Author

التحول الوطني .. واقع نعيشه

|

استهل تقرير برنامج التحول الوطني الأخير الصادر قبل أيام بكلمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، التي تشير إلى أن المملكة تشهد "حراكا تنمويا شاملا ومستداما وهي تسير في المرحلة الثانية من رؤية المملكة 2030"، وتلتها كلمة عراب رؤية المملكة الأمير محمد بن سلمان، التي تقول، "معكم وبكم ستكون المملكة العربية السعودية دولة كبرى نفخر بها جميعا، إن شاء الله تعالى".
نعم لقد ازداد فخرنا بهذا الوطن، لما حققه من تقدم وازدهار ومكانة دولية، تحقيقا لمستهدفات رؤية المملكة الطموحة، التي ترجمتها الإرادة القوية وحولتها من طموحات وتطلعات إلى واقع نعيشه وننعم بخيراته ومكتسباته.
يحمل تقرير برنامج التحول الوطني إنجازات مبهرة ومثيرة للإعجاب بعد مرور ستة أعوام فقط، فهو يعمل على تحقيق 34 هدفا استراتيجيا من خلال 253 مبادرة، ويصعب تلخيص هذا التقرير المبهج في مقالة مختصرة، لذلك سنقطف بعض الزهور من هذا البستان المثير. فمن الإنجازات الرائعة أن نحو 95 في المائة من الجلسات القضائية عقدت عن بعد، وارتفعت نسبة الخدمات العدلية الإلكترونية من 30 إلى 85 في المائة، وتم إطلاق أول محكمة افتراضية لتسهيل الخدمات على المستفيدين وتحسين إجراءات التقاضي، وكذلك إطلاق منصة الأنظمة والتشريعات العدلية.
ومن الإنجازات زراعة أكثر من 12 مليون شجرة، وإطلاق 921 كائنا فطريا مهددا بالانقراض في المتنزهات الوطنية والمحميات، وزيادة الطاقة الإنتاجية للمياه المحلاة 35 في المائة، ورفع نسبة مياه الصرف التي يعاد استخدامها إلى نحو 23 في المائة. ومن الإنجازات المبهرة زيادة مساحة الغطاء النباتي المعاد تأهيله من نحو 22 ألف هكتار إلى أكثر من 93 ألف هكتار، وزيادة مساحة المناطق المحمية من نحو 4 في المائة فقط من مساحة المملكة إلى نحو 17 في المائة. وفوق ذلك أصبحت المملكة الأولى عالميا في تصدير التمور. ونالت المملكة جائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات لـ2022 بعد تحقيقها المرتبة الأولى في فئة الزراعة الرقمية والخدمات الإلكترونية.
وفي مجال تطوير القطاع غير الربحي، شهد القطاع نموا بـ120 في المائة منذ إطلاق الرؤية، وبذلك اقترب من الوصول إلى مليون متطوع بحلول 2030، فقد ارتفع عدد المتطوعين من 55 ألفا في 2017 إلى 658 ألفا في 2022. وتوسع نطاق خدمات المنظمات غير الربحية من 26 في المائة من المنظمات التي تدعم الأولويات التنموية، مثل الإسكان والصحة والتعليم وحماية البيئة والثقافة والترفيه، إلى أكثر من 75 في المائة في 2022.
من جهة أخرى، سجلت نجاحات بارزة في مجال التمكين، فارتفعت حصة المرأة في سوق العمل من 21 في 2017 إلى نحو 35 في المائة في 2022، وكذلك ارتفع معدل المشاركة الاقتصادية للسعوديات من 17 إلى 37 في المائة، وأيضا ارتفعت حصة المرأة من المنشآت الصغيرة والمتوسطة من نحو 23 إلى 45 في المائة. كما ارتفعت نسبة العاملين من ذوي الإعاقة من نحو 8 إلى أكثر من 12 في المائة.
ويأتي التحول الرقمي في قائمة الإنجازات، فتصل نسبة تغطية مناطق المملكة بالنطاق العريض إلى 98 في المائة، وتتوافر خدمات الجيل الخامس في 84 محافظة، وتقفز نسبة الخدمات الحكومية المقدمة إلكترونيا إلى 97، أي نحو 100 في المائة. وفي مجال الابتكار حكاية مثيرة لا تقتصر على التقدم في المؤشرات الدولية، أو برنامج طويق للناشئين، أو مهرجان الذكاء الاصطناعي، أو مسابقة "اصنعها"، أو مبادرة العطاء الرقمي، أو زيادة براءات الاختراع!
ونتيجة لذلك، قفزت المملكة في مؤشر التنافسية العالمية إلى المرتبة الـ24 عالميا، وتقدمت في تطوير المحتوى المحلي، وتعزيز حماية الملكية الفكرية. وتحسين مستوى المملكة في مؤشر مدركات الفساد.
ختاما، أكاد أجزم أن هذه الإنجازات الضخمة والمبهرة في ستة أعوام فقط، قلما تسجل في أي دولة أخرى.

إنشرها