محمد هنيدي يعود بذكاء في «نبيل الجميل أخصائي تجميل»

محمد هنيدي يعود بذكاء في «نبيل الجميل أخصائي تجميل»
محمد هنيدي يعود بذكاء في «نبيل الجميل أخصائي تجميل»
محمد هنيدي يعود بذكاء في «نبيل الجميل أخصائي تجميل»

لطالما عد الجمال المرادف الحقيقي للمرأة، حيث لجأت النساء منذ أقدم العصور إلى تجميل أنفسهن بالتزين، ومع تطور العصور تطور مفهوم الجمال، واحتلت عمليات التجميل أخيرا حيزا كبيرا من اهتمام النساء والرجال على حد سواء، وإن كان في الماضي حاجة لا يحبذ اللجوء إليها إلا لتصحيح أخطاء فادحة في الشكل، أصبح اليوم "ترند" وموضة، يلجأ إليها من يحتاج ومن لا يحتاج، مرة بحثا عن صورة جميلة وأخرى للتشبه بأحد المشاهير، ما أدخل إلى هذا العالم تجارا أسهموا بسبب أخطائهم الفادحة في تحويل مفهوم الجمال والتسبب في تشوهات يصعب في أحيان كثيرة تصحيحها، ومن هنا جاء فيلم "نبيل الجميل أخصائي تجميل" ليعالج هذه المشكلة، على اعتبار أن الفن مرآة المجتمع، فنرى عودة قوية ومنافسة شرسة خاضها النجم محمد هنيدي في موسم الأعياد، معالجا الموضوع بطريقة كوميدية ساخرة، مؤكدا حقيقة واحدة، داعيا عدم التخلي عنها، وهي أن نحب أنفسنا كما نحن مهما كانت عيوبنا بارزة.
هنيدي مسجلا في مرمى السينما الكوميدية
بعد غياب استمر أكثر من عامين، يعود محمد هنيدي إلى السينما وفي جعبته آمال بهز شباك السينما المصرية، خاصة بعدما لم يحقق فيلمه "الأنس والنمس" في 2021 الإيرادات المطلوبة، ما جعله يبحث عن قصة مختلفة تعيده إلى سوق المنافسة بالطريقة المطلوبة. واختار "فيلم "نبيل الجميل أخصائي تجميل" من تأليف أمين جمال ومحمد محرز وإخراج خالد مرعى وشاركه في البطولة كل من النجمة اللبنانية نور، محمد سلام، رحمة أحمد، محمود حافظ، ياسر الطوبجى، أحمد فؤاد سليم، محمد رضوان، محمد الصاوى، مادلين طبر، شيما الشريف، وعدد آخر من الفنانين الشباب.
تدور الأحداث في إطار كوميدى ساخر ويجسد هنيدى شخصية دكتور تجميل يدعى نبيل، تحدث بينه وبين نور اللبنانية عديد من المفارقات الكوميدية، بعد أن تقصده للقيام ببعض التعديلات على شكلها تشبها بنجمات السينما فتنتهي بها المسألة إلى تشوه كبير في شكلها.
كوميديا الموقف
أصبحت عمليات التجميل ظاهرة تستحق النقاش بعد الانتشار العشوائي لعمليات التجميل الغريبة، وانتشار "دكاكين" التجميل إذا جاز التعبير، خاصة بين الناس أو بين الوسط الفني، كثير من الفنانين والفنانات اشتكوا من تشوه وجوههم نتيجة الحقن الخاطئ للبوتكس والفيلر، وتغيرت ملامح عديد منهم، وقد غصت مواقع التواصل الاجتماعي بصور لفنانين قبل وبعد، وكيف بدلت ملامحهم عمليات التجميل وأصابت بعضهم بتشوه كبير. وانطلاقا من عدم تقبل شكلنا كما هو أو بحثا عن التشبه بالآخرين لنكون على الموضة، اعتمد النجم محمد هنيدي على كوميديا الموقف في معالجته الموضوع، وقبل عرض الفيلم كشف هنيدي عن تفاصيل العمل خلال بث مباشر عبر حسابه على فيسبوك قائلا، "أنا حبيت شخصية دكتور التجميل وحبيت ألعبها لأنه بيتعرض لمواقف كتيرة وده اللي يهمني بالنسبة إلى الكوميديا. وعلى مستوى الحياة فيه ناس كتيرة محتاجة تعمل تجميل من جوا كمان مش من برا بس، فمعنى الفيلم بسيط وجميل، والكل اجتهد بداية من المخرج والمؤلفين والنجوم المشاركين، الفيلم الهدف الأول منه الضحك وإحنا بنكتبه، نوينا كوميديا هنشوفها من خلال المواقف مش بس افيهات مالهاش لازمة".
الجانب النفسي
لا يختلف اثنان على أن التجميل ضمن حدوده الطبيعية حاجة ملحة في عديد من الحالات، خاصة متى تعرض الشخص إلى حادث أثر في شكله أو شوه بعضا من ملامحه، لكن دخولنا متاهة عمليات التجميل بهذه الطريقة العشوائية لا شك أن لها اعتبارات نفسية يجب أن تؤخذ في الحسبان، خاصة مع لجوء فتيات أو حتى شبان في سن صغيرة إلى تجميل أشكالهم بحثا عن صورة خيالية لجمال مرسوم على ورقة ولا يليق بجميع الوجوه، إرضاء لنفوس متعطشة للتشبه بالآخر بغض النظر عن شكله، وهذه الحاجة النفسية هي وليدة الشعور بعدم الرضا والقبول والابتعاد عن القناعة بأنه مهما كان شكلنا فإننا نملك ما يميزنا عن الآخر. وهذا ما سعى صناع الفيلم ومواقف هنيدي الكوميدية إلى إيصاله، القبول الذاتي لشكلنا مهما كان هو قناعة تحقق لنا السعادة الحقيقية وتمنحنا الجمال الطبيعي الذي يجب أن نحافظ عليه. الجمال الحقيقي ينبع من الداخل، وإذا كنا بحاجة إلى التجميل حقا علينا أن نسعى إلى تجميل نفوسنا قبل كل شيء حتى نرى أنفسنا بصورة جميلة وحقيقية.
إيردات قوية
عمل محمد هنيدي بطريقة ذكية ليس فقط في اختيار القصة فحسب بل أيضا من حيث اختياره توقيت عرض الفيلم، واختار الابتعاد عن الموسم الصيفي من أجل ضمان تحقيق إيرادات قوية، حيث تم طرح العمل في دور العرض السينمائية المختلفة في أواخر 2022، وشهد العمل إقبالا جماهيريا، مشيدين بمحمد هنيدي وجودة العمل، كما حاز إعجاب النقاد، ونجح العمل في تحقيق إيرادات في أول أسبوع عرض له في مصر، في موسم أفلام رأس العام، محققا إجمالي عشرة ملايين و562 ألف جنيه.
مواقع التواصل
سعى محمد هنيدي إلى الترويج لفيلمه بشكل مستمر عن طريق فيديوهات طريفة عبر حسباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وكثر البحث على محرك جوجل عن الفيلم وعن قصته وأبطاله وأفييشات هنيدي، واستطاع أن يكون "ترند" في فترة قصيرة، حتى النقاد أثنوا على جمالية العمل وعلى الكوميدية الهادفة التي سعى من خلالها طاقم العمل إلى تقديم الفكرة ومعالجة الموضوع، وقد أظهر الإقبال الشديد مدى تعطش الجمهور إلى هذه النوعية من الأفلام، خاصة أنه وبحسب النقاد نجح في جمع باقة من نجوم الكوميدية مع نص شائق وإخراج مبدع، ونجح العمل في إعادة هنيدي إلى موقعه ككوميدي من الوزن الثقيل، واستعاد مكانته التي طالما وصل إليها منذ بداية ظهوره مع مجموعة الأعمال التي قدمها.
هنيدي منتجا
لم يعيد فيلم "نبيل الجميل أخصائي تجميل" النجم محمد هنيدي إلى موقعه الكوميدي فحسب، بل قدمه منتجا سينمائيا في أول تجربة إنتاج له، بعد إطلاقه شركة إنتاج خاصة به، تساعده على إدارتها ابنتاه فاطمة وفريدة، وقد اختارت فاطمة أن تكون باكورة عمل الشركة فيلم "نبيل الجميل" لإيمانها بقدرة والدها على إيصال الرسالة الهادفة من العمل بالطريقة المطلوبة. وعلى الرغم من تعامل هنيدي في جميع أعماله الفنية مع كبار المنتجين، إلا أنه فضل هذه المرة الاستعانة بابنته في إنتاج فيلمه الذي حقق نجاحا كبيرا منذ عرضه في السينما.

الأكثر قراءة