الطاقة- النفط

تزايد شهية المصافي للنفط يجعل الصين مصدرا لنصف نمو الطلب العالمي في 2023

تزايد شهية المصافي للنفط يجعل الصين مصدرا لنصف نمو الطلب العالمي في 2023

توقع محللون نفطيون أن تستمر المكاسب السعرية للنفط الخام خلال الأسبوع الجاري، بعد مكاسب بنحو 8 في المائة في ختام الأسبوع الماضي، مع استمرار تعافي الطلب العالمي على النفط الخام في الصين.
وأوضحوا أن تحالف "أوبك +" سيأخذ في الحسبان كيفية تلبية الطلب المتزايد في الصين، وهي أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، الذي من المرجح أن يحقق نموا واسعا، قبل الاجتماع الوزاري للجنة مراقبة الإنتاج للتحالف في مطلع أبريل المقبل.
وتوقعوا أن الصين ستكون مصدرا لنصف نمو الطلب العالمي على النفط هذا العام، مع وصول إجمالي الطلب العالمي على النفط إلى مستوى قياسي، مشيرين إلى أن روسيا تحولت بالفعل إلى أسواق آسيا باعتبارها سوقا رئيسة لمبيعات النفط الخام والوقود، بعد فرض العقوبات الغربية، وأبرزها الحظر وسقف الأسعار.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أيه" لخدمات الطاقة "إن أسعار النفط الخام مرشحة لمواصلة المكاسب خلال الأسبوع الجاري بالتزامن مع تعافي الطلب الصيني"، موضحا أن روسيا تعرض حاليا نفطها بخصومات كبيرة ويمكن أن تجتذب مزيدا من المشترين الصينيين الذين لا يلتزمون بسقوف أسعار مجموعة السبع.
وأشار إلى قناعة السوق بأن الطلب في آسيا سيرتفع بدءا من الربع الثاني فصاعدا، حيث إن إعادة الافتتاح تضع ضغوطا تصاعدية على الطلب العالمي على النفط -بحسب تأكيدات وكالة الطاقة الدولية- التي ذكرت أن نصف نمو الطلب لهذا العام من المقرر أن يأتي من النمو الصيني في الاستهلاك.
أما دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية فيرى أن حظر الاتحاد الأوروبي على المنتجات النفطية الروسية -المطبق من 5 فبراير الجاري- لم تتضح بعد تأثيراته بالكامل في السوق، مرجحا أن يواجه المعروض النفطي حالة من الضيق تدريجيا مع اتساع تأثير العقوبات الغربية في الصادرات الروسية.
وأشار إلى أن روسيا قامت بالفعل بتحويل معظم صادراتها من زيت الوقود وزيت الغاز إلى آسيا والشرق الأوسط حتى قبل دخول حظر الاتحاد الأوروبي على المنتجات البترولية الروسية حيز التنفيذ في 5 فبراير الجاري، واستفاد المستهلكون من المنتج الروسي الرخيص مع عدم وجود حصص استيراد النفط الخام لعديد من المصافي الخاصة.
ويوضح بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة أن الإمدادات الروسية تتسع في الأسواق الصينية بسبب الخصومات السعرية الكبيرة مع تصاعد الاستهلاك في البلاد ونشاط حركة السفر والتنقل بمستويات ما قبل الجائحة نفسها، مشيرا إلى أن المصافي الصينية الخاصة تظهر بالفعل شهية أوسع ومستمرة لشراء الإمدادات طالما أن هناك حافزا سعريا كافيا، وهذا يمكن أن يسمح لها أيضا بتجاوز قيود حصص واردات النفط الخام.
ولفت إلى أن السوق النفطية تتابع بدقة تأثير سقف الأسعار الذي فرضته مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي على أسعار الوقود الروسي، مشيرا إلى بيانات "ستاندرد آند بورز جلوبال" التي تظهر أن الطلب من الصين لم يحقق حتى الآن الازدهار المتوقع له، الذي قد يحدث على نطاق واسع في النصف الثاني من العام الجاري.
وتقول أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب"، "إن التوقعات تميل إلى استكمال وتيرة المكاسب التي حدثت في نهاية الأسبوع الماضي، بعدما قفزت أسعار النفط".
وأشارت إلى أن تحالف "أوبك +" على قناعة تامة بالاستمرار في الحفاظ على توازن أسواق النفط العالمية على نطاق واسع، والتمسك بفكرة عدم إجراء تغييرات في سياسة "أوبك +".
من ناحية أخرى، وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، سجلت أسعار النفط مكاسب كبيرة عند تسوية تعاملات الجمعة، لتحقق مكاسب أسبوعية تتجاوز 8 في المائة.
وجاءت مكاسب الأسعار بدعم من قرار روسيا بالخفض الطوعي للإنتاج في مارس المقبل بنحو 500 ألف برميل يوميا.
من جانب آخر، ارتفع العدد الإجمالي للحفارات النشطة في الولايات المتحدة بمقدار اثنين هذا الأسبوع حيث تزايد إجمالي عدد الحفارات إلى 761 هذا الأسبوع - 126 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في 2022 و314 منصة أقل من عدد الحفارات في بداية 2019 قبل انتشار الوباء.
ولفت التقرير الأسبوعي لشركة بيكرهيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر إلى ارتفاع الحفارات النفطية في الولايات المتحدة بمقدار عشرة هذا الأسبوع إلى 609 بعد انخفاضها بمقدار عشرة في الأسبوع السابق، وانخفض عدد منصات الغاز بمقدار ثماني منصات إلى 150، بينما بقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند اثنين، مشيرا إلى انخفاض عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار اثنين بينما انخفض عدد الحفارات في "إيجل فورد" بمقدار واحد.
ونوه إلى ارتفاع إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة مائة ألف برميل يوميا إلى 12.3 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 3 فبراير -وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية- حيث زادت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 700 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط