Author

القائد الجوكر

|

توجد في أغلب بيئات العمل شخصيات قيادية لها القدرة على التعامل مع المهام بطريقة مهنية واحترافية في وقت الأزمات أو المهام الحساسة ذات الأهمية. هذه الشخصيات لديها مرونة عالية وقابلية للتعامل ومهارات متعددة في إكمال المطلوب.
تسمى هذه الفئة "الجوكر"، وتختلف مستوياتها من الموظف الجوكر إلى القائد الجوكر، لكنها تتشابه تماما في المهارات وآليات العمل. فالجوكر لديه إمكانات عالية في التواصل مع الآخرين، والعمل تحت الضغط وتحمل المسؤولية. ليس هذا فحسب، بل القدرة على التفكير خارج الصندوق والمهارات العالية في تجاوز الصعاب والتحديات، وأيضا ضمان جودة المخرجات.
كل قائد لديه "جوكر" للمهمات التي لا تحتمل تأخيرا أو تعطيلا أو فشلا. والسؤال في كيفية بناء شخصية الجوكر؟ وما الذي جعل هذه الفئة تختلف عن غيرها؟ ولماذا يعتمد عليها كثيرا رغم حجم المسؤوليات المتعددة؟ في الحقيقة، لا يخرج الجوكر إلا من رحم المعاناة والعمل الجاد وتنوع الخبرات، والأهم من ذلك قصص النجاح السابقة التي يرتكز عليها كرصيد يدعم المهمات المستقبلية.
لذلك تسعى المنظمات من خلال القادة إلى بناء شخصيات جوكرية تسهم في الإنجاز، والقائد الذكي هو من يوسع دائرة الجواكر ولا يقتصرهم على شخصيات محددة، لأن الاعتماد الكلي على شخص بعينه قد يتسبب في جوانب سلبية من التهميش وعدم الثقة وأيضا ذبول الروح المعنوية لدى بقية فريق العمل.
جميل أن تكون شخصية الجوكر حاضرة في بيئات العمل كصف ثان للقيادات، والأجمل لو تم التنويع على مستويات مختلفة لمنع ظهور شخصية الجوكر الواحد. فالإدارة بالجواكر "وحدهم" قد تقتل الطموح.
بالمختصر، القائد المتمكن هو من يصنع الجوكرية في روح كل موظف.

إنشرها