السهر .. انتقام الموظفين

لروتين الحياة ضريبة يدفعها الإنسان خصوصا عندما يكون الحديث عن روتين العمل الذي يتكرر شبه كل يوم، ما يسبب على المدى البعيد الملل وربما الكآبة. وهربا من هذا الروتين يلجأ البعض إلى السهر رغبة في الحصول على وقت يعزز فيهم الاستمتاع بحرية الوقت.
هناك ظاهرة تسمى "السهر بدافع الانتقام" وهي منتشرة في الصين بين بعض الموظفين وأصبحت محل جدل بعد أن وصفتها صحيفة "دافني لي" الصينية بأنه "عندما يعجز الناس عن السيطرة على ساعات النهار، يرفضون النوم مبكرا من أجل استعادة الإحساس بالحرية في الساعات الأخيرة من الليل".
ولو أخذنا حالة موظف يخرج من الثامنة صباحا ولا يعود إلا بعد الخامسة أو السادسة مساء وما أن ينتهي من تناول طعامه والاستحمام تكون الساعة قد وصلت التاسعة مساء، ومن ثم يأوي إلى الفراش بعيد الساعة العاشرة مساء. هنا أعاد الروتين اليومي نفسه الذي يمارسه. لهذا يلجأ البعض إلى السهر لساعات قليلة ليمنح نفسه مزيدا الاسترخاء وممارسة الهوايات.
في المقابل هناك من "يزودها" في السهر لما بعد الساعة الواحدة صباحا تحت بند الاستمتاع الكامل باليوم! وهذه فلسفة ينادي بها أصحابها لكون المتعة خارج الدوام تقود إلى البهجة في العمل. لكن نسي هؤلاء أن قلة النوم تؤثر في طاقة العمل في الصباح وأيضا في المزاج والعلاقات.
يدفع سكان المدن الكبيرة ضريبة عدم الوجود في المنزل ولو خففت أو جزأت ساعات العمل مقارنة بالمدن الصغيرة الأقل عملا وجهدا وزحاما، لأصبحت الأمور أكثر توازنا. بالمختصر سهر الموظفين أيام الأسبوع ضرر صحي وآفة تنخر بيئة العمل وتضعف جودة الإنتاج وتتلف روابط الأسرة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي