الطاقة- النفط

النفط .. تقلبات سعرية مستمرة مع ارتفاع المخزونات وقوة الإمدادات الروسية

النفط .. تقلبات سعرية مستمرة مع ارتفاع المخزونات وقوة الإمدادات الروسية

توقع محللون نفطيون استمرار تقلبات أسعار النفط الخام خلال الأسبوع الجاري بعد خسائر في الأسبوع الماضي بسبب ارتفاع المخزونات النفطية الأمريكية واستمرار تدفق الإمدادات الروسية، إضافة إلى حالة عدم اليقين بشأن الطلب الصيني.
وذكر المحللون أن التوقعات العالمية لسوق النفط الخام في العام الجاري واعدة مع ظهور مصادر إمداد جديدة وفيرة في النرويج وجيانا وخارجهما ولكن التوترات والمخاطر السياسية وأسعار الفائدة المرتفعة قد توفر رياحا معاكسة أمام ضخ إمدادات جديدة خاصة في الولايات المتحدة بينما يبدو إنتاج النفط الصخري مستقرا مع استمرا تطوير الإنتاج في حوض بيرميان.
وسلطوا الضوء على بيانات دولية تشير إلى توقعات بتسجيل أكبر خمس شركات نفطية كبرى في العالم أرباحا قياسية لـ2022 بنحو 200 مليار دولار من الأرباح السنوية المجمعة بفضل قفزة أسعار النفط والغاز في العام الماضي.
ونوهوا إلى مطالبة الإدارة الأمريكية لشركات الطاقة بالاستثمار في مزيد من الإمدادات أو مواجهة ضرائب أعلى حيث عدت واشنطن أن شركات الطاقة استفادت كثيرا من الحرب وحققت أرباحا طائلة دون أي مردود إنتاجي أو استثماري.
وتوقعوا أن تنخفض أرباح الشركات الكبرى لـ2023 من الرقم القياسي لـ2022 إلى نحو 150 مليار دولار، موضحين أنه على الرغم من تداول أسعار النفط دون 90 دولارا للبرميل في الأسابيع الأخيرة من 2022 وزيادة الأسعار على أساس سنوي بنحو 10 في المائة فقط العام الماضي مقارنة بـ2021 إلا أن التقلب الشديد والارتفاعات المتكررة فوق 100 دولار للبرميل ساعدت على دعم اقتصادات جميع شركات النفط.
وفي هذا الإطار، يقول روس كيندي العضو المنتدب لشركة "كيو إتش أيه" لخدمات الطاقة إن التقلبات السعرية مستمرة في ضوء ترقب السوق لاجتماع وزراء "أوبك+" مطلع شباط (فبراير) المقبل ويليه في الخامس من فبراير بدء تطبيق الحظر الأوروبي على واردات المنتجات النفطية الروسية وهي تطورات غير معروف حتى الآن مدى تأثيرها في استقرار وتوازن السوق في الأيام المقبلة.
وأشار إلى ترقب السوق لإعلان شركات الطاقة في الأيام المقبلة عن أرباحها وميزانيات العام الجاري، موضحا أن أغلب التقارير الدولية تتوقع أن يسجل قطاع الطاقة أعلى نمو للأرباح السنوية لجميع القطاعات عند 151.7 في المائة، ولا سيما وأن أسعار النفط والغاز سجلت انخفاضات مؤثرة في الربع الرابع من العام الماضي ولكن أنشطة التكرير صمدت.
أما دامير تسبرات مدير تنمية الأعمال في شركة "تكنيك جروب" الدولية فيرى، أن زيادة الإنتاج والإمدادات النفطية ما زال محدودا وحذرا سواء في تحالف "أوبك+" أو خارجه مما يتوقع معه استمرار صعود أسعار النفط نتيجة الطلب الصيني الذي يتجه إلى استعادة زخمه السابق بعد رفع قيود الإغلاق كافة وإنهاء سياسات "صفر كوفيد" التي نالت كثيرا من الطلب على مدار الأشهر القليلة الماضية.
وأوضح أن الاستثمارات النفطية الجديدة خاصة في مشاريع المنبع ما زالت أقل من احتياجات المستهلكين بسبب ضغوط الوصول إلى الحياد المناخي وبالرغم من أن الأرباح هذا العام ستكون ضخمة مقارنة بالأعوام التي سبقت عام 2022 إلا أن شركات النفط الكبرى تركز على مكافأة المساهمين بالفائض النقدي وهو الأمر الذي أثار استياء كبار المستهلكين.
ويشير، بيتر باخر المحلل الاقتصادي ومختص الشؤون القانونية للطاقة إلى أن الاعتماد على النفط والغاز كمكون رئيس في مزيج الطاقة العالمي سيستمر لعقود مقبلة خاصة في ظل اعتماد أسرع اقتصادات العالم نموا عليه في التنمية بشكل أساسي.
وأوضح أن احتياجات الطاقة في شبه القارة الهندية زادت بشكل كبير ووفقا للأرقام الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية تضاعف استهلاك الطاقة في الهند أكثر من الضعف منذ 2000 وحصل أكثر من 900 مليون هندي على الكهرباء خلال العقدين الماضيين كما تتوقع وزارة الطاقة الفيدرالية الهندية زيادة الطلب الوطني على الكهرباء بنسبة تصل إلى 6 في المائة كل عام على مدى الأعوام العشرة المقبلة.
وترى، أرفي ناهار مختص شؤون النفط والغاز في شركة "أفريكان ليدرشيب" الدولية إلى أن منظومة الطاقة العالمية تواجه حاليا عديدا من التحديات والمخاوف المستقبلية، لافتة إلى تحول التركيز الدولي حاليا من انتقال الطاقة إلى أمن الطاقة حيث يتزايد الطلب على النفط والغاز منذ المستويات المنخفضة للوباء.
وتوقعت أن يلعب النفط والغاز دورا كبيرا في تعزيز النمو الاقتصادي حيث يمكن للصناعة أن تساعد في مكافحة فقر الطاقة، موضحة أن تصاعد الخلاف الروسي - الغربي يشكل خطرا على استقرار وتوازن سوق النفط والغاز العالميين ومع ذلك فإن إعادة فتح الصين قد يسد الفجوات السابقة بين العرض والطلب من خلال انتعاش الطلب العالمي مجددا وعودته إلى مستوياته الطبيعية بعد أزمة جائحة كورونا، مشددة على الآفاق الإيجابية لصناعة الطاقة التقليدية.
من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، انخفضت أسعار النفط عند تسوية تعاملات الجمعة إذ سجل الخام الأمريكي خسائر أسبوعية بنحو 2 في المائة، وعند التسوية، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 0.9 في المائة عند 86.66 دولار للبرميل، كما انخفضت العقود الآجلة للخام الأمريكي بنسبة 1.6 في المائة مسجلة 79.68 دولار للبرميل.
وقال جون كيلدوف الشريك في الشركة الأمريكية جين كابيتال إنه إذا استمرت الإمدادات الروسية قوية في الشهر المقبل فمن المرجح أن تواصل أسعار النفط انخفاضها، مضيفا أن عمليات جني الأرباح قبل نهاية الأسبوع ربما تسهم أيضا في هبوط الأسعار.
من جانب آخر، ظل العدد الإجمالي لمنصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة على حاله هذا الأسبوع، حيث بقي إجمالي عدد الحفارات عند 771 هذا الأسبوع و161 منصة أعلى من عدد الحفارات هذه المرة في عام 2022 و304 منصات أقل من عدد الحفارات في بداية عام 2019 قبل انتشار الوباء.
وقال التقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الأمريكية المعنية بأنشطة الحفر إن حفارات النفط في الولايات المتحدة تراجعت بمقدار أربعة هذا الأسبوع إلى 609 بينما ارتفعت منصات الغاز بمقدار أربع لتصل إلى 160 وبقيت الحفارات المتنوعة على حالها عند 2.
وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار ثلاثة بينما ظلت الحفارات في إيجل فورد على حالها.
ونوه التقرير إلى بقاء إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة على حاله عند مستوى 12.2 مليون برميل يوميا في الأسبوع المنتهي في 20 كانون الثاني (يناير) - وفقا لآخر تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأسبوعية - حيث ارتفعت مستويات الإنتاج في الولايات المتحدة 600 ألف برميل يوميا مقارنة بالعام الماضي.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط