدا على ساقه واختفى حتى أحرقت الكمادة ما كان يطلب له العلاج، فإذا هو يبحث عن علاج من حرق ترك علامة في جسده.
هذه بعض القصص السلبية لكن لأكون منصفا هناك روايات إيجابية عن شباب وشابات سعوديات من أطباء وإخصائيين يقفون مع مرضاهم طيلة فترة العلاج لمواكبة التحسن في حالتهم وسماع ملاحظاتهم لوضع خطط علاجهم في ضوء ذلك.
وانطلاقا من أهمية العلاج الطبيعي، قال لي طبيب بريطاني من أصل عربي، إن شروط دخول دراسة العلاج الطبيعي في بريطانيا أصعب من دخول كلية الطب للتخصص في فروع الطب الأخرى.
ومن هنا أدعو، مع أنني لا أعلم ما هي الجهة المختصة في وزارة الصحة أو غيرها، أدعو إلى فتح ملف العلاج الطبيعي، ووضع برنامج لتطويره والارتقاء بتشريعاته وآليات الارتقاء بخدماته ومخرجاته، وتحفيز المراكز والممارسين ذوي الجودة الأعلى، ووضع تصنيف للمراكز القائمة بعد مراجعة مؤهلات ومستوى الكوادر العاملة في تلك المراكز.
ثم وضع درجة أو رمز يبين المراكز الأعلى تصنيفا لتكون هناك فئة ألف وفئة باء وجيم، وللمراجع أن يختار ويدفع التكلفة حسب اختياره.
أخيرا، بلادنا تعيش إعادة نظر شاملة في أداء الخدمات لرفع مستواها حسب متطلبات الرؤية وتوجيهات القيادة التي تهدف في مجملها إلى العناية بالإنسان على هذه الأرض التي لا يليق بها إلا كل مميز ومتقن من الخدمات والقطاعات، والعلاج الطبيعي قطاع مهم يؤمل أن تشمله تلك المراجعة والتطوير لعلاقته كما ذكرنا بصحة المواطن وجودة الحياة، ولأننا نملك القاعدة المميزة لهذا القطاع المتمثلة في متخصصين مميزين من أبناء البلد اكتسبوا تأهيلا ومهارة جعلت منهم أسماء متفوقة في مجالها، ليس في المملكة فحسب، بل المنطقة والعالم أجمع، وتجهيزات متقدمة ـ مدينة الأمير سلطان الإنسانية مثالا ـ لأننا نملك ذلك كله ونملك تجارب ناجحة في تصنيف الخدمات الصحية، ونماذج مميزة في تحقيق برامج التطوير القطاعية نتائج متفوقة، فإنني أرجو أن نسمع قريبا عن التفاتة تساعد هذه المراكز على التطور وتضمن لطالب الخدمة ما يبحث عنه من تأهيل، وستشهد ليالي رمضان المبارك فرصة للإقبال على مراكز العلاج الطبيعي لتعويض الجسم عن الحركة المعتادة في غير رمضان، وتساعد المحتاجين على التقوي للطاعات. وكل عام وأنتم بخير.