كم تربح محال تقديم القهوة؟

كم تربح محال تقديم القهوة؟
كم تربح محال تقديم القهوة؟
كم تربح محال تقديم القهوة؟
كم تربح محال تقديم القهوة؟
كم تربح محال تقديم القهوة؟
كم تربح محال تقديم القهوة؟
كم تربح محال تقديم القهوة؟

كثرت محال تقديم القهوة "كوفي شوب" في المملكة في الأعوام القليلة الماضية وذلك بسبب التغيرات في أنماط الحياة والاهتمام المتزايد بمجال الترفيه ورفع جودة الحياة في رؤية المملكة 2030، حيث تشير دراسات جودة الحياة إلى أن عدد المقاهي في المملكة سيتجاوز ألف مقهى لكل مليون نسمة، عطفا على الدراسات المقارنة لجودة الحياة في عدد من الدول. وتشير بعض الإحصائيات إلى أن عدد المقاهي في المملكة وصل إلى 22 ألف مقهى في 2019، وأن عدد المطاعم بلغ 34 ألف مطعم.
في هذا التقرير نلقي نظرة على صناعة القهوة ونستوضح مدى ربحية محال تقديم القهوة، لا سيما أنه انتشرت مقاطع في وسائل التواصل الاجتماعي تشير إلى أرقام ربحية بمئات الآلاف شهريا، هذا رغم تردد أنباء عن خروج عدد كبير من المقاهي بسبب التقلبات الاقتصادية هذا العام. فما حجم تجارة القهوة عالميا؟ ومن أكبر الدول المنتجة والمستهلكة؟ وما تقديرنا لمتوسط ربحية محال القهوة؟
2022 عام القهوة السعودية
تم اعتماد مسمى "القهوة السعودية" على ما كانت تعرف بالقهوة العربية وذلك لكون القهوة السعودية في حقيقة الأمر مختلفة عن القهوة العربية التقليدية في كثير من خصائصها وطريقة تحضيرها وتقديمها وما يرتبط بها من ثقافة وتراث سعودي خاص. والقهوة السعودية تحضر من حبوب قهوة غالبا تأتي من إثيوبيا أو اليمن بمسميات هرري وخولاني ولقيماتي وغيرها، وبحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء بلغ متوسط سعر الكيلوجرام من بن هرري في الربع الثالث من هذا العام 43 ريالا، وبلغ 32 ريالا لحبوب لقمتي.
استهلكت المملكة في الموسم الممتد من أكتوبر 2020 إلى سبتمبر 2021 نحو 1.25 مليون كيس قهوة بحجم 60 كيلوجراما، أي: ما يعادل 75 ألف طن من القهوة، وهو ثالث أكبر استهلاك عربي بعد الجزائر باستهلاك 128 ألف طن، ومصر باستهلاك بلغ 77 ألف طن، وقد ارتفع استهلاك المملكة بنحو خمسة أضعاف ما كان عليه في بداية عقد التسعينيات، وهو ما يظهر من حجم واردات القهوة التي بلغت حينها 17 ألف طن. إلا أن المملكة شهدت نموا سريعا لواردات القهوة منذ عام 2000 إلى 2010 حيث تضاعفت الواردات بنحو 3.5 مرة خلال عشرة أعوام فقط، في حين سجل عام 2015 أكبر واردات القهوة بأكثر من 101 ألف طن مقارنة بـ77 ألف طن في 2019، كما أن المملكة تعيد تصدير عديد من كميات القهوة، حيث بلغت أعلى كمية تصدير أكثر من أربعة آلاف طن في 2017.
الإنفاق على القهوة خارج المنزل 20 ضعف الإنفاق المنزلي
تبلغ إيرادات قطاع القهوة العالمية نحو 434 مليار دولار في 2022، ومتوقع أن تنمو بمعدل سنوي مركب 7.6 في المائة خلال الثلاثة أعوام المقبلة لتصل إلى 541 مليار دولار في 2025، نحو 20 في المائة من هذه القيمة يأتي من الولايات المتحدة، كما أن من المتوقع أن يتحول 21 في المائة من استهلاك القهوة العالمي إلى خارج المنزل كالمطاعم والمقاهي وغيرها، حيث يقدر حجم الإنفاق الخارجي على القهوة بنحو 20 ضعف تكلفة الاستهلاك المنزلي. وهناك تنام لمبيعات القهوة على الإنترنت، إلا أنها تشكل حاليا 4.3 في المائة من إجمالي إيرادات القطاع، ومن المتوقع أن تصل إلى 6.4 في المائة بعد ثلاثة أعوام، وقد كانت فقط 1.3 في المائة في 2017.
ارتفاع الدخل وفئة الشباب في جنوب العالم يعيدان تشكيل خريطة استهلاك القهوة
على المستوى الجغرافي من المتوقع أن تؤدي فروق الدخل والاختلافات الديموغرافية إلى إعادة تشكيل خريطة استهلاك القهوة حول العالم، حيث تشير البيانات إلى أن نصف الزيادة السكانية المتوقعة من الآن حتى 2050 ستحدث في القارة الإفريقية، وبالمقابل تعاني أوروبا وشرق آسيا وأمريكا الشمالية ارتفاع سن الشيخوخة وانخفاض عدد السكان، ما يؤدي إلى استحداث طلب جديد على القهوة في أماكن جديدة حول العالم. الطلب المتزايد سيأتي كذلك من اتساع الطبقة المتوسطة في بعض الدول وازدهار ثقافة احتساء القهوة.
البرازيل تتجاوز ثلث الإنتاج العالمي من القهوة
بلغ إنتاج القهوة في 2021 نحو 167 مليون كيس زنة 60 كيلوجراما، وذلك أقل من مستويات عام 2020 بنسبة 2.2 في المائة، إلا أنه يقارب ضعف ما كان عليه الإنتاج في منتصف التسعينيات، وقد استحوذت قهوة أرابيكا على 56 في المائة من الإنتاج، وهذا النوع من القهوة يتميز بالشكل اللوزي والقوام الناعم الخفيف ويأتي في عدد من النكهات، في حين أن النوع الآخر من القهوة يسمى "روبوستا" وتأتي حبته بشكل أصغر نسبيا وطعمه ومرارته أعلى من أرابيكا ويحتوي على كافيين أكثر وسكر ودهون أقل. إلا أن سعر أرابيكا أعلى منه نظرا لصعوبة زراعة هذا النوع من القهوة ولكثرة الطلب عليه، وهو يأتي بكثرة من أمريكا الجنوبية حيث تصل نسبة إنتاج أرابيكا نحو 46 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي بقيادة البرازيل التي استحوذت بمفردها على 78 في المائة من الإنتاج.
الاستهلاك العالمي من القهوة يتجاوز الإنتاج في 2021
ارتفع استهلاك القهوة خلال العام الماضي 3.3 في المائة فتجاوز الإنتاج لأول مرة بنسبة 1.9 في المائة، ورغم غياب القارة الأوروبية عن قوائم الإنتاج إلا أنها تشكل نحو ثلث الاستهلاك العالمي من القهوة، في حين أن القارة الإفريقية الأقل استهلاكا بنسبة 6.9 في المائة من الاستهلاك العالمي، وأما على مستوى الدول فالولايات المتحدة تتربع على القائمة باستهلاك 27 مليون كيس، تليها البرازيل ثم اليابان.
لم يعد مخزون القهوة إلى مستويات ما قبل 2006 التي تجاوزت في أحد أعوامها 55 مليون كيس، بل إنه انخفض من هذه المستويات إلى أقل من 30 مليون كيس في الخمسة أعوام الأخيرة، وتدنى إلى أقل من 20 مليون كيس في بعضها، وقد تغيرت أيضا خريطة المخزون لدى الدول، مع احتفاظ البرازيل بريادتها بإجمالي 15 مليون كيس خلال عام 2020، فيما غابت كل من كولومبيا وإثيوبيا عن الصدارة، لتحل محلها فيتنام والمكسيك بإجمالي 5.2 و1.14 مليون كيس على التوالي.
تراجع حصة البرازيل من التجارة العالمية للقهوة بنسبة 13 في المائة
انخفض حجم التجارة العالمي للقهوة من 130 مليون كيس في 2020 إلى 129 مليون كيس في 2021، وتراجعت حصة البرازيل التي تستحوذ على الصدارة، بنسبة 12.9 في المائة خلال الفترة نفسها، في حين ارتفعت حصص دول مثل الهند وأوغندا وهندوراس، بنسب تراوح بين 22 و30 في المائة. من جهة أخرى وبطبيعة الحال شكلت الولايات المتحدة أعلى المستوردين خلال نصف العام المنتهي في نوفمبر 2021، بنحو 15 مليون كيس، تبعتها كل من ألمانيا وإيطاليا بـ10.8 و5.8 مليون كيس على التوالي.
استخدام عقود القهوة المستقبلية للتحوط
تختلف أسعار القهوة حسب النوع ومنطقة الزراعة وكذلك وقت توافرها، فهناك ثلاثة مواسم رئيسة في أبريل ويوليو وأكتوبر، وقد راوحت متوسطات أسعار القهوة في عام 1990 ما بين 54 و97 سنتا للرطل الواحد، الذي يعادل أقل من نصف كيلوجرام، وبالنظر إلى الرسم البياني المرفق نجد أن سعر الرطل ارتفع من 60 سنتا في 2004 إلى 3.23 دولار في 2011 حين بلغت أسعار القهوة قمتها التاريخية. يتم تداول عقود القهوة في ثلاث بورصات رئيسة في العالم، أكبرها بورصة نيويورك حيث يتم تداول عقود قهوة أرابيكا بسعر 1.73 للرطل حاليا، علما أن العقد الواحد يحتوي على 37,500 رطل، ويتطلب فتح مركز بيع أو شراء من هذه العقود مبلغ ضمان ابتدائي بمقدار 5400 دولار حاليا.
بعض محال القهوة الكبيرة تستفيد من عقود القهوة ليس من أجل استخدامها في شراء القهوة، رغم وجود مستودعات لتسليم القهوة في حال رغب مالك العقد في الاستلام، بل لأن هذه المحال تقوم بذلك من أجل التحوط ضد تقلبات أسعار القهوة. على سبيل المثال، قد تقوم سلسلة مقاهي قهوة بشراء عقود القهوة للموسم المقبل من أجل التحوط ضد ارتفاع الأسعار، حيث تضمن حصولها على سعر محدد مسبقا بغض النظر عن تذبذبات الأسعار. فلو ارتفعت أسعار القهوة بسبب تقلبات الطقس أو الظروف الزراعية فإن سلسلة المقاهي هذه لا تتأثر باختلاف السعر الذي قد يضر غيرها من المحال التي لم تقم بعمل أي إجراءات تحوط.
وبالطبع عقود القهوة تستخدم كذلك في المضاربة لمن لديه تصور معين لأسعار القهوة في الفترة المقبلة، ومن خلال ذلك يمكنه تحقيق أرباح كبيرة في حال صدقت توقعاته.
لمقارنة أسعار القهوة بين البورصة ومحال بيع القهوة، نجد أن سعر الكيلوجرام في البورصة يعادل نحو 14 ريالا، بينما سعره في محال بيع القهوة بالتجزئة يصل إلى أكثر من 100 ريال للكيلوجرام، ولكن يجب الانتباه إلى عدة عوامل تؤثر في هذا الاختلاف في السعر. الأسعار الظاهرة في بورصة نيويورك خاصة بقهوة أرابيكا، بينما بورصة لندن خاصة بقهوة روبوستا، وبكل الأحوال أسعار البورصة أسعار مرجعية بمواصفات معينة لحبوب القهوة الخضراء، غير المحمصة، وبنسبة محددة للحبوب التالفة والمشوهة، وبالتالي هناك اختلاف بين نوع القهوة في البورصة والقهوة التي تباع جاهزة في المحال، وحتى على مستوى الجملة تستخدم أسعار البورصة كأسعار للمقارنة فقط، حيث يتم التسعير بزيادة معينة حسب نوع القهوة، فمثلا قد يكون نوع من القهوة يباع بسعر أرابيكا في البورصة زائد 30 سنتا، أو أقل بـ20 سنتا، وهكذا.
متوسط ربحية المقاهي العالمية
على المستوى العالمي تعد سلسلة المقاهي العالمية ستاربكس أحد أبرز الأمثلة لمقاهي القهوة، التي لديها 35 ألف متجر حول العالم، حيث حققت إيرادات بقيمة 32 مليار دولار وصافي ربح 3.3 مليار دولار، ما يعني أن نسبة صافي الربح 10 في المائة من الإيرادات. وبالقسمة على عدد مقاهي ستاربكس يظهر أن متوسط مبيعات المقهى الواحد نحو 258 ألف ريال في الشهر، وصافي ربح المقهى الواحد نحو 29 ألف ريال، علما أن إيرادات مقاهي ستاربكس تشمل مبيعات أخرى غير القهوة، وتتمتع بعلامة تجارية كبيرة ومعروفة.
كم هي ربحية المقهى الواحد في المملكة؟
هناك عدة طرق لتقدير متوسط ربحية محال القهوة في المملكة من خلال دراسة بعض البيانات الصادرة عن جهات رسمية، أحدها البنك المركزي السعودي. وفقا لعمليات نقاط البيع في المملكة، بلغ الإنفاق على قطاع المقاهي والمطاعم خلال الفترة من 20 نوفمبر إلى 17 ديسمبر من العام الجاري نحو 6.9 مليار ريال، وبقسمة ذلك على آخر الإحصائيات المتاحة في مارس 2019 لعدد المقاهي البالغ 22 ألفا، إضافة إلى عدد المطاعم البالغ 34 ألف مطعم بمختلف أنواعها، نجد أن متوسط إيراد المقهى أو المطعم الواحد 123 ألف ريال في الشهر. ومع مراعاة أن متوسط ربحية أنشطة المقاهي، بحسب تقارير منسوبة إلى الهيئة العامة للمنشآت، يراوح بين 25 و40 في المائة، فهذا يعني أن متوسط ربحية المقهى أو المطعم الواحد بين 30 و50 ألف ريال. لاحظ هنا أن نسبة صافي الربح في مقاهي ستاربكس، 10 في المائة، أقل بكثير من النسبة المنسوبة للهيئة العامة للمنشآت.
الإشكالية في تقديرات نتائج المقاهي السعودية أنها هنا مبنية فقط على المبيعات التي تتم من خلال نقاط البيع، وهي عمليات الشراء التي تتم ببطاقات الصراف الآلي أو بطاقات الائتمان، والإشكالية الأخرى أن البيانات تشمل كذلك مبيعات المطاعم التي غالبا تكون أعلى تكلفة من مبيعات المقاهي. لذا قمنا بعمل بعض التقديرات الأخرى للتخلص من مبيعات المطاعم وتقدير حجم عمليات الدفع بالكاش، وتم تقدير مبيعات المقاهي بنحو ملياري ريال شهريا، أو نحو 91 ألف ريال للمقهى الواحد شهريا، ما يعني متوسط صافي ربحية بين 23 ألف ريال إلى 36 ألف ريال، باستخدام نسبة صافي الربح بين 25 و40 في المائة، أو نحو تسعة آلاف ريال في حال استخدام نسبة صافي ربح مماثلة لمقاهي ستاربكس.
وبطبيعة الحال هذه متوسطات المبيعات والأرباح، ولا توجد لدينا بيانات إحصائية كاملة لاستخراج الانحراف المعياري لتقدير نسب المقاهي التي تزيد أرباحها أو تقل عن هذا النطاق. كذلك يمكننا تقدير متوسط ربحية المقهى بطريقة أخرى باستخدام متوسط سعر كوب القهوة في المملكة والبالغ 11.4 ريال، ولتحقيق مبيعات شهرية بمقدار 91 ألف ريال، سيحتاج المقهى في المتوسط إلى بيع 266 كوبا من القهوة في اليوم الواحد، أو 11 كوبا في الساعة لمقهى يعمل 24 ساعة في اليوم!
الخاتمة
تناولنا في هذا التقرير تجارة القهوة حول العالم، والنمو المتوقع لها في الأعوام المقبلة، واستعرضنا مبيعات مقاهي القهوة وأرباحها بتحليل بعض البيانات الخاصة بالمقاهي في المملكة وعلى مستوى العالم، وتبين عموما أن متوسط مبيعات المحل الواحد في المملكة تبلغ نحو 91 ألف ريال، وصافي الربح نحو تسعة آلاف ريال، وذلك بناء على ما يتوافر من بيانات ومعلومات مع بعض التقديرات الخاصة.

الأكثر قراءة