Author

فصل التوائم .. درة العمل الإنساني

|

من أهم المؤتمرات والمنتديات التي عقدت في الرياض خلال الفترة الماضية وهي كثيرة "منتدى الرياض الإنساني الثالث"، وتأتي أهمية هذا المنتدى من هدفه الإنساني الذي يجد القبول من الجميع دولا وشعوبا مهما كانت الاختلافات السياسية بينها، والسبب الثاني وهو مهم جدا كون هذا المنتدى يعقد في عاصمة دولة عرفت بالمسارعة لتقديم الدعم والمساهمات الإنسانية لكل المحتاجين في العالم دون التفرقة بين من تقدم لهم هذه المساعدات لأي سبب من الأسباب، كما تحرص هذه الدولة على تنويع مساهماتها حسب الحاجة حتى وصلت إلى ما يمكن أن يسمى "درة العمل الإنساني"، وهو عمليات فصل التوائم التي سنتحدث عنها فيما بعد.

وعودة إلى "منتدى الرياض الدولي الإنساني" الذي عقد الأسبوع الماضي، برعاية خادم الحرمين الشريفين، وافتتحه أمير منطقة الرياض، وشارك فيه نخبة من القادة والمانحين والعاملين والباحثين في مجال العمل الإنساني، نقول إن هذا المنتدى عقد في ظل التحديات التي تواجه العمل الإنساني في عدد من مناطق العالم، والحاجة الكبيرة إلى التمويل، ما يستدعي التنسيق بين الهيئات والمنظمات والدول لضمان إيصال المساعدات إلى المستحقين لها دون تأخير.
وتم استعراض تداعيات الزلازل التي ضربت سورية وتركيا وخلفت آلاف القتلى والجرحى كمثال على ذلك. وتحدث الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، فقال إن بلادنا قدمت خلال سبعة عقود مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 95 مليار دولار، استفادت منها 160 دولة حول العالم.

وتحدث أيضا الدكتور عبدالله الربيعة المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، فقال إن المجتمعين يناقشون ازدياد الاحتياج الإنساني واتساع فجوة التمويل وتوحيد الجهود وآليات تطوير العمل الإنساني، والأهم أن تتم الاستفادة من التطور الرقمي والذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات وتوزيع المساعدات والتحقق من وصولها سريعا وأثرها الإيجابي في الأرض، ويمكن الاستفادة من التجربة السعودية الناجحة في هذا المجال.
وعودة إلى عمليات فصل التوائم التي تعد درة العمل الإنساني وتمتاز بها السعودية، هذه الدولة المباركة التي تستجيب لطلب من يحتاجون إلى هذه العمليات لإنهاء معاناة أطفال تمت ولادتهم ملتصقين، وتمتد المعاناة أيضا إلى والديهم الذين يقفون حائرين وهم يستمعون إلى صراخ أطفالهم، وليس لهم حول ولا قوة، ولا يجدون في العالم كله من يساعدهم حتى جاء الأمل من دولة قيادتها وشعبها يحبون الخير للجميع، وتقديم المساعدة الإنسانية دون تقاضي أي أتعاب أو تكاليف.

وتولى ذلك فريق يقوده الدكتور عبدالله الربيعة، بصفته طبيبا ماهرا ولديه الحماس لتقديم عمل إنساني منوع لمن يحتاج إليه. وتم خلال أكثر من 30 عاما إجراء نحو 55 عملية ناجحة نشرت الفرح في 32 دولة، ولقد رأينا أخيرا كيف سجد والد أحد الأطفال بعد نجاح العملية باكيا بصوت مرتفع، وشاكرا لله ثم لدولة الإنسانية التي تقدم مثل هذه الخدمات الطبية المتطورة لمن يحتاج إليها مجانا.
وأخيرا: الحمد لله الذي جعل بلادنا منارة للعمل الإنساني المتطور عالميا. وأقول المتطور لأن العمل الإنساني التقليدي قد لا يستطيع مواجهة تحديات العصر.

ولذا أدخلت السعودية أساليب حديثة للعمل الإنساني ومنها إدراج الخدمات الطبية غير التقليدية مثل المستشفى التفاعلي الذي شارك بفعالية في تقديم الإسعافات لجرحى الزلازل عبر الاتصال عن بعد.

ويقوم تطور العمل الإنساني السعودي على عاملين مهمين، هما دعم القيادة، وحماس المواطنين والمقيمين للتبرع، حتى إن منصة "ساهم" لمصلحة متضرري الزلازل قد جمعت في عدة أيام أكثر من نصف مليار ريال.

إنشرها