تقارير و تحليلات

صناعة الصحافة والأخبار .. الإيرادات والاندماجات والتأثير الرقمي

صناعة الصحافة والأخبار .. الإيرادات والاندماجات والتأثير الرقمي

صناعة الصحافة والأخبار .. الإيرادات والاندماجات والتأثير الرقمي

صناعة الصحافة والأخبار .. الإيرادات والاندماجات والتأثير الرقمي

صناعة الصحافة والأخبار .. الإيرادات والاندماجات والتأثير الرقمي

صناعة الصحافة والأخبار .. الإيرادات والاندماجات والتأثير الرقمي

تعد صناعة الصحافة والأخبار من أقدم المهن وأكبرها تأثيرا في حياة البشرية، حيث تناقل الناس الأخبار والمعلومات بطرق مختلفة ووسائل متنوعة، وفي الأعوام القليلة الماضية بدأت الصحافة الرقمية تغطي على الصحافة الورقية التقليدية، ولم تقض عليها تماما. لا شك هناك تراجع كبير حول العالم على مستوى الصحافة الورقية، إلا أن مهنة الصحافة ودور الصحف والمجلات لم يتغير كثيرا، مجرد أن تم فتح قنوات جديدة لإيصال الخبر والمعلومة، وكثير من مؤسسات الصحافة حول العالم استفاد من هذه القنوات الرقمية الجديدة.
انطلاق الصف والصحافة
ينسب صدور أول صحيفة إلى الدولة الرومانية في 59 قبل الميلاد، أما الصحف الحديثة فقد بدأت الظهور في 1566 في البندقية في إيطاليا، حيث كانت الصحف تهتم بالسياسة والصراعات العسكرية، وكانت مكتوبة بخط اليد، لذلك لم تنتشر أو تستمر بشكل كبير. شهد 1609 ظهور أول صحيفة أسبوعية استغلت فيها الطباعة بقوالب الحروف الجاهزة، وقد أحدث ذلك نموا في الطباعة بمعدل ألف ضعف مقارنة بالطباعة اليدوية، وبتكلفة أقل بكثير. ومع دخول المحرك البخاري في 1833 استخدمت صحيفة "ذا صن" الآلات البخارية في عملية الطباعة، ما ضاعف من عملية الإنتاج إلى 144 ضعف ما كانت عليه حينها، لتصل إلى 18 ألف ورقة في الساعة، ليصبح بالإمكان بيع الصحيفة ببنس واحد فقط.
وأول صحيفة مطبوعة بالألوان كانت تعرف بأخبار لندن المصورة وتم إصدارها في 22 كانون الأول (ديسمبر) 1855، وكانت مكونة من ثماني صفحات فقط، واليوم هناك عديد من آلات الطباعة التي تصل سرعة البعض منها إلى 100 ألف صحيفة في الساعة.
وصلت الصحف إلى المستعمرات الأمريكية في 1690، وفي أواخر القرن الـ19 كان أغلب الصحف يسعر بنحو ستة سنتات للنسخة الواحدة، وهي قيمة أكبر من مقدرة الطبقة المتوسطة في ذاك الوقت، وقد وصلت مبيعات صحيفة "كوريير آند إنكوايرر" في نيويورك إلى 4.5 ألف صحيفة في اليوم.
يوجد اليوم نحو 11 ألف صحيفة يومية في العالم، من بينها 1400 صحيفة مدفوعة الأجر في الولايات المتحدة وحدها بخلاف الصحف غير المدفوعة، وقد كانت ذروة الصحف الأمريكية في أوائل هذا القرن بإجمالي 24 ألف صحيفة يومية وأسبوعية. أما في 2020 فقد تراجع عدد الصحف اليومية وغير اليومية إلى 6800 صحيفة في الولايات المتحدة، متراجعة من تسعة آلاف صحيفة في 2004.
أنواع الصحف وأعلاها انتشارا
يمكن تقسيم الصحف الورقية إلى عدة أنواع حسب أحجام الطباعة، من أهمها صحف "التابلويد"، وهي صحف بمقاس 28*35 سنتيمترا، تتميز بكونها عملية ومريحة للقراءة ومنخفضة التكلفة، والنوع الآخر الصحف التقليدية ويكون مقاسها نحو 38*58 سنتيمترا. وتتنوع الصحف والمجلات بين صحف يومية تهتم بالأخبار، وصحف ومجلات أسبوعية تشمل التقارير التفصيلية المتخصصة ومقالات الرأي والتقارير الاستقصائية، إلى جانب صحف شهرية أو فصلية أو حتى سنوية، وتكون أكثر تخصصا أو تكون متعلقة بحدث دوري محدد أو مناسبات أخرى غير دورية.
من حيث المحتوى، هناك الصحف العامة وفيها يتم إبراز أهم الأحداث في شتى المجالات، وهناك الصحف المتخصصة التي ترتكز فيها استراتيجية الصحيفة على مجال معين كالصحف الرياضية أو الاقتصادية أو التعليمية أو الطبية أو الفنية، إلا أن أكثر الصحف انتشارا هي الصحف العامة.
أما أكبر الصحف توزيعا في العالم هي صحيفة "يوميوري شيمبون" اليابانية، وهي صحيفة متنوعة يبلغ متوسط توزيعها اليومي سبعة ملايين نسخة وتنشر بنسختين صباحية ومسائية وبعدة طبعات محلية مختلفة. وفي اليابان كذلك أكبر صحيفة متخصصة في مجال المال والاقتصاد هي "مؤشر نيكاي"، ويباع منها نحو ثلاثة ملايين نسخة يوميا، وهي الجهة ذاتها المسؤولة عن احتساب مؤشر نيكاي منذ 1950. أما أعلى الصحف توزيعا في الولايات المتحدة فهي صحيفة "يو أس إيه توداي"، بتوزيعات تبلغ 2.6 مليون نسخة وبأكثر من نصف مليون مشترك.
شركات تعمل في مجال الصحافة والأخبار
تبلغ القيمة السوقية لأكبر 73 شركة مدرجة في أسواق الأسهم الأمريكية وتعمل في مجال الصحافة والإعلام أكثر من نصف تريليون دولار، تسيطر الولايات المتحدة وحدها على 38 شركة منها، تليها في ذلك الهند بتسع شركات، ثم كندا بـست شركات. إحدى أهم شركات الصحافة والأخبار هناك شركة تومسون رويترز، وهي الشركة الأم لوكالة "رويترز" الشهيرة، التي انطلقت منذ أكثر من 170 عاما وتعمل في مجالات أخرى غير نقل الأخبار، كالأعمال القانونية للشركات وخدمات الضرائب والمحاسبة والبيانات المالية. وقد سجلت الشركة أعلى قيمة سوقية لها في 2021 حيث بلغت حينها 58 مليار دولار، وهو العام الذي حققت فيه الشركة أعلى مستوى لصافي الأرباح بمبلغ 5.7 مليار دولار.
من جنوب إفريقيا هناك شركة مدرجة في الأسواق الأمريكية وهي "ناسبرز" التي تعمل من خلال قطاع الإعلانات المبوبة والمدفوعات الرقمية والتجارة الإلكترونية، إلى جانب نشاطاتها في مجال الصحافة والنشر والتوزيع سواء للصحف أو المجلات المطبوعة أو الرقمية، وتتميز الشركة بهامش ربحية جيد يتجاوز 26 في المائة من إيراداتها.
هناك شركات أخرى معروفة ومؤثرة، وهي كذلك مدرجة في الأسواق، أهمها شركة نيوز كورب التي تعمل في عدة مجالات إعلامية وتمتلك صحفا عديدة مثل "ذا صنداي" و"هيرالد" و"تليجراف" وغيرها. وتبلغ قيمتها السوقية أكثر من عشرة مليارات دولار، وإيراداتها السنوية تتجاوز عشرة مليارات دولار بربحية تصل إلى 299 مليون دولار، ولديها ديون بمقدار 4.1 مليار دولار، الشركة الأخرى المدرجة هي الشركة الأم لصحيفة "نيويورك تايمز" بقيمة سوقية 6.5 مليار دولار، ومبيعات بمقدار 2.3 مليار دولار وأرباح لآخر 12 شهرا بلغت 174 مليون دولار.
صحف أغلقت أو اندمجت وأخرى تم الاستحواذ عليها
أدت فترات الركود والازدهار الرقمي بين 2008 و2020 إلى التأثير السلبي في اقتصادات الصحف، ما دفع البعض منها إلى الإغلاق أو الاندماج، حيث تم إغلاق أو اندماج نحو 2514 صحيفة أمريكية في الفترة 2004 إلى 2022، وتشير بعض التقارير إلى أن معدل إغلاق الصحف يصل إلى أكثر من صحيفتين أمريكيتين أسبوعيا. ومن دلائل تراجع صناعة الصحف الورقية في الولايات المتحدة انخفاض إجمالي التوظيف 70 في المائة وانخفاض عدد المصورين 80 في المائة.
يقدر أن نصف الصحف اليومية مملوكة من قبل أكبر عشر شركات إعلامية كبرى، في حين تمتلك "جانيت" Gannett نحو 487 صحيفة في 42 ولاية منها 236 صحيفة يومية، حيث تم الاستحواذ على عدد من الصحف المحلية التي كانت تنشر 85 في المائة من الأخبار الوطنية في أمريكا. معظم الصحف مملوكة من قبل شركات ملكية خاصة كبرى أو من قبل صناديق تحوط أو من قبل أثرياء أفراد، بعض هذه الشركات مدرجة في الأسواق المالية.
في 2019 اندمجت جانيت و "جات هاوس" بقيمة 1.1 مليار دولار ونتج عن هذا الاندماج الاستحواذ على نحو 260 صحيفة يومية وعدد من الصحف والمجلات الأسبوعية ما أدى إلى تسريح عدد كبير من العمال نتيجة التزام الشركة بخفض التكاليف بمبلغ 300 مليون دولار. كذلك استحوذت "بي إتش ميديا" على "لي انتربرايس" مقابل 140 مليون دولار من قبل الشركة الأم "بيركشاير هاثاوي"، المملوكة بنسبة كبيرة للملياردير وارين بوفيت، ليصبح إجمالي الصحف لديها 30 صحيفة يومية و49 أسبوعية. وفي استحواذ آخر، قام صندوق التحوط "تشاتام" في أيلول (سبتمبر) 2020 بالاستحواذ على الشركة المفلسة "ماكلاتشي" التي كانت تدير نحو 29 صحيفة يومية في 14 ولاية أمريكية. أما الملياردير جيف بيزوس مؤسس شركة أمازون للتجارة الإلكترونية فقد قام بصفته الشخصية بالاستحواذ على صحيفة "واشنطن بوست" بقيمة 250 مليون دولار، التي كانت في حينها تحتل المرتبة السابعة من حيث التوزيع وتأتي كثاني أفضل صحيفة أمريكية بعد "نيويورك تايمز".
محصلة عمليات الاندماج والاستحواذ هذه أدت إلى خفض الوظائف في الصحافة من 366 ألف وظيفة في 2006 إلى 107 آلاف وظيفة في 2021، وكانت أقسام الإنتاج والتوزيع هي الأكثر تأثرا حيث انخفضت الوظائف من 98 ألف إلى 17 ألف وظيفة خلال 15 عاما فقط. السبب في خفض الوظائف أنه بمجرد تسلم الشركات الكبرى زمام الأمور فهي تبدأ دمج الوظائف، كوظائف المبيعات والتحرير والمحاسبة، ويستبدل المحررون والناشرون في الصحف المحلية بأمثالهم الإقليميين، ويتم دمج الصحف الصغيرة بالصحف الأسبوعية أو بجريدة يومية كبرى.
كما أن هذه العمليات التقشفية أدت إلى انخفاض عدد الصحافيين في الولايات المتحدة من 75 ألف إلى 31 ألف صحافي في الفترة من 2005 إلى 2021، وبالمقابل ازداد عدد الصحافيين العاملين في مجال الأخبار الرقمية بنحو عشرة آلاف منذ 2008.
بعض الصحف تحولت بالكامل من النسخ الورقية إلى الرقمية، ومنها صحيفة "إندبندنت البريطانية"، وذلك بعد أن تراجعت مبيعاتها من 428 ألف إلى 28 ألف نسخة يومية. وقبل ذلك توقفت "لابريس" الفرنسية عن الطباعة بعد 131 عاما من النسخ المطبوعة لتصبح رقمية بدءا من 2016. ومن المقرر في نهاية الشهر الجاري أن تتوقف ثلاث صحف عن الطباعة في ولاية ألاباما الأمريكية وذلك بعد أن تم تقليص عدد أيام النشر إلى النصف منذ نحو عشرة أعوام.
تراجع إيرادات الصحف الورقية وارتفاع الإيرادات الرقمية
بلغ إجمالي إيرادات الصحف والمجلات عالميا خلال 2022 نحو 167 مليار دولار نزولا من 210 مليارات دولار في 2017، في حين من المتوقع أن تنخفض الإيرادات إلى 154 مليار دولار بحلول 2027، ويعود ذلك إلى انخفاض إيرادات الصحف والمجلات الورقية 28 في المائة خلال خمسة أعوام، ومن المتوقع أن تواصل الانخفاض خلال الأعوام الخمسة المقبلة بـ18 في المائة.
ومقابل التراجع في إيرادات الصحف والمجلات الورقية ارتفعت إيرادات الصحف والمجلات الرقمية من 30 مليار دولار في 2017 إلى 37 مليار دولار في 2022، ومن المتوقع أن تزيد إلى 43 مليار دولار في 2027. هذا يعني أن إيرادات الصحف والمجلات الرقمية نمت بمعدل 23 في المائة خلال خمسة أعوام، ومن المتوقع مواصلة النمو بـ18 في المائة في الأعوام الخمسة المقبلة.
استحوذت الولايات المتحدة على 43 مليار دولار من إيرادات سوق الصحافة، تليها الصين بإجمالي 22 مليار دولار، فيما أتت إيرادات كل من اليابان وألمانيا وفرنسا، 16، 11، وستة مليارات دولار على التوالي. أما في السعودية، بحسب بيانات "ستاتيستا"، فقد بلغت إيرادات الصحف والمجلات نحو 750 مليون دولار.
تحول صناعة المطابع إلى مجالات أخرى
النسخ الورقية معرضة لتقلبات أسعار الورق التي تشكل جزءا كبيرا من تكاليف الطباعة، حيث ارتفعت أسعار ورق الصحف 50 في المائة بنهاية 2021. كما أن عددا من المصانع المختصة في الطباعة حول العالم قامت بتحويل آلياتها ومطابعها إلى مجال تصنيع مواد التعبئة والتغليف للتجارة الإلكترونية بدلا عن ورق الصحف، مثال ذلك ما قامت به شركة "يو بي أم" الفنلندية من تحويل طاحونة صناعة ورق الصحف إلى صانعة حاويات وتغليف في ويلز، في حين حول مصنع روسي نصف إنتاجه إلى التغليف بعد أن كان نحو 70 في المائة منه مخصص لصناعة ورق الصحف.
وارتفعت أسعار طباعة الصحف الأوروبية بين 50 إلى 70 في المائة خلال الربع الأول من 2022 على أساس سنوي، وفي آسيا ارتفعت بين 25 إلى 45 في المائة.
مصادر تحقيق الإيرادات ودور الإعلانات
مصادر تحقيق الإيرادات في الصحف عديدة، منها القيمة السعرية التي تباع بها الصحف، سواء بشكل يومي للنسخة الورقية أو دوري للنسخة الرقمية، وهناك أيضا الإعلانات التي يكون لها القيمة الأكبر في عائدات الصحف، إلى جانب التسويق المباشر من خلال التقارير أو المقالات أو البيانات المختلفة للشركات، وعائدات الرعاية والدعم الحكومي أو الخاص أو الخيري.
انخفض الإنفاق على الإعلانات التقليدية بـ1.4 خلال الفترة من شباط (فبراير) 2012 إلى فبراير 2022، وذلك على الرغم من ارتفاع ميزانية الشركات الإجمالية للتسويق بـ7.8 في المائة خلال الفترة نفسها. ومن المتوقع أن يرتفع إنفاق الشركات بنهاية فبراير المقبل على الإعلانات التقليدية بـ11.7 في المائة.
تعزى أسباب ارتفاع الإنفاق على الإعلانات التقليدية إلى تنامي بعض جوانب القصور في الإعلانات الرقمية، بحسب بعض الخبراء، ومن ذلك أن الإعلانات الرقمية تحجب المحتوى وتشوش على تركيز القارئ، بعكس الإعلانات التقليدية في الصحف أو الراديو أو التلفزيون التي تكون فيها الإعلانات منضبطة أكثر وتتمتع بجمالية وتنسيق في الأغلب تفتقره الإعلانات الرقمية.
من جانب آخر، هناك تحديات تواجه الإعلانات الرقمية بسبب تشريعات جهات كثيرة، كالمفوضية الأوروبية، المتعلقة بمنع تتبع بيانات الأفراد بدوافع الخصوصية، ما سيؤدي إلى عرقلة التسويق الإلكتروني وإبطال آلية الاستهداف التي يعتمد عليها في ذلك.
بحسب التوقعات والدراسات في مجال الإعلان والتسويق الرقمي من المتوقع أن تنمو سوق الإعلانات المطبوعة إلى 47 مليار دولار خلال هذا العام، وأن يكون الجزء الأكبر للصحف بقيمة 33 مليار دولار، نصيب الولايات المتحدة منها نحو 11 مليار دولار. ومن المتوقع أن يصل عدد قراء الإعلانات المطبوعة إلى نحو 1.4 مليار بحلول 2027، وأن يصل متوسط الإنفاق الإعلاني لكل قارئ في إعلانات الصحف إلى 26 دولارا خلال 2023.
أما في المملكة، من المتوقع أن يصل الإنفاق على الإعلانات المطبوعة إلى 340 مليون دولار خلال، بحسب "ستاتيستا"، وأغلب ذلك لمصلحة الصحف، بمقدار 337 مليون دولار. وبحسب التقديرات ذاتها، من المتوقع أن يصل عدد قراء الإعلانات المطبوعة في السعودية 6.7 مليون قارئ بحلول 2027 وأن يصل الإنفاق لكل قارئ في قطاع إعلانات الصحف 57 دولارا خلال العام الجاري.
جاذبية الصحف الرقمية
تتميز النسخ الرقمية من الصحف في مرونة النشر على مدار الساعة، إلى جانب النشر الفوري للأخبار والقدرة على التحديث الفوري، كما أن من الممكن أن تشتمل منصة رقمية واحدة على عدد كبير من المجالات، كالرياضة والاقتصاد والفن والتقنية والصحة وغيرها. وتتميز النسخ الرقمية كذلك في احتوائها على عدد كبير من الصور ومقاطع الفيديو والشروحات والإيضاحات، وهو ما لا يمكن القيام به في النسخ الورقية.
إضافة إلى ما سبق تتميز النسخ الرقمية بالتفاعل المباشر والفوري مع القراء وأخذ الآراء حول المحتوى المنشور وإثراء المحتوى، إلى جانب استطاعة القارئ مشاركة المحتوى مع الآخرين والرجوع إليه بيسر وسهولة في أي وقت من الأوقات، والبحث فيه وتحليل المحتوى وتصنيفه.
دور الحاسب والإنترنت في الصحافة ونقل الأخبار
ساعد كل من الحاسب الآلي وخدمة الإنترنت في مجال الصحافة والأخبار، فعبر الحاسب الآلي يمكن تحرير النصوص والصور وتحليل البيانات التي يحتاج إليها تقرير أو خبر ما، بشكل أسرع وباحترافية أكبر. ويمكن العمل من خلال فريق متكامل لكتابة النصوص وتعديلها من خلال برامج النشر ومعالجة الكلمات، والاستفادة من الخدمات السحابية وبرامج التعاون والتشارك في إعداد المحتوى.
عززت تقنيات الحاسب والإنترنت من اللامركزية في الطباعة والقدرة على نشر الصحف في عدة دول عالمية في التوقيت نفسه لنشرها المحلي، وفي الوقت نفسه هذه التقنيات هي التي أثرت سلبا في انتشار الصحف الورقية.
خاتمة
في هذا التقرير عن صناعة الصحافة استعرضنا بشيء من الإيجاز تاريخ الصحافة وما مرت به من تطورات، وناقشنا دور الصحافة الرقمية وتأثيرها في الصحافة التقليدية، وتطرقنا إلى حقيقة إغلاق عدد من الصحف الورقية حول العالم، وكيف أن كثيرا من المؤسسات الصحافية انتقلت إلى المجال الرقمي، وأن دور الصحافة لم يتغير، فقط تمت الاستفادة من قنوات رقمية جديدة لم تكن متاحة من قبل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من تقارير و تحليلات