Author

الإذاعة لن تموت

|

تحظى وسائل الإعلام المختلفة بأهمية كبيرة في كل المجتمعات العالمية وذلك باعتبارها مصدرا أساسيا للثقافة والترفيه مع ما تقدمه من دور مهم في نقل وتبادل المعلومات والأخبار، وتختلف وسائل الإعلام ما بين مسموعة ومقروءة ومرئية أو وسائل إلكترونية متنوعة، وتأتي الإذاعة كأحد أهم هذه الوسائل فقد كانت تحتل سابقا المرتبة الأولى من حيث المتابعة لكونها بدأت البث قبل أكثر من 100 عام وعادة ما يطرح تساؤل مضمونه هل فقدت الإذاعة مكانتها وأهميتها؟ الجواب طبعا بالنفي لأن الإذاعة كوسيلة إعلامية تمتلك من الخصائص ما يجعلها ليست قادرة على الاستمرار فحسب، بل إنها تكون وسيلة تواصل مفضلة لدى كثير من الناس.
وقد تناغم البث الإذاعي مع التطور التقني الشبكي ولم يعد المذياع التقليدي أو الراديو هو الوسيلة الوحيدة لمتابعة البث الإذاعي، بل أصبحت الشبكات الإذاعية موجودة وبقوة في الفضاءات الافتراضية شأنها شأن الشبكات التلفزيونية والصحافة الورقية، كما أن البودكاست podcast الإذاعي وهو أحد وسائط الإعلام الرقمي الجديد أصبح أيضا وسيلة فعالة قادرة على مسايرة الإيقاع السريع للحياة العصرية، ولأهمية الإذاعة فقد خصصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو UNESCO" يوما عالميا سمي باليوم العالمي للإذاعة يوافق الـ13 من شهر شباط (فبراير) من كل عام، تلعب الإذاعة أدوارا رئيسة في حياة الناس وذلك بتنوع الأدوار المنوطة بها فمنها ما هو ذو طابع إخباري، أو رياضي، أو اجتماعي إلى غير ذلك، كما تمتاز بإمكانية الاستماع إليها في أي وقت من ليل أو نهار وتملك القدرة على الوصول إلى مناطق جغرافية نائية قد لا تتوافر بها الخدمات الإعلامية الأخرى ومن هنا فقد كان وما زال للإذاعة دور مهم في إنهاء مفهوم العزلة بين الشعوب والمجتمعات، كما أن لها القدرة على السبق الصحافي وذلك من خلال تقديم الأخبار العاجلة فور وقوعها على مدى الـ24 ساعة، وتلعب الإعلانات التي تبثها دورا مهما في التأثير الاقتصادي على الأفراد كما تتمكن الإذاعة من التأثير في الجمهور المستمع وإنشاء علاقات ألفة وصداقة بينهم، تملك المملكة عديدا من الإذاعات وبلغات مختلفة ومن أشهرها إذاعة نداء الإسلام التي بدأت البث منذ ما يزيد على 60 عاما ويصل عدد متابعيها أكثر من ثمانية ملايين مستمع يوميا من مختلف دول العالم.

إنشرها