المرأة لماذا؟

سواء طرح الموضوع بهذه الصيغة أو بالعكس المرأة لماذا؟ نجد المعنى واحدا وهو لماذا الاهتمام بالمرأة؟ لماذا خصصت لها الأيام كامرأة وأم وكعاملة وسنت القوانين لمنحها حقوقها وكفل لها حق التعليم والعمل بما تعلمت؟ لأنها نصف المجتمع من حيث التكوين وكل المجتمع من حيث التأثير في النشأة والتكوين، نظرا إلى دورها الحيوي والرئيس في بناء البيوت وتربية الأجيال وهما عماد المجتمعات. لذا كان حريا أن تكون المرأة وكل ما يتعلق بها محور اهتمام الدول والقادة، لنتوقف عن البكاء والتباكي على حال المرأة، لنمنحها القوة والدعم بتربيتها الصحيحة والقويمة وندعها تنطلق محلقة في الأفق زارعة الخير أينما حلت...
عندما تلقي نظرة على تاريخ المرأة البعيد والقريب تجد من تربت في بيت ومجتمع يمنحها حريتها في حدود الشرع والعرف، تقوم بدورها على أكمل وجه ولا تحتاج إلى أن تكون ظلا لرجل بل سندا ودعما له، سواء كان أخا أو زوجا أو ابنا أو حتى غريبا لجأ إليها، كما تروي لنا قصص التاريخ. لقد أثبتت المرأة من خلال أدائها دورها المحوري في نهضة المجتمعات القديمة والحديثة، قدرتها على إحداث التغيير الإيجابي ونقل مجتمعها من حال إلى حال بوجودها الدائم والمتميز في جميع جوانب الحياة، فهي ليست في معزل عما يدور حولها من أحداث، بل تقف بجانب أخيها الرجل تسانده وتدعمه كعنصر أساسي في عملية التغيير!
فواقع المرأة ومدى تمكنها من القيام بأدوارها في المجتمع عامل أساسي في التغيير الإيجابي ـ ولنضع أكثر من خط تحت إيجابي ـ الذي تسعى إليه المجتمعات، فهي تلعب دورا أساسيا في بناء أسرتها التي تشكل نواة المجتمع برعايتها لهم وقيامها بكل مسؤوليات الأم التربوية، ودور عظيم في صيانة كيان هذه الأسرة بما تؤديه من دور الزوجة التي تعمر البيوت وتحافظ على أساساتها دون أن تظلم نفسها، فتقوم ما أعوج بذكائها وحسها الفطري الذي منحه الله لها!
وتعدى دورها في المجتمعات خصوصا الحديثة أسرتها وتربية أبنائها إلى قيامها بأدوار شتى في مجتمعها حسب مؤهلاتها العلمية والثقافية والاجتماعية، سواء في التعليم أو دعم المرأة المستضعفة والأسر المفككة والأطفال المشردين وكبار السن أو في مجال التطور العلمي والبحث والابتكار والصحة، وكذلك في الثقافة والفن والسياسة، ففي كل زاوية لها بصمة وبذلك تكون شريكا في صناعة التغيير الإيجابي الذي يبعد المجتمعات عن مزالق الفساد. لذا كان لزاما على المجتمعات تمكين المرأة بمنحها الموارد والاعتماد على قدراتها في إدارتها والاستفادة منها للارتقاء بالفرد والمجتمع.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي