Author

يوم العلم

|

لعل من المفيد أن أبدأ مقالي بالتعريف بشمولية التوجهات العامة اليوم، وتجاوز كثير من المعوقات في سبيل ترسيخ المواطنة وتحقيق الانتماء الذهني والنفسي وربطه بالانتماء المكاني. يعيش في المملكة بانوراما متنوعة من السكان، ويجمع بينهم كثير كلما تقدم الوقت وانتشرت وسائل التواصل والتعامل المجتمعي سواء كانت تقنية أو مادية.
تجد اليوم في كل مدينة تنوعا سكانيا ألغى كثيرا من المفاهيم التي سادت في الحقب الماضية، ومن أهمها الانتماء المناطقي المحدود الذي لا بأس في بقائه ضمن حدود معينة للتعريف بالذات وفهم التاريخ والعلاقات الاجتماعية المبنية على التعامل المنفتح بين فئات ومناطق المملكة في الماضي والحاضر. يرسخ هذا مفهوم التنمية المجتمعية المتوازية والمتنامية والمتعادلة.
في أزمان سابقة كانت هناك حاجة إلى دعم المنطقة أو المدينة أو المحافظة من قبل أبنائها الذين يملكون القدرة على الدعم أو تحقيق متطلبات الناس، هذه الحالة انحسرت اليوم بشكل كبير فالتنمية وصلت لمواقع لم يكن يتخيل الواحد وصولها إليها. بل إن كثيرا من الخدمات المقدمة في قرى صغيرة تتجاوز ما يمكن أن ينعم به سكان المدن الكبيرة بسبب قلة الازدحام والوفرة التي يحققها العدد المحدود من الناس مقابل الخدمة المقدمة.
شاهدت وغيري ما تعيشه مثل هذه القرى من وفرة في الخدمات التعليمية والصحية الأساسية والطرق، وما نتج عنها من انتشار الخدمات والأسواق التي تبحث عن المستهلك. يأتي في السياق وصول هذه المكونات بالمدن الكبرى وما يخطط لتوسعته من خدمات النقل العام سواء بالقطارات أو غيرها من وسائل الربط المهمة التي أنهت صعوبات الحركة والتواصل التي عاشتها هذه الجزيرة قرونا.
إننا في احتفالنا بيوم العلم نؤكد أن كل هذه المفاهيم أصبحت مشتركة لدى الجميع، ولنا أن نفخر بهذا التوازن الجميل بين كل مكونات المملكة الجغرافية، مع فخرنا بما حققه توحيد البلاد على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- ومع هذا الفخر يترسخ الإيمان بوحدة البلاد ورسوخ عقيدتها التي سطرت على العلم لتؤكد للعالم أن التوحيد هو النهج الأساس لهذه الدولة، وأنها عازمة على البقاء على هذا النهج بما يمثله تراثها الخالد في سيف الحق والعدل.
يوم العلم هو ترسيخ لمبدأ الانتماء الوطني بعموميته وتأكيد أهمية اجتماع كلمة الشعب وتوحد صفوفهم وراء الراية التي تحمل "لا إله إلا الله محمد رسول الله".

إنشرها