الطاقة- النفط

أسعار النفط تتحرك في نطاق 10 دولارات صعودا وهبوطا منذ بداية 2023

أسعار النفط تتحرك في نطاق 10 دولارات صعودا وهبوطا منذ بداية 2023

الاقتصاد العالمي سوف يستمر في الاعتماد بشكل كبير على النفط الخام على مدار عقد مقبل.

تقلصت المخاوف في السوق النفطية بشأن تأثير العقوبات الغربية المفروضة على الإمدادات الروسية على الأسواق حيث استمر النفط والغاز الروسيان في التدفق حول العالم بتخفيضات تزيد على 30 في المائة.
ويبدو أن الحدود القصوى لأسعار المنتجات النفطية التي فرضها الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع في 5 فبراير الجاري كانت محدودة التأثير في منتجات النفط الروسية والعرض والطلب على النفط والمنتجات العالمية وذلك تماما مثلما حدث عندما تم فرض الحد الأقصى المماثل على أسعار استيراد النفط الخام الروسي في 5 ديسمبر الماضي.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن النفط الخام سيظل يقود مزيج الطاقة العالمي لأعوام عديدة مقبلة ويدلل على ذلك اعتراف الرئيس الأمريكي جو بايدن في خطاب حالة الاتحاد الأخير بأن الولايات المتحدة ستحتاج إلى موارد النفط الخام لعقد آخر على أقل تقدير مع عدم استبعاد احتمالية أن يكون هناك انخفاض كبير نسبيا في الطلب خلال عقد من الزمن بسبب نمو البدائل لكن ستظل الولايات المتحدة معتمدة بشكل كبير على النفط الخام.
وذكر المحللون أن الاقتصاد العالمي سيستمر في الاعتماد بشكل كبير على النفط الخام على مدار عقد مقبل، لافتين إلى أنه يجب أن تعكس سياسات الطاقة هذا الواقع، مشيرين إلى أن ذلك لا يمنع من الاستمرار في برامج تحول الطاقة بوتيرة قوية وسريعة داعين الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن التضييق على هذه الصناعة الأمريكية البالغة الأهمية.
وأكد سيفين شيميل مدير شركة "في جي أندستري" الألمانية، أن مخاوف نقص المعروض النفطي تقلصت رغم تخفيضات إنتاج تحالف "أوبك +"، مبينا أن مساعي أمريكية أدت إلى انخفاض سعر خام غرب تكساس الوسيط بشكل لافت بسبب توقعات اتساع الفجوة بين العرض والطلب.
من جانبه، قال روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، إن أسعار النفط الخام واجهت منذ بداية العام الجاري 2023 كثيرا من الصعوبات والتقلبات وقد تحركت أسعار البرميل في نطاق نحو عشرة دولارات صعودا وهبوطا في ظل حساسية السوق للعوامل النفسية وغياب اليقين نتيجة استمرار الحرب الروسية في أوكرانيا في تعكير صفو سوق الطاقة.
وذكر أنه على جانب الطلب تعززت التوقعات الإيجابية منذ إعلان تخلص الصين من قيود كوفيد وإنهاء الإغلاق ووقف سياسة صفر كوفيد المشددة، موضحا أن السوق النفطية رغم ذلك ظلت مقيدة بمخاوف المستثمرين أن ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية سيؤدي إلى حدوث ركود اقتصادي عالمي واسع.
من ناحيته، أكد ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن مكاسب نسبية لأسعار النفط الخام حدثت عقب إعلان ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي إن بلاده ستخفض الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا الشهر المقبل وقد أدى ذلك إلى تسجيل أكبر ارتفاع سعري في نحو أربعة أشهر ثم انخفض لاحقا تحت تأثير قوة الدولار الأمريكي.
وأضاف أنه رغم حظر الاتحاد الأوروبي لواردات جميع أنواع الوقود الخام والمكرر في موسكو تقريبا ووضع حد أقصى للسعر من جانب مجموعة السبع إلا أن من غير المرجح أن تدفع هذه الإجراءات أسعار النفط للارتفاع على المدى الطويل، مبينا أن إنتاج وصادرات الخام الروسي أثبتت قدرا عاليا من مرونة في مواجهة عدة موجات من العقوبات الغربية. بدورها، قالت مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة "أجركرافت" الدولية، إن عديدا من الاقتصادات الناشئة والنامية خاصة في الدول الآسيوية كثيفة السكان حريصة على شراء نفط خام رخيص ومنتجات نفطية مخفضة السعر من روسيا وذلك في الوقت الذي تكافح فيه مع ارتفاع الديون الخارجية وضعف العملة المحلية لكن عقبات مثل ارتفاع تكاليف الخدمات اللوجستية وعدم تطابق مواصفات المنتجات تقف في طريقها.
وذكرت أن العقوبات الغربية على إمدادات النفط الخام الروسي تمثل عبئا كبيرا على الأسواق في هذه المرحلة في ظل تخفيضات الإنتاج في "أوبك +" وحذر المنتجين الأمريكيين من العودة إلى الزيادات الإنتاجية السريعة التي تغرق الأسواق بالإمدادات، لافتة إلى أن أزمة الحرب في أوكرانيا وعدم اليقين بشأن الإمدادات جعلت المصافي تميل إلى إعطاء الأولوية لعقود التوريد مع منتجي النفط الخام في الشرق الأوسط.
وفيما يخص الأسعار، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 43 سنتا أو 0.5 في المائة إلى 86.18 دولار خلال التعاملات أمس بينما انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي 71 سنتا أو 0.89 في المائة إلى 79.43 دولار للبرميل.
وقال إدوارد مويا المحلل في أواندا "تجار الطاقة كانوا يتوقعون سماع أنباء عن تعويض احتياطي البترول الاستراتيجي (المسحوب) وعدم الاستفادة منها للحصول على مزيد من الإمدادات".
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 84.23 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 83.62 دولار للبرميل في اليوم السابق. وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق خامس ارتفاع له على التوالي وإن السلة كسبت نحو ستة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 78.25 دولار للبرميل.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط