Author

الأمن المائي وأهداف الاستدامة العالمية «2 من 3»

|

يجب أن تكون الطبيعية جزءا كبيرا من الحل. فأكثر من 99 في المائة من تخزين المياه العذبة على وجه الأرض في الطبيعة، ومع ذلك فإنها تعد إلى حد كبير أمرا مسلما به. ونحن بحاجة إلى زيادة إدراكنا لأهمية التخزين الطبيعي مثل المياه الجوفية والأراضي الرطبة والأنهار الجليدية واحتياطيات رطوبة التربة باعتبارها أساسية للبقاء على قيد الحياة وحمايتها وإدارتها وفقا لذلك. إن معرفة ما لدينا هي الخطوة الأولى نحو عدم اعتبار الطبيعة أمرا مسلما به واستنزافها دون داع، كما هو الحال في أجزاء كثيرة من العالم منذ عقود.
إن حالة عدم اليقين المتزايدة الناجمة عن تغير المناخ مروعة. فمن ناحية أخرى، يساعد التخزين البشري على التعويض عن التغير في مدى توافر المياه، وتخفيف حدة الظواهر المتطرفة، وتقديم الخدمات الأساسية. وهي تشمل الخدمات الحيوية مثل مياه الشرب النظيفة، بما في ذلك إمدادات المياه بالجملة للمدن المتنامية، ومكافحة الفيضانات، والطاقة النظيفة، والنقل، والري. ويمكن أن تساعد المياه المخزنة لإنتاج الغذاء على التخفيف من آثار موجات الجفاف، التي يمكن أن تؤثر سلبا في صحة وتنمية الفئات الأكثر احتياجا على مدى أجيال. وتظهر الشركات التي تتمتع بإمدادات مياه منتظمة أداء أعلى من تلك التي لديها إمدادات أقل انتظاما، خاصة في القطاع غير الرسمي. والأهم من ذلك أن خزانات الطاقة الكهرومائية هي مخزن للطاقة النظيفة، ما يساعد على التخفيف من حدة تغير المناخ.
ورغم أن المجتمعات المحلية والاقتصادات، الكبيرة منها والصغيرة، اعتمدت منذ وقت طويل على الحلول الطبيعية والبشرية والهجين، فقد تم تطويرها وإدارتها منذ فترة طويلة بشكل متفرق، بما في ذلك من تكلفة. وتخدم أنظمة التخزين المتنافسة أصحاب المصلحة المختلفين بخدمات مختلفة، وغالبا ما تفصلها التخوم أو الحدود، ما يؤدي إلى عدم التنسيق في التنمية أو إطلاق المياه وإلى خفض إجمالي المنافع عموما. ونظرا إلى أن أنواع التخزين الطبيعية مثل المياه الجوفية ومجمعات المياه والسهول الفيضية تعد في الأغلب أمرا مسلما به، فإن هناك نقصا في فهم الخدمات التي تقدمها لأصحاب المصلحة في مجموعة متنوعة من القطاعات والمواقع، ما يؤدي إلى تدهورها والإفراط في استخدامها. وتبرهن بعض استثمارات التخزين على عدم التكافؤ في مواجهة التحدي الذي يمثله تغير المناخ، وتحتاج إلى تغييرها لمعالجة الشواغل المتعلقة بالسلامة ومتطلبات الأداء، والتعامل مع الفيضانات المتزايدة.

إنشرها