Author

أنواع المشاعر

|

خلق الله البشر وأودع فيهم من المشاعر الشيء الكثير. تتفاوت هذه المشاعر في ظهورها وفي حدتها حسب الظروف التي يعيشها الإنسان وحسب قدرته على التفاعل معها. وقد حاول العلماء رسم خريطة للمشاعر الإنسانية خاصة أنها هي أساس العلاقة التي تربط الناس بعضهم بعضا. المشاعر ليست مقياسا دقيقا للحكم على الأحداث لأن هذه هي مهمة العقل البشري، فمن لا يملك عقله لا يملك مشاعره والعكس صحيح.
الدور الذي تلعبه المشاعر شخصي تماما ولا علاقة له بالأحداث الخارجية، فدور المشاعر هو إيجاد واقع معين في حياة الإنسان وليس دورها الحكم على الأحداث. ويجب على الإنسان أن يعود نفسه على ألا يطلق العنان لمشاعره فقد تكون أحيانا غير صحيحة، وإنما عليه أن يتدرب باستمرار لكبح جماحها وممارسة التحكم فيها وهو ما يعرف بضبط النفس. يقسم علماء النفس المشاعر إلى ثلاثة أقسام رئيسة سلبية وإيجابية ومحايدة. فالمشاعر السلبية تتضح حين يشعر الإنسان بعدم الراحة عن أمر ما يرى أنه غير مناسب أو مواجهته لأمر لا يرغب فيه أو يخشى منه. وقائمة المشاعر السلبية تطول ومن أشهرها الحزن وهو استجابة طبيعية لأمر غير سار يصاب به الإنسان. وكذا الغضب الذي يكتنف الإنسان حين يشعر أنه قد أوذي أو أسيء إليه. ومنها الخوف ويظهر جليا في الحالات التي يعتقد فيها الإنسان أنه لا يملك القدرة على مواجهة موقف ما. ومنها اليأس أو الإحباط الذي ينتج عادة عن تدهور في الحالة الجسدية أو النفسية. ومن المشاعر السلبية الشعور بالذنب حين ينتهك الإنسان المعايير الاجتماعية أو الأخلاقية المتعارف عليها.
المشاعر السلبية لها تأثير غير محمود في الصحة وذلك على خلاف المشاعر الإيجابية التي يرى العلماء أن لها فوائد لا يمكن حصرها تفيد الإنسان وتبهج من حوله، ومن أبرزها السعادة، وهي شعور يمنح الإنسان الإيجابية في تصرفاته كلها. والفرح الذي يمنح التفاؤل. والحب وهو عاطفة إيجابية. والأمل الذي يدفع لتحقيق الأهداف والطموحات، والقائمة تطول لتشمل المرح والثقة، والحيوية، والامتنان، وغيرها. أما المشاعر المحايدة فتشمل الرحمة بمعناها الواسع، والمفاجأة وهي رد الفعل الناجم عن شيء جديد أو غريب أو غير متوقع. والضابط في المشاعر كما يراه العلماء هو قدرة الإنسان على التعامل معها بشكل منطقي بعيدا عن الإفراط أو التفريط.

اخر مقالات الكاتب

إنشرها