محللون يعيدون تقييم محركات الطلب النفطي .. الانتعاش الصيني إيجابي للأسعار الفترة المقبلة

محللون يعيدون تقييم محركات الطلب النفطي .. الانتعاش الصيني إيجابي للأسعار الفترة المقبلة

تراجعت أسعار النفط أمس متخلية عن مكاسبها المبكرة التي تجاوزت دولارا واحدا للبرميل وهبطت أكثر من ثلاثة دولارات بعد أن وضعت مخاوف القطاع المصرفي الخام على طريق تسجيل أكبر انخفاض أسبوعي له منذ شهور.
وبحسب "رويترز"، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 2.27 دولار أي بنسبة 3.04 في المائة إلى 72.43 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 2.13 دولار أو 3.1 في المائة عند 66.22 دولار.
وانخفض كلا الخامين أكثر من ثلاثة دولارات مسجلين أدنى مستوى في الجلسة. وحقق برنت أكبر انخفاض أسبوعي منذ كانون الأول (ديسمبر) بأكثر من 10 في المائة، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط خسارة أكثر من 11 في المائة وهي الأكبر منذ نيسان (أبريل) الماضي.
وجاء التراجع هذا الأسبوع بعد انهيار بنك سيليكون فالي وبنك سيجنتشر ومشكلات في كريدي سويس وبنك فيرست ريبابليك. وقال أعضاء من مجموعة "أوبك +" إن ضعف الأسعار هذا الأسبوع سببه العوامل المالية وليس أي اختلال في العرض والطلب وأضافوا أنهم يتوقعون استقرار السوق.
وقال محللو "جيه.بي مورجان" في مذكرة "تجري إعادة تقييم الطلب على النفط، لكننا لا نتوقع تغيرا يذكر في الأساسيات ونميل إلى تجاوز تقلبات القطاع المالي، مع الحفاظ على توقعاتنا للأسعار دون تغيير في الوقت الحالي، فيما ننتظر تحديثا بشأن إجراءات السياسة المحتملة في الأسابيع المقبلة"، في إشارة إلى اجتماع لمجموعة "أوبك +" وتحرك واشنطن المحتمل لإعادة ملء الاحتياطيات الاستراتيجية.
وتجتمع اللجنة الاستشارية لـ"أوبك +" التي تضم منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء بينهم روسيا، في الثالث من أبريل.
وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي إلى أقل من 70 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ ديسمبر 2021، ما قد يجعل الأسعار جاذبة بما يكفي للحكومة الأمريكية لتبدأ إعادة ملء احتياطي البترول الاستراتيجي، الذي بلغ مستويات منخفضة قياسية.
ودعمت توقعات المحللين بشأن انتعاش الطلب في الصين ارتفاع أسعار النفط في نهاية الأسبوع، فيما اتجهت صادرات الخام الأمريكية إلى الصين في آذار (مارس) إلى تسجيل أعلى مستوياتها منذ ما يقرب من عامين ونصف العام.
وأوضحت المحللة تينا تينج من "سي.إم.سي ماركتس"، أن انتعاش الطلب في الصين سيكون إيجابيا بالنسبة إلى أسعار النفط إذا أظهرت البيانات المقبلة تعافيا جيدا لاقتصاد البلاد.
وقال محللو "إيه.إن.زد" في مذكرة للعملاء "حركة المرور على الطرق والسفر الجوي في الصين تنمو بقوة في حين ظهرت بوادر تحسن في الاقتصادات المتقدمة".
لكن لا تزال مخاطر انتشار الأزمة بين البنوك تثير قلق المستثمرين، ما يحد من إقبالهم على أصول مثل السلع الأولية خوفا من أن يؤدي حدوث اضطراب جديد إلى ركود عالمي وتراجع الطلب على النفط. وأضافت تينج "الاضطرابات المصرفية الأخيرة قد تواصل التأثير في آفاق الطلب".
ويتزايد اهتمام الأسواق بمحركات الطلب في المرحلة الراهنة، إذ يدفع انتعاش الطلب العالمي إلى دعم أسعار النفط على نطاق واسع، ولا سيما أن الصين والهند تعدان في طليعة محركات الطلب.
وتراقب سوق العقود الآجلة للنفط الاتجاهات الاقتصادية في الصين التي أعيد فتحها بعد ما يقرب من ثلاثة أعوام من عمليات الإغلاق بسبب سياسة "صفر كوفيد" ومن المتوقع أن تشهد انتعاشا في النمو الاقتصادي وارتفاع استهلاك النفط الخام خلال هذا العام.
من جانب آخر، انخفض إجمالي عدد الحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار ثلاثة هذا الأسبوع حيث انخفض إجمالي عدد الحفارات إلى 746 هذا الأسبوع، 83 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2022 و329 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019، قبل انتشار الوباء.
وقال التقرير الأسبوعي لشركة "بيكر هيوز" الأمريكية لأنشطة الحفر "إن الحفارات النفطية في الولايات المتحدة انخفضت بمقدار اثنين هذا الأسبوع إلى 590 بعد انخفاضها بمقدار ثمانية في الأسبوع السابق، وانخفضت حفارات الغاز بنسبة 1 إلى 153 بينما ظلت الحفارات المتنوعة على حالها".
وأشار التقرير إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار ستة، وهو أكبر انخفاض منذ سبتمبر، كما ارتفعت الحفارات في "إيجل فورد" بمقدار واحد. ولفت التقرير إلى انخفاض إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة إلى 12.2 مليون برميل يوميا للأسبوع المنتهي في 3 مارس ، وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية، كما ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 600 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

الأكثر قراءة