الطاقة- النفط

النفط يتراجع 4 % وسط قلق بشأن مصير الخام الروسي .. وقيود بكين تكبح الطلب

النفط يتراجع 4 % وسط قلق بشأن مصير الخام الروسي .. وقيود بكين تكبح الطلب

انخفضت أسعار النفط الخام خلال تعاملات أمس بأكثر من 4 في المائة، بنسبة هي الأدنى خلال الجلسة، متأثرة بمباحثات تجريها مجموعة السبع لوضع حد أقصى لسعر النفط الروسي، واستمرار القيود التي فرضتها الصين لمكافحة الجائحة، والتي تحد من وتيرة نمو الطلب على النفط الخام والوقود.
وتراقب السوق النفطية المناقشات الجارية في الاتحاد الأوروبي بشأن وضع سقف لسعر النفط الروسي بين 65 و70 دولارا للبرميل وهو سقف - إذا تمت الموافقة عليه - فلن يخفض بشكل فعال سعر الخام الروسي.
ويقول لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن السوق تتابع بقلق حظر مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي بدءا من 5 كانون الأول (ديسمبر) المقبل على خدمات النقل البحري للنفط الروسي ما لم يتم شراء الخام بسعر أو أقل من سقف سعر معين.
وأشاروا إلى أن مثل هذا الإجراء سيكون إلى حد ما في المستوى نفسه الذي يتداول فيه سعر خام الأورال الروسي حاليا والذي يقل 23 دولارا للبرميل عن سعر خام برنت العالمي، لافتين إلى تعرض برنت لضغوط متجددة، حيث أدى ارتفاع معدلات الإصابة في الصين إلى تدهور المعنويات، ولا سيما أن السوق الصينية هي مفتاح الطلب العالمي على النفط ومن المتوقع أن تمثل نحو ثلث إجمالي النمو في 2023.
وذكر المختصون أن تباطؤ نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي العالمي ومخاطر الركود المتزايدة في أوروبا والولايات المتحدة ومعنويات السوق تجاه المخاطرة والدولار القوي كلها عوامل تشكل رياحا معاكسة للأصول التي تنطوي على مخاطر مثل النفط، بينما في المقابل يدعم الأسعار تسجيل الإنتاج والصادرات الروسية انخفاضات عميقة.
وفي هذا الإطار، يقول الدكتور فيليب ديبيش رئيس المبادرة الأوروبية للطاقة، إن الأيام المقبلة من الأيام الحاسمة والمؤثرة في سوق النفط الخام مع اقتراب الاجتماع الوزاري لتحالف "أوبك+" مطلع الشهر المقبل ويتزامن ذلك مع بدء العمل بالحظر الأوروبي على النفط الروسي، مشيرا إلى تخلي أسعار النفط بالفعل عن مكاسبها السابقة بعد ظهور تقارير عن فرض سقف سعري يراوح بين 65 و70 دولارا على النفط الروسي.
وتوقع أن يذهب مزيد من النفط الروسي إلى أسواق جديدة خارج أوروبا، بينما من المرجح ألا يشهد الاجتماع المقبل لتحالف "أوبك +" أي تغييرات واسعة في سياسة التحالف الإنتاجية وعلى الأرجح سيلتزم التحالف بالاستراتيجية نفسها لضمان انخفاض المخزونات النفطية واستمرار دعم الأسعار.
أما جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا فيرى أن وضع الطاقة يجتاز ظروفا صعبة خاصة فيما يتعلق بإمدادات النفط ولا سيما في أوروبا، مشيرا إلى أن الأسعار تماسكت وصعدت بعد نفي "أوبك +" فكرة دراسة زيادة حصص الإنتاج بمقدار 500 ألف برميل يوميا قبل اجتماعها الوزاري في ديسمبر المقبل، إذ من الصعب جزئيا تراجع "أوبك +" عن خفضها الحالي البالغ مليوني برميل يوميا.
ورجح أن يسعى التحالف في الاجتماع المقبل إلى ترسيخ التوازن في السوق والإبقاء على استراتيجية "أوبك +" دون تغيير وتحديدا فيما يخص دعم أساسيات السوق في وضع صحي والحفاظ على المخزونات منخفضة وتحفيز الأسعار على المدى المتوسط إلى الطويل.
ويضيف أندريه يانييف المحلل البلغاري والباحث في شؤون الطاقة أن فرص تغيير مستويات الإنتاج الحالية في "أوبك +" محدودة، لافتا إلى تأكيد "ستاندرد آند بورز جلوبال" أن "أوبك +" من المرجح خلال الاجتماع الوزاري المقبل أن تمدد حصص الإنتاج المنخفضة الحالية حتى النصف الأول من 2023.
ولفت إلى أنه من غير الواضح ما هو الموقف الذي ستتخذه روسيا التي تقود المنتجين المستقلين من خارج "أوبك" في الاجتماع المقبل وهو الاجتماع الذي من المقرر عقده قبل يوم واحد فقط من دخول مزيد من عقوبات الاتحاد الأوروبي على استيراد النفط الروسي حيز التنفيذ، حيث يحظر الاتحاد الأوروبي واردات النفط الخام المنقولة بحرا من روسيا كجزء من رده على الحرب في أوكرانيا.
بدورها، تقول مواهي كواسي العضو المنتدب لشركة أجركرافت الدولية إن التذبذبات مستمرة في سوق النفط الخام وسط عدم وضوح للرؤية بشأن وضع كوفيد في الصين ومسار العقوبات في الفترة المقبلة ومدى نجاح قرار سقف السعر الذي اتخذته مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى تقارير دولية ترجح أن الأسعار قد تظل ضعيفة في النصف الأول من 2023 قبل أن ترتفع أكثر في النصف الثاني.
وذكرت أن أسعار النفط تواجه تحديا رئيسا في الوقت الحالي وهو تجنب التقلبات ومنع سيطرة الاتجاه الهبوطي، إذ إن السوق تواجه فترة من ضعف التوقعات الاقتصادية والطلب مع آراء شركات وبنوك عالمية ترى أن الطلب العالمي على النفط قد يشهد استهلاكا متزايدا يراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا في 2023، كما من المحتمل أن يكون أكثر صعودا في النصف الثاني عن النصف الأول.
من ناحية أخرى، انخفضت أسعار النفط بأكثر من 4 في المائة خلال تعاملات أمس، وسط مباحثات تجريها مجموعة السبع لوضع حد أقصى لسعر النفط الروسي يتجاوز المستوى الذي يجري تداوله عنده حاليا وزيادة مخزونات البنزين في الولايات المتحدة بأكثر كثيرا من توقعات المحللين. وهبطت العقود الآجلة لخام برنت تسليم يناير 3.67 دولار، أي 4.2 في المائة إلى 84.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 16:07 بتوقيت جرينتش. وتراجع الخام الأمريكي 3.56 دولار أو 4.4 في المائة إلى 77.39 دولار للبرميل. وارتفع العقدان بنحو دولار واحد للبرميل في وقت سابق من الجلسة.
وزادت مخزونات البنزين الأمريكية 3.1 مليون برميل، وفقا لإدارة معلومات الطاقة، في وقت كان المحللون يتوقعون زيادة المخزونات بمقدار 383 ألف برميل.
كما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة تراجع مخزونات النفط الخام بواقع 3.7 مليون برميل، بينما توقع المحللون في استطلاع لـ"رويترز" انخفاضها 1.1 مليون برميل.
وتأثرت الأسعار أيضا بالتقارير التي تفيد بأن الحد الأقصى الذي ستفرضه مجموعة السبع لسعر النفط الروسي قد يكون أعلى من المستوى الذي يجري تداوله عنده في الوقت الحالي".
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 86.20 دولار للبرميل أمس الأول مقابل 84.18 دولار للبرميل في اليوم السابق. وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة تراجعات سابقة له على التوالي وإن السلة خسرت نحو خمسة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 91.16 دولار للبرميل.

إنشرها

أضف تعليق

المزيد من الطاقة- النفط