FINANCIAL TIMES

حان الوقت للنظر في حقوق التصويت الإضافية

حان الوقت للنظر في حقوق التصويت الإضافية

ثقافة وادي السيليكون، التي يهيمن عليها المؤسسون في حالة صدام مباشر مع تقليد "وول ستريت" المتمثل في الدور الذي يلعبه الناشطون من المساهمين الخارجيين. ولأن بعض شركات التكنولوجيا الأكثر نجاحا تواجه تباطؤا في النمو وتراجعا في أسعار الأسهم، فهل يمكن للجانبين إيجاد طريقة للتوافق؟
يجري وضع هذا السؤال على المحك بأوضح شكل في شركتي ميتا وألفابت، اللتين كانتا تتلقيان رسائل علنية من المساهمين الساخطين في الأسابيع الأخيرة. سيطرة المطلعين على بواطن الأمور في كلتا الشركتين، المحاطة بهالة من فئات خاصة من الأسهم، التي تمنح المؤسسين حقوق تصويت إضافية، تعني أن في إمكانهم تجاهل المستثمرين غير السعداء وفي الوقت نفسه الإفلات من العقاب. لكن الرسائل التي جاءت في توقيت صحيح أصابت وترا حساسا في وقت تباطأ فيه النمو الرأسي لشركات التكنولوجيا الكبرى.
تم توضيح تبرير أسهم حقوق التصويت الإضافية من قبل مؤسسي شركة جوجل، سيرجي برين ولاري بيج، في وقت طرح شركتهما للاكتتاب العام الأولي في 2004. جادلت رسالتهما التي أصبحت نصا تأسيسيا للجيل التالي من رواد الأعمال في مجال التكنولوجيا، بأن سيطرة المؤسسين ضرورية لحماية تركيز شركتهم على المدى الطويل.
لكن ما لا يلاحظ في كثير من الأحيان هو أن مؤسسي شركة جوجل سعيا بالفعل إلى تحديد ما يقصدان به على المدى الطويل. قالا إن معظم المشاريع ينبغي أن تظهر "بعض الفوائد أو التقدم المحقق" في غضون عامين، بينما تبنى قراراتهما الخاصة على "سيناريوهات من ثلاثة إلى خمسة أعوام".
لنقارن ذلك مع النتائج الفعلية لبعض أغلى الرهانات من شركة ألفابت، الشركة الأم لجوجل. يبلغ عمر مشروعها للسيارة ذاتية القيادة 14 عاما تقريبا، ولا يوجد أي مؤشر على حدوث اختراق في السوق في المستقبل القريب. إجمالا، تسببت المشاريع الطموحة للشركة الرائدة في خسائر بلغت 33 مليار دولار منذ 2015.
شركة الاستثمار الناشطة، تي سي آي، التي تمتلك حصة قيمتها ستة مليارات دولار في ألفابت، واحدة من تلك الشركات التي تحاول فرض هذا النوع من الانضباط الذي ادعى المؤسسان أنفسهما أنهما يؤمنان به. دفع قلق مشابه شركة ألتميتر كابيتال إلى دعوة ميتا إلى خفض إنفاقها. لا تزال ميتا في مرحلة مبكرة نسبيا في رهانها طويل الأمد على الميتافيرس. لكن رهانها المفتوح على مشروع عملاق مع عدم وجود احتمال لتحقيق إيرادات جدية في المدى القريب أدى إلى انهيار سعر سهمها أواخر الشهر الماضي.
يكمن وراء التماسات المساهمين هذه مخاوف من إهدار الثروات، التي تم جمعها خلال طفرة التكنولوجيا، ومن أن تكون ادعاءات التركيز على المدى الطويل ذريعة لعدم الانضباط المالي. وفقا للنقاد، تم استخدام رأس المال بشكل غير فعال، بينما تتراكم السيولة النقدية في الشركات.
شركة أبل التي لا تتمتع إدارتها بحماية عبر أسهم حقوق التصويت الإضافية، تعرضت إلى ضغوط شديدة منذ نحو عقد من الزمن لإيقاف تكديس الأموال. تحولت عمليات إعادة شراء الأسهم الضخمة، التي أعقبت ذلك إلى نعمة للمستثمرين دون إضعاف قدرة أبل على الاستثمار، وارتفعت أسهم الشركة سبعة أضعاف.
السرعة التي تتحرك بها دورات التكنولوجيا أثبتت في غالب الأحيان عدم صحة حجة المدى الطويل. بعض شركات التكنولوجيا التي تم طرحها بأسهم حقوق تصويت إضافية تكشفت نقاط ضعفها الاستراتيجية والإدارية بسرعة مذهلة.
تم تهميش شركة الألعاب، زينجا، بسبب طفرة الألعاب على الهواتف المحمولة بعد فترة وجيزة من طرحها العام الأولي 2011 واتخذ المؤسس في النهاية خطوة نادرة تمثلت في التخلي عن السيطرة عن طيب خاطر. شركة فيتبيت – التي كان من المقرر أن تنتهي صلاحية أسهم حقوق التصويت الإضافية الخاصة بها بعد 12 عاما – عانت انهيار سعر سهمها مباشرة تقريبا بعد الطرح العام الأولي وباعت نفسها لشركة جوجل.
أفضل أمل للحد من التوترات بين مؤسسي وادي السيليكون والناشطين هو الاعتقاد المشترك بأهمية عكس اتجاه التراجع في أسعار الأسهم الذي ضرب القطاع خلال العام الماضي. يأتي قدر كبير من المكافآت التي تدفع للعاملين في أكبر شركات التكنولوجيا على شكل أسهم. حماية قدرة الشركات على المنافسة على المواهب تمنح المؤسسين أسبابا قوية للتركيز على سعر السهم.
بدا أن مارك زوكربيرج بدأ يغير رأيه بعد انهيار سهم شركة ميتا الشهر الماضي، ذلك من خلال إعلانه خططا لخفض 13 في المائة من قوته العاملة. انتعش السهم منذ ذلك الحين وكسب نحو 25 في المائة، على الرغم من أنه لا يزال أقل 70 في المائة من ذروة العام الماضي. ويريد كثير من المساهمين اتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
كريس هون، رئيس شركة تي سي آي، لخص الحالة المزاجية في "وول ستريت"، بقوله عن شركة ألفابت: "ليس من مصلحة أي شخص إذا أصبحت الشركة ضخمة وسقيمة. ستكون الحجة صحيحة بالنسبة لجميع المساهمين، وجميع أعضاء مجلس الإدارة، وجميع من هم في الإدارة".
ربما، بعد كل الخطاب الخلافي الذي صبغ هذا الجدل من كلا الجانبين، قد حان الوقت لاتفاق جديد بينهما.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من FINANCIAL TIMES