هبط الذهب مواصلا التراجع من مستوى قريب من ذروة تسعة أشهر الذي بلغه في الجلسة الماضية، إذ سعى بعض المستثمرين إلى المضاربة بطريقة تضمن لهم الربح، واستقر الدولار قبيل صدور بيانات اقتصادية أمريكية قد تحدد مسار مجلس الاحتياطي الفيدرالي في التشديد النقدي.

وبحسب "رويترز"، تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المائة إلى 1926.79 دولار للأوقية "الأونصة" بحلول الساعة 06:11 بتوقيت جرينتش، بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ أواخر أبريل 2022 الثلاثاء. وانخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.4 في المائة إلى 1928.40 دولار.

في غضون ذلك، استقر مؤشر الدولار. وتؤدي قوة العملة الأمريكية إلى جعل الذهب المسعر بها أقل جاذبية بالنسبة إلى المشترين من حائزي العملات الأخرى.

وينصب تركيز السوق الآن على بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الأخير، المقرر صدورها اليوم، التي قد تحدد وتيرة رفع الفائدة خلال اجتماع السياسة الذي يعقده المركزي الأمريكي يومي 31 يناير وأول فبراير.

وقال إيليا سبيفاك، رئيس قسم الاقتصاد الكلي العالمي في "تيستي لايف"، "إنه إذا كانت هناك دلائل على أن الاقتصاد الأمريكي يتباطأ وأن البنك المركزي سيبطئ قريبا من وتيرة تشديده النقدي ويخفض أسعار الفائدة، فقد يرتفع الذهب".

لكنه أضاف "لكي تخترق الأسعار مستوى ألفي دولار، يجب أن يستمر الدولار في التراجع".

ويتوقع معظم المستثمرين أن يرفع البنك أسعار الفائدة 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة الأسبوع المقبل بعد أن أبطأ وتيرته المتشددة إلى 50 نقطة أساس الشهر الماضي عقب أربع زيادات متتالية بواقع 75 نقطة أساس لكل منها.

ومع تقليص أسعار الفائدة التي تعني خفض العوائد على أصول مثل السندات الحكومية، فقد يفضل المستثمرون الذهب الذي لا يدر عائدا باعتباره ملاذا آمنا من تقلبات الفائدة.

وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 0.6 في المائة إلى 23.53 دولار للأوقية، كما هبط البلاتين 0.3 في المائة إلى 1054.25 دولار. وتراجع البلاديوم 0.8 في المائة إلى 1728.43 دولار.

في سياق متصل، أظهرت بيانات صادرة عن الجمعية الصينية للذهب، أن إنتاج البلاد من الذهب في عام 2022 بلغ 372048 طنا، بزيادة قدرها 43065 طنا، أي بنسبة 13.09 في المائة على أساس سنوي.

وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا"، بأن إجمالي استهلاك الذهب في الصين سجل 100174 طنا خلال العام الماضي، بانخفاض 10.63 في المائة عن العام الأسبق، بحسب ما ورد في بيانات الجمعية الصينية للذهب.

وانخفض استهلاك المجوهرات الذهبية 8.01 في المائة على أساس سنوي ليصل إلى 65432 طنا، بينما انخفض الاستثمار في السبائك والعملات الذهبية 17.23 في المائة مقارنة بعام 2021 ليبلغ 25894 طنا.

وفي عام 2022، ظل سعر الذهب عند مستويات عالية في السوق العالمية، بسبب عوامل مثل الأزمة الجيوسياسية، وتفشي جائحة فيروس كورونا، وتباطؤ الاقتصاد العالمي، وارتفاع معدلات التضخم. إلى ذلك، تبحث شركة بولي ميتال الدولية المتخصصة في تعدين الذهب ولديها أصول في روسيا وكازاخستان، الانتقال إلى العاصمة الكازاخية من نيوجيرسي، فيما تبحث عن نطاق قضائي "صديق" لروسيا.

وقالت "بولي ميتال" في بيان، "إن مركز أستانا المالي الدولي هو النطاق القضائي المفضل لأسباب قانونية وضريبية"، بالوضع في الحسبان أن الشركة لديها عمليات كبيرة في كازاخستان. وتابعت أنه "لم يتم اتخاذ أي قرار بعد".

وتشكل العمليات في روسيا نحو 70 في المائة من مبيعات الشركة، والبقية من كازاخستان.

وأشارت الشركة في يوليو إلى أنها خططت لبيع وحدتها الروسية، لكن الخطوة متوقفة نظرا لأن الكرملين منع بيع الأصول الاستراتيجية من جانب الملاك المسجلين لدى السلطات القضائية التي تعد غير صديقة بعد حرب أوكرانيا. ولم يتم استهداف "بولي ميتال" وحاملي أسهمها، بما في ذلك الملياردير أليسكندر نيسيس، بعقوبات أوروبية أو أمريكية.