default Author

الأرض تتكلم سعودي

|

قطعة جلد مستديرة وحدت العالمين العربي والإسلامي. فرشت الأرض بساطا أخضر، غرست فيه الأيادي من كل أنحاء العالم فسائل للحب، للوحدة، وللسلام. نسينا كل شيء وتذكرنا نصر السعودية على الأرجنتين. هو ليس فوزا في مباراة، وإنما هو فوز من جميع النواحي للسعودية، ملكا وحكومة وشعبا، ودلالة على مكانة السعودية وما تعنيه لكل عربي ومسلم. فرحة حقيقية جابت العالم وتوشح الجميع بعلم التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله.
هذا فوز لنا نحن السعوديين لنثبت للعالم أننا كنا وما زلنا مع الجميع يدا وعونا وسندا، ترى ذلك واضحا جليا في عيون الكبير والصغير، الغني والفقير، الأمير والغفير. لقد رسم 11 لاعبا ومن خلفهم لوحة يعجز التاريخ أن ينساها ستخلد ذكراها ليس في المتاحف، بل في القلوب.
في كل بيت وخيمة واستراحة حتى عشش متهالكة من الخارج، لكن قلوب من فيها عامرة بالحب تواقة للوحدة. كلنا واحد حكومة وشعبا. احتفال ولي العهد في بيته وبين أشقائه عكس صورة اللحمة. كلماته الرقيقة التي تحمل رسالة عميقة للاعبين كانت أكبر دافع لهم ليحققوا ذلك النصر المؤزر. الجماهير الغفيرة التي رعتها وزارة الرياضة. ذلك الموج الأخضر الهادر الذي شد معه القلوب حتى الفرق المنافسة.
يخطئ من يقول إن الرياضة والكرة بالذات مجرد ألعاب، إنها بصمات وتاريخ وعمل فكري وسياسي واقتصادي ووطني. آلاف المقاطع تحمل لك فرحة وأمل الجميع في السعودية ملاذ الأشقاء وعون الغرباء. أياديها البيضاء في كل مكان. لم تكن مباراة، بل بلورة سحرية كشفت للعالم أجمع مكانة السعودية في القلوب. شعوب أنهكتها الحروب والصراعات والوضع الاقتصادي ومع ذلك تجمهرت حول الشاشات وهتفت بصوت واحد للسعودية الأمل والطموح!
لم يكن 11 لاعبا ضد 11 لاعبا، بل كانت إرادة شعوب ضد كل من يحاول الانتقاص من عزيمتها، ويعظم لهم خطورة خصمهم.
إنها الإرادة والولاء. شكرا لكل الفنانين الذين خطوا بأقدامهم حكاية لن تنسى وغيروا القناعات ومنحوا الأمل. شكرا للوالد القائد حفظه الله. شكرا لأمير القلوب محمد بن سلمان الذي رسم بقلمه المستقبل وفتح الطريق للمضي فيه. شكرا لكل صوت بح في تشجيع السعودية. لقد كانت الأرض بالأمس تتكلم سعودي، وإن شاء الله نعيش الفرحة نفسها السبت المقبل.
قال: استمتعوا، فأمتعوا العالم.

إنشرها