Author

الدبلوماسية الرياضية

|

تظل القوة الناعمة أو الدبلوماسية العامة من أهم أدوات الدول التي تسعى إلى تحقيق الأهداف العالمية بطرق بعيدة عن تأثيرها العسكري، وأهم عناصر القوة الناعمة هي الإعلام والفن والسياحة والاقتصاد وأخيرا دخلت الرياضة، لتشكل عنصرا جوهريا ولاعبا كبيرا في ساحة التأثير.
قبل بضعة أيام وقع نادي النصر عقدا استثنائيا عالميا مع أسطورة الكرة البرتغالي كريستيانو رونالدو لمدة موسمين، وبعيدا عن الإجراءات الشكلية من قيمة العقد وعمر اللاعب، إلا أن هذه الصفقة التاريخية تندرج تحت الدبلوماسية الرياضية للسعودية، لكون هناك بعد استراتيجي في غاية الأهمية.
لقد أصبحت الرياضة وسيلة لتحقيق الأهداف السياسية الخارجية للدول وركيزة أساسية في بناء قوتها الناعمة، وتشكيل صورتها الذهنية، ووضع قضايا سياسية على الأجندة الدولية.

فالدبلوماسية الرياضية وسيلة اتصال بالشعوب، فهي تتميز بالجاذبية لكونها أداة لتعزيز الصورة الدولية للدول. فالرياضة تتميز بعدم الاختلاف عليها، فلا يوجد خصوم يحاولون إسقاط فكرتها، ومن النادر جدا أن تجد من يعترض عليها.
إن انتشار الرياضة في السعودية يساعد وبشكل كبير على انتشار العلامات التجارية الخاصة بنا خارجيا، وهو ما يحقق جزءا كبيرا من الأرباح الاقتصادية.

ليس خارجيا فحسب، بل داخليا! ففي أقل من 24 ساعة منذ إعلان الصفقة، جمع نادي النصر أكثر من مليوني ريال نظير بيع قمصان كريستيانو رونالدو في المتجر الرسمي، حتى نفدت الكمية المتاحة!
قبل أقل من عام، قام صندوق الاستثمارات العامة بشراء النادي العالمي نيوكاسل يونايتد، وهذا دليل على توجه بلادنا نحو الدبلوماسية الرياضية من أجل تفعيل وتنشيط الممارسات الحكومية وغير الحكومية في إطار تنفيذ السياسات الخارجية للدولة من خلال المشاركة والتنظيم في المناسبات الرياضية الدولية.

بالمختصر خطوة النصر استراتيجية وننتظر بقية الأندية لممارسة الدبلوماسية الرياضية.

إنشرها