Author

بركة القرآن

|

لا يختلف اثنان من العقلاء أن من أعظم النعم التي أنعم الله بها على البشرية نزول القرآن العظيم. "يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور" الآية، والخطاب كما نرى موجه للناس كافة. هذا القرآن الذي مضى على نزوله ما يزيد على 14 قرنا لم يتغير فيه حرف واحد مبارك على قارئه وسامعه ومتدبره. البركة هي الخير الكثير الذي يزيد على الدوام. فهكذا هي بركة القرآن عامة في كل شيء فجميع الآيات التي تشير إلى أن القرآن مبارك لم تخص بركته في شيء دون شيء، بل عممت بركته لتشمل كل شيء. يقول الحق سبحانه، "وهذا كتاب أنزلناه إليك مبارك" الآية. "وهذا ذكر مبارك أنزلناه" الآية. ويقول تعالى "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب" الآية.
فبركته ليست في تلاوته في المقابر والمآتم وليست بوضعه في السيارات والمنازل، وإنما في تدبره وتفهمه والوقوف عند أوامره ومراضيه والبعد عن مساخطه ومناهيه. من بركته أيضا أنه حفظ لسان العرب أي اللغة العربية لأنه نزل بهذه اللغة وهو باق إلى يوم القيامة. من بركاته علاج النفوس المستوحشة والقلوب الراجفة فهو جالب للسكينة ومصدر للرحمة وشفاء لما في الصدور. الثواب المترتب على تلاوته يعد من أعظم بركاته. القرآن نزل تبيانا لكل شيء ولما يحتاج إليه الناس من أحكام في أمور حياتهم. رفع الله به الأمة من الجهل والضلالة فأصبحت حين تمسكت به رائدة في مختلف العلوم والمعارف، بل إنه ما زال مصدر إلهام في كثير من المعارف العصرية في مختلف المجالات، كعلوم الطب والفضاء والبحار وغيرها التي دلت عليها آياته صراحة أو إشارة، حتى إنه قاد كثيرا من العلماء غير المسلمين إلى الإسلام لما وجدوا فيه من جوانب إعجازية لا يمكن أن تكون قد صدرت من بشر قبل 1400 عام. يرفع الله بهذا القرآن أقواما ويضع آخرين، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم، "إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع آخرين". إنه شفيع لصاحبه يوم القيامة ويرقى به إلى الدرجات العلى من الجنة.
وإن كتاب الله أوثق شافع
وأغنى غناء واهبا متفضلا
من أراد البركة في وقته والتيسير في أمره والسعادة الغامرة في قلبه فليجعل حياته ممزوجة بالقرآن لا تنفك عنه.

إنشرها