الطاقة- النفط

«أويل برايس»: الاضطرابات المصرفية وراء توتر الأسواق .. الصين عامل صعود للنفط

«أويل برايس»: الاضطرابات المصرفية وراء توتر الأسواق .. الصين عامل صعود للنفط

دفعت مخاوف بشأن القطاع المصرفي العالمي الخامين ‏القياسيين "برنت والأمريكي" إلى تسجيل أكبر خسائرهما الأسبوعية في شهور، وانخفض الخامان أكثر من ثلاثة دولارات مسجلين أدنى مستوياتهما، ‏وقد خسر برنت نحو 12 في المائة خلال الأسبوع مسجلا أكبر خسارة أسبوعية منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
وفى هذا الإطار، ذكر تقرير "ريج زون" النفطي الدولي، أن أسعار النفط الخام سجلت أكبر خسارة أسبوعية هذا العام بعد الاضطرابات المصرفية التي اجتاحت الأسواق العالمية، حيث يترقب المستثمرون ردة فعل محتملة على التراجع السعري من جانب "أوبك" وحلفائها "أوبك +".
وأشار التقرير إلى ارتفاع العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط فوق 69 دولارا للبرميل في ختام الأسبوع الماضي، لكنها لا تزال منخفضة بنحو 10 في المائة خلال الأسبوع الماضي، مسلطا الضوء على لقاء قادة "أوبك +" السعودية وروسيا في الرياض الخميس الماضي، حيث تمت مناقشة جهود المجموعة لتعزيز توازن السوق واستقرارها، ومن المقرر أن تجتمع لجنة مراقبة الإنتاج الوزارية للمجموعة في مطلع نيسان (أبريل) المقبل، ويمكن التوصية بتغيير في مستويات الإنتاج لـ23 منتجا بشكل جماعي.
وأشار إلى أن تفاقم المشكلات في مجموعة "كريدي سويس" المصرفية دفعت أسعار النفط الخام إلى أدنى مستوى لها في 15 شهرا في ختام الأسبوع الماضي، كما يراقب المستثمرون ما إذا كان الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة مرة أخرى الأسبوع المقبل في أعقاب الاضطرابات المالية الدولية الراهنة.
ونوه إلى استمرار العوامل القوية المؤثرة في تحديد حركة أسعار النفط الخام، مشيرا إلى أنه من المرجح أن يكون حجم عمليات بيع النفط الخام مصدر قلق، لكن من غير المرجح أن يتخذ المنتجون إجراء سريعا حتى تهدأ حالة التوتر في الأسواق.
وعد التقرير أن سوق النفط الخام تكافح لتحقيق مكاسب قوية على المدى القريب، حيث توقعت "أوبك" هذا الأسبوع فائضا متواضعا في الربع الثاني من العام الجاري، مشيرا إلى وجود فترة مؤقتة من ضعف الطلب قبل حلول فصل الصيف وموسم القيادة في الولايات المتحدة مع تأكيدات وكالة الطاقة الدولية حول أن السوق فيها بالفعل فائض بسبب الإنتاج الروسي العنيد.
وذكر أن الولايات المتحدة ملتزمة بتجديد احتياطي البترول الاستراتيجي، لكنها لن تتسرع في القيام بذلك على الفور، رغم الانخفاض الأخير في أسعار النفط، مشيرا إلى ترقب السوق لكيفية تأثير هذه الأزمة في الوقت الحالي في صناعة النفط والغاز والإنتاج.
وأشار التقرير إلى أن احتياطي البترول الاستراتيجي الأمريكي الذي تم تصميمه لحماية البلاد من اضطرابات الإمدادات يبلغ حاليا 371.6 مليون برميل، وهو أدنى مستوى منذ الثمانينيات، وذلك عقب الإفراج التاريخي عن 180 مليون برميل العام الماضي لترويض أسعار البنزين في أعقاب الحرب في أوكرانيا.
ونوه إلى أن الإدارة الأمريكية سبق أن وضعت خطة لإعادة ملء الاحتياطي بأسعار تقترب من 70 دولارا للبرميل، لافتا إلى تراجع العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط إلى ما يقرب من 66 دولارا في نيويورك الأربعاء الماضي.
من جانبه، ذكر تقرير "أويل برايس" النفطي الدولي أنه يبدو أن انهيار أسعار النفط الخام قد توقف مؤقتا الخميس الماضي بعد أن تدخل البنك المركزي السويسري لإنقاذ بنك "كريدي سويس"، مشيرا إلى أن الأسبوع الماضي كان أحد أكثر الأسابيع اضطرابا في الأعوام الأخيرة بالنسبة لأسواق النفط، ومع ذلك فمن الصعب التخلص من المعنويات الهبوطية في ظل أن الطلب الصيني أصبح هو العامل الصعودي الوحيد للنفط.
ولفت إلى أن أسعار النفط الخام تمر بواحدة من أكثر الانخفاضات إثارة في الأشهر الأخيرة مع انخفاض خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 70 دولارا للبرميل، بينما حافظت المنظمات الدولية على وجهات نظرها المتفائلة في 2023.
وسلط الضوء على رفع وكالة الطاقة الدولية تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2023 بمقدار مائة ألف برميل يوميا أخرى، ما يؤدي إلى زيادة صافية قدرها مليوني برميل في اليوم على أساس سنوي، ما رفع الإجمالي إلى 102 مليون برميل يوميا.
وأضاف التقرير أنه مع توقع نمو 7.5 مليون برميل يوميا في الطلب على أساس سنوي بين الربع الرابع 2022 والربع الرابع من 2023، لا بد أن يقود وقود الطائرات الارتفاع من حيث المنتجات كما تجاوزت أنشطة السفر والحركة الجوية الصينية بالفعل مستويات ما قبل الوباء.
وأشار إلى زيادة طلب "أوبك" على النفط في 2023 بشكل أكثر طموحا عند 2.32 مليون برميل يوميا ويأتي ثلثها تقريبا من الصين، التي من المقرر أن تنمو بمقدار 710 آلاف برميل يوميا هذا العام مع زيادة نموها على أساس سنوي خلال العام الجاري.
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، أنهى النفط التعاملات منخفضا الجمعة متخليا عن مكاسبه المبكرة التي ‏تجاوزت الدولار للبرميل، إذ دفعت مخاوف بشأن القطاع المصرفي الخامين ‏القياسيين لتسجيل أكبر خسائرهما الأسبوعية في شهور.‏ وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.73 دولار أو 2.3 في المائة إلى 72.97 دولار ‏للبرميل عند التسوية، بينما خسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.61 دولار، ‏أو 2.4 في المائة ليبلغ 66.74 دولار للبرميل.‏ وانخفض الخامان أكثر من ثلاثة دولارات مسجلين أدنى مستوياتهما خلال الجلسة. ‏وخسر برنت نحو 12 في المائة خلال الأسبوع مسجلا أكبر خسارة أسبوعية منذ كانون الأول (ديسمبر)، وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 13 في المائة منذ إغلاق ‏الجمعة قبل الماضية مسجلة أكبر خسائرها الأسبوعية منذ نيسان (أبريل) الماضي.‏
وقال جون كيلدوف الشريك لدى أجين كابيتال في نيويورك "العوامل الأساسية ‏ليست بالسوء الذي تتوقعه السوق هنا، لكن هناك مخاوف ألا يكون النفط آمنا كما هو ‏الحال بالنسبة للسيولة أو الذهب".‏

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط