FINANCIAL TIMES

شركات الأدوية الكبرى تقاتل لإطالة أمد الحقوق الحصرية

شركات الأدوية الكبرى تقاتل لإطالة أمد الحقوق الحصرية

تقاوم كثير من شركات الأدوية الكبرى في العالم اقتراحات المساهمين لإجبارها على الكشف عن معلومات استخدامها استراتيجية براءة اختراع مثيرة للجدل، من شأنها تأخير المنافسين في إصدار نسخ أرخص من الأدوية الرائجة.
طلب تحالف من المستثمرين الأخلاقيين من شركات جونسون آند جونسون، وميرك، وفايزر، وإيلي ليلي، وجلياد، وأمجين، وريجينيرون، وبريستول مايرز سكويب، وأبفي نشر تقرير عن العملية التي تتبعها عند التقديم لأكثر من براءة اختراع للدواء الواحد.
بحسب المساهمين، ومن بينهم ميرسي إنفستمنت سيرفسز وترينيتي هيلث، يجب أن يقدم التقرير تفاصيل عما إذا كانت استراتيجية براءة الاختراع مصممة لتمديد الحصرية للأدوية الأكثر مبيعا، وما الأثر الذي من المحتمل أن يتضمنه ذلك في وصول المرضى إلى الأدوية.
ثمان من الشركات التسع تعارض الاقتراحات لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات. وتواجه الشركات اقتراحات المساهمين في هيئة الأوراق المالية والبورصات باستمرار، لكنها عادة ما تفوز، لا تزال "بريستول مايرز سكويب" تخوض نقاشات مع المستثمرين.
تأتي اقتراحات المساهمين وسط جدل عام بشأن استخدام شركات الأدوية ما تسمى "مجموعات براءات الاختراع"، حيث تقدم عدة براءات اختراع، وأحيانا مئات البراءات، إضافة إلى براءة الاختراع الأساسية التي تغطي مركبا معينا. يقول النقاد "إن الاستراتيجية تؤخر إطلاق الأدوية المكافئة من المنافسين حتى بعد انقضاء فترة الحصرية التي تبلغ 20 عاما على براءات الاختراع الأساسية للأدوية الرائجة".
"إذا لم تكن هناك منافسة فقد تعيث الشركات المصنعة فسادا في الأسعار. هذا ما رأيته في الولايات المتحدة التي يوجد فيها أكثر أنظمة الرعاية الصحية غلاء في العالم"، حسبما قالت ليديا كويكندال، مديرة شؤون المساهمين في "ميرسي إنفستمنت سيرفسز".
تقول "إن الفروقات في أنظمة براءات الاختراع بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي تعني أن المرضى الأوروبيين عادة ما تكون لديهم إمكانية الوصول إلى أدوية مكافئة أرخص قبل ما يصل إلى خمسة أعوام من نظرائهم الأمريكيين".
"هوميرا"، أكثر الأدوية مبيعا في العالم، الذي جمع 200 مليار دولار من المبيعات العالمية لشركة أبفي، واجه منافسة في أوروبا في 2018. لكن البدائل الأحيائية المنافسة لم يتسن إطلاقها في الولايات المتحدة إلا هذا العام بسبب "مجموعة براءات مكثفة" أنشئت حول الدواء، كما يدعي المنافسون.
قالت ريتشل جود، رئيسة الملكية القانونية والفكرية في "فريسينيوس كابي"، شركة رعاية صحية تصنع أدوية بديلة "لا يمكنك التقاضي على مائة براءة اختراع. إنه أمر مكلف جدا وعالي المخاطر".
وأضافت "إن كثيرا من شركات الأدوية ذات العلامات التجارية استخدمت ما يسمى (براءات الاختراع المزدوجة)، حيث تطالب بالاختراع نفسه أو نسخة واضحة منه في أكثر من براءة اختراع واحدة"، معتبرةهذه ليست اختراعات تدريجية تعمل على تحسين العلاجات للمرضى.
مكتب الولايات المتحدة لبراءات الاختراع والعلامات التجارية وإدارة الغذاء والدواء يراجعان ممارسات العمل الخاصة بهما، لضمان وصول أنسب توقيتا إلى سوق الأدوية المكافئة والبدائل الأحيائية، بناء على طلب من إدارة بايدن يستهدف أسعار الأدوية المرتفعة.
تدافع شركات الأدوية الكبرى عن استراتيجياتها المتعلقة ببراءات الاختراع، مجادلة بأن حماية الملكية الفكرية مطلوبة لتبرير الاستثمار المستمر في الأدوية. تقود هذه الاستثمارات الاختراعات التي تفيد المرضى، مثل أنظمة الجرعات الجديدة وطرق تقديم الدواء والتركيبات مع الأدوية الأخرى التي توفر فوائد حقيقية للمرضى، كما تقول الشركات.
أخبرت الشركات الثماني هيئة الأوراق المالية والبورصات بأن اقتراحات المساهمين ينبغي استبعادها لعدة أسباب من ضمنها أنها محاولة "للتدخل في العمل" والخوض في مواضيع علمية وقانونية معقدة خارج خبرة المساهمين. ومن الممكن أن يقوض تنفيذ الاقتراحات نموذج عمل الشركة الأساسي، وفقا لشركة ميرك التي كانت ترد على دراسة أجرتها عام 2021 مجموعة آي-ماك، وهي مجموعة بحثية تركز على عدم المساواة الصحية. وجد البحث أن "ميرك" قدمت 95 براءة اختراع ثانوية لدوائها كيترودا للسرطان.
وبحسب الادعاء، فإن اثنين من كل خمس طلبات براءات اختراع تتعلق "بأساليب الإنتاج والعمليات التي يمكن استخدامها لتصنيع الدواء" يمكن أن يعوقا المنافسة حتى بعد انتهاء براءة الاختراع الأساسية لدواء شركة ميرك.
تشير أبحاث "آي-ماك" إلى أن "ميرك" سعت إلى الحصول على 180 براءة اختراع على كيترودا الذي من المتوقع أن يكون الدواء الأكثر مبيعا في العالم هذا العام، حيث حقق مبيعات تصل إلى 24 مليار دولار. من المقرر أن يفقد الدواء الحصرية التي توفرها براءة اختراعه الأساسية في عام 2028، لكن عديدا من المحللين يعتقدون أن "ميرك" ستكون قادرة على استخدام "مجموعة براءات الاختراع" لتأخير دخول الأدوية المنافسة.
قال عمر رافات، محلل في "إيفركور آي إس آي"، "ملكية براءة اختراع كيترودا تتجاوز حقا عام 2028. إنهم يبتكرون ما وراء مركب الدواء الحالي، وهذه الاستراتيجية تدعم أرباح شركة ميرك في العقد المقبل".
أرسلت إليزابيث وارن، عضو مجلس الشيوخ الأمريكي، الأسبوع الماضي إلى كاثي فيدال مديرة مكتب براءات الاختراع الأمريكي رسالة، تحث فيها على التدقيق أكثر في طلبات شركة ميرك للحصول على براءات اختراع جديدة على "كيترودا"، بما في ذلك طريقة تقديم جديدة، حقنة تحت الجلد.
قالت وارن "ليس من الواضح على الإطلاق أن شركة ميرك تفعل أي شيء آخر غير توسيع قوة احتكارها للدواء".
في المقابل، قال متحدث باسم "ميرك"، "إن الشركة طورت عديدا من الابتكارات التي عززت فوائد (كيترودا) للوصول إلى عدد أكبر من المرضى وزيادة فعالية العلاج"، مضيفا "عندما يقتضي الأمر، تسعى (ميرك) إلى حماية ابتكاراتها الإضافية".

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES